Car Magazine Wednesday  16/07/2008 G Issue 80

الاربعاء 13 ,رجب 1429   العدد  80

 

 

في هذا العدد

 

السلامة

 
أمراض العين.. وأثرها على السلامة

 

 

ترجمة - د. نهاد ربيع البحيري *

تعد قيادة السيارة أمراً مهماً وقد تبدو بسيطة وعادية إلا أنها معقدة، حيث تتأثر قدرتنا على قيادة السيارات بحدوث بعض التغيّرات الصحية الجسمية أو الانفعالية أو العقلية... ومن التغيرات الجسمية التي ترتبط بالسلامة مسألة الإبصار، فما لا يقل عن 90% من المعلومات التي يتفاعل معها قائد السيارة تأتي إليه من خلال رؤيته لكل ما يحيط به.

وتعد حاسة الإبصار أمراً غاية في الأهمية بالنسبة لقيادة آمنة للسيارة لضمان السلامة على الطريق، فالرؤية الواضحة الخالية من المشكلات تسمح بالاستجابة والتفاعل مع اللافتات وغيرها من أي مكون من مكونات الحركة المرورية من أشخاص مشاة أو سيارات أو غيرها بسرعة ودقة وفاعلية.

يزداد الأمر أهمية بالنسبة لقائدي السيارة المحترفين الذين اعتادوا على السفر والتنقل من مدينة لأخرى والقيادة لفترات طويلة، والذين يعانون من ضعف الإبصار يعتبرون خطراً على السلامة بالنسبة لأنفسهم وبالنسبة لغيرهم على الطريق فهؤلاء لن تكون لهم القدرة على رؤية أخطار الطريق إلا بعد فوات الأوان، ودلت أحدث الأبحاث على أن استجابة قائد السيارة لأبسط تفاعلات القيادة تتطلب من الزمن ما لا يتعدى 4 ثوان، ومشكلات الإبصار التي قد يعاني منها قائد السيارة نهاراً تزداد سوءاً في الليل، فالرؤية الليلية تتضمن القدرة على الرؤية في الأضواء البعيدة والقدرة على التفاعل مع أضواء السيارات القادمة وتحديد اتجاهاتها وبعدها من على مسافة لا بأس بها.

أمراض العين

ولا تسوء الرؤية بسبب ضعف الإبصار مع التقدم في العمر فحسب، بل تسوء كذلك بسبب أمراض العين المختلفة التي لا ترتبط بالتقدم في السن والتي قد تصيب الإنسان في أي مرحلة عمرية، ومن أشهر مشكلات العين الإصابة بحالات الجفاف التي تحدث بسبب تناول أنواع معينة من العقاقير، أو التعرّض للرطوبة أو الدخان، كما قد تصيب البكتريا والفيروسات العين بالتهابات حادة وتؤدي إلى احمرار العين والشعور بالألم ومن ثم عدم المقدرة على التركيز في القيادة كما ينبغي، كما توجد أمراض أخرى معروفة للعين تتطلب نوعاً من التدخل الجراحي، من أهمها وأكثرها تأثيراً على القيادة الكتاركت (المياه البيضاء) والجلوكوما (ارتفاع ضغط العين) والاعتلال الشبكي كعرض جانبي من أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم وإهمال العلاج وأخيراً عيوب انكسار الأشعة.

وقد يقود الشخص المصاب بالكتاركت (المياه البيضاء) السيارة بأمان لأعوام عدة، ولكن مع مرور الوقت تزداد حالته سوءاً ويصاحبه تشوش في الرؤية، مما قد يجعل من الصعب عليه رؤية الطريق واللوحات المرورية والسيارات المجاورة والمشاة، كما تزداد الرؤية صعوبة في الضوء القوي ويعاني من مشكلة كبيرة في حالة وجود الضوء العالي المقابل. كما يعاني المصاب بالكتاركت من رؤية الألوان باهتة وصعوبة في تقدير المسافات والرؤية المزدوجة كلما تقدم المرض، وكلها مشكلات خطيرة بالنسبة للسلامة.

وفي حالة المصاب بالجلوكوما يعاني في الحالات المتقدمة فيها من سوء الرؤية وصعوبة قراءة علامات الطريق وخاصة في ظروف الضوء الضعيف ليلاً..

رؤية سليمة

ولتحقيق رؤية سليمة أثناء القيادة يمكن اتباع عدة نصائح:

* مراعاة الفحص الدوري للنظر ولقاع العين بالأجهزة المتقدمة والتي أصبح فيها الكمبيوتر عنصراً أساسياً.

* في حالة ارتداء النظارة أو العدسات اللاصقة يراعى أن يكون الكشف حديثاً على الدوام وأن تتناسب النظارة مع ظروف القيادة ليلاً ونهاراً.

* يجب أن يكون الإنسان واعياً بالظروف التي تؤثّر على قدرته على الرؤية الجيدة أثناء القيادة وتحدث بها بعض التغيرات السلبية، فمثلاً قد يحسن بعض الأفراد الرؤية أثناء القيادة نهاراً بينما لا يرى جيداً في الليل أو في ضوء الفجر، وعندئذ يجب على شخص كهذا أن يتجنب قيادة السيارة ليلاً وأن يستعين بشخص آخر أو يستخدم المواصلات العامة.

* يجب الاهتمام بنظافة الزجاج الأمامي باستمرار وعلى الذين يعانون من حالات جفاف العين عدم التعرض لهواء المكيف أو للهواء القادم من الخارج حتى لا تزداد رؤيتهم سوءاً.

- الاهتمام بالفحص الدوري للعيون وعدم إهمالها.

* عدم إهمال ارتداء النظارات المخصصة للقيادة والتي تحسن من القدرة على ضبط المسافات وخاصة في الليل، فإهمال مثل هذه الأمور قد ينتج عنه الكثير من الحوادث وما يترتب عليها من أضرار مادية وصحية واجتماعية.

* ضرورة أن يكون هناك اختبار جيد للنظر مع تجديد رخصة القيادة، ورغم ذلك يجب ألا يكون الاعتماد الكلي على ذلك الاختبار، بل يجب أن يكون الكشف على النظر دورياً وكل عامين على الأقل حتى مع قائدي السيارات صغار السن، فمشكلات الإبصار يمكن علاجها وتفادي أضرارها في حالة التشخيص المبكر، وألا نتركها تتفاقم وتتسبب في مشكلات كبيرة للعين وللسلامة.

* أن يكون استخدام النظارات الشمسية أساسياً للسائقين المحترفين لحماية العين من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة.

* تناول بعض الفيتامينات التي تساعد على وقاية الإبصار مثل فيتامين A وفيتامين B2 الذي يمنع الشعور بالحرقان في العين كما تمنع الحساسية في الضوء القوي، كما يساعد عنصر السيلنيوم أيضاً على الحماية من الكتاركت.

* ضرورة عدم تركيز قائد السيارة على أضواء كشافات السيارات القوية في الليل والنظر يساراً بشكل طفيف لتلاشي أثر انبهار العين بالضوء عند انتقالها من الإضاءة الشديدة إلى الإضاءة العادية أو الضعيفة في الليل.

* عدم قيادة السيارة بسرعة مهما كانت الأسباب في حالة وجود مشكلة صحية بالعين.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة