إن كان ما فعله بي قائد المركبة المكتمة الأسبوع الماضي.. عندما ارتطم بسيارتي بكل قوة.. ثم (انحاش) عفا الله عنه.. ليدعوني إلى التوقف قليلاً والتأمل في هذا السلوك المشين. لقد ذهبت أنفس بريئة ما بين طاعنٍ في السن وطفل صغير وأم وأخت. وعامل ومواطن أو مقيم، أفراداً أو جماعات، وقاتلهم لاذ بالفرار.. وهناك أموات لا يعلم من دهسهم إلى يومنا هذا.. فهل سينتهي كل شيء (كدا..) وكما يقول المثل العامي (الدم ما يضيع هدر).
هؤلاء الهاربون من أخطائهم.. الفارون مما عملت أيديهم ليسوا أسوياء وعندهم نقص رهيب في كمال الدين والخلق، فاقدون للقيمة الإنسانية.. إن غابوا عن عين الرقيب في دنيا الفناء فهم لا ولن يغيبوا عن الرقابة الربانية. وسيعيشون عذاب الضمير.. والضيق والهم والغم.. ماداموا هاربين وفي ذممهم حقوق لعباد الله ربما كانت نفس بريئة ذهبت أو شوهت أو أموالاً أهدرت..
طفل عمره عشر سنوات قتله هارب
رجل كبير في السن مزقه هارب
أسرة بأكملها أذاقها العذاب هارب
ممتلكات أفسدها هارب
حقوق أضاعها وعبث بها هارب.
إنني عندما رأيت أحد أحبابي رجال الأمن وهو يدون بعد الحادث، الطرف الآخر هارب.. سألته هل يوجد كثير من هؤلاء المنحاشين قال: والله كثير.. وهذا يحتاج إلى تعاون من الجميع والتبليغ عن أي هارب لأن هذا من التعاون على البر.. وما أجمل تلك الصورة الرائعة.. عندما أقنع مجموعة من الشباب في الاستراحة زميلهم بأن يسلم نفسه بعد أن صدم مقيماً ولاذ بالفرار.
نحن بحاجة ماسة إلى شجاعة ورضا بما قدره الله.. وأن نعلم أن دماء الناس وأعراضهم وأموالهم وعقولهم محرمة شرعاً وعرفاً وأمناً وأخلاقاً.