Car Magazine Wednesday  16/01/2008 G Issue 55

الاربعاء 8 ,محرم 1429   العدد  55

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
الزعيم بعبع يخيفنا أثناء القيادة
د. صالح بن عبد الله الحمد

 

 

المقصود بالزعيم هنا ليس مسرح عادل إمام ومسرحيته المسماة الزعيم، ولا نادي الهلال الذي يطلق عليه الزعيم من قبل الرياضيين، ولكن المقصود بذلك سيارات الأجرة وناقلات خلطة الأسمنت الجاهزة، فهذان النوعان من وسائل النقل في مدننا اكتسبا لقب الزعيم بالحوادث دون منازع (في رأيي على الأقل).

فسيارة الأجرة لا يهتم قائدها بأنظمة المرور من سرعة وتجاوز وقطع إشارة وتقاطعات غير نظامية، فنجده تارة في أقصى المسار الأيمن ودون سابق إنذار يتوجه إلى المسار الأيسر فجأة مما يسبب إرباكاً كبيراً للسائقين الآخرين ومن ثم يحدث حادث يكون بالطبع هو زعيمه، ولكن هل يتعظ من ذلك أو من جراء ما حدث؟ بالطبع لا.

السيارة مؤمنة والهدف الحصول على أعلى دخل، ناهيك عن تجاهل المرور مثل هذه الأمور وعدم تواجده لرؤيتها ومتابعتها بشكل دقيق حتى لو رأى ذلك. وهذا للأسف ما شجع هؤلاء على الاستمرار في العبث بأنظمة المرور في بلادنا وكثرة الحوادث جراء ما حصل، وقلما نجد حادثاً لا يكون زعيمه سيارة أجرة أو ناقلة خلطات الأسمنت الجاهزة، وذلك للأسباب التي ذكرتها آنفاً. أما سيارات الخلطات الأسمنتية الجاهزة فهي تساهم مساهمة كبيرة في الحوادث المرورية بسبب منحهم مبلغاً من المال على الرد الواحد الذي يقومون بإيصاله، وكلما زاد ذلك زادت المبالغ الممنوحة لهم، والضحية هنا هو الموطن والمواطن، لأن سائقي هؤلاء الشاحنات كلهم من الوافدين ولا تهمهم مصلحة هذا البلد بتاتاً بقدر ما تهمهم مصلحة أنفسهم. وأما كفلاؤهم -وللأسف- فهم الآخرون يساهمون مساهمة فعالة في حثهم على السرعة وعمل الحوادث دونما اكتراث أو رادع. ومساهمتهم في تدني مستوى البيئة وتطاير الأسمنت في الشوارع مخلفاً الغبار والأتربة، ومشوهاً جمال الشوارع من تراكم هذا الأسمنت وجفافه ما جعلك وأنت تسير في هذه الشوارع وكأنك تسير في أحد الجبال، وهذا غالباً ما يكون موجوداً بالقرب من إشارات المرور وقريباً من البلديات الفرعية، كما هو حاصل في تلك الشوارع المهمة القريبة من بلدية السلي الفرعية النائمة وتحديداً في طريق أبوعبيدة عامر بن الجراح وطريق سعد بن عبد الرحمن وطريق هارون الرشيد وغيرهم كثير جداً.

أما المرور فكما ذكرت في مقدمة حديثي كأنما الموضوع لا يعنيه، والسرعة داخل المدن مفتوحة حتى وصلت إلى أكثر من 150كم في الساعة، وهذا بشهادة المرور أثناء إيقافه بعض المسرعين. هذا لا يهم والنتائج معروفة للأسف وهي كثرة الحوادث، وتوسيخ البيئة، وإهدار المال العام، وجعل المدينة وكأنها ليست عاصمة، إضافة إلى المساهمة الكبرى في تدني مستوى النظافة الذي هو الآخر يحتاج إلى وقفة جادة من قبل المسؤولين.

إنني في هذه العجالة أطالب المسؤولين في أمانة ومرور الرياض بالتصدي لهؤلاء الزعماء كي نقضي -بمشيئة الله- على الحوادث أو نقللها ونخفف من الأوساخ والأتربة الأسمنتية المتطايرة في الجو أو المتراكمة في الشوارع التي لها مساهمات سلبية على الصحة، والجمال، والازعاج. فهل نحن جادون في محاولة القضاء على ذلك أم أننا لا نحب أن نسمع ولا نرى ولا نتجاوب كالعادة.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة