Car Magazine Wednesday  18/06/2008 G Issue 76

الاربعاء 14 ,جمادى الثانية 1429   العدد  76

 

 

في هذا العدد

 

السلامة

 
إجراءات وقائية ضد الحوادث

 

 

> إعداد - د. نهاد ربيع البحيري >

يعتبر الاتجاه إلى تقليل وقوع الحوادث من خلال اتخاذ بعض التدابير الهندسية قليلة التكاليف بالمناطق الأكثر تعرضاً للحوادث من الأمور المهمة التي لها أثر كبير في منع وقوع الحوادث بالفعل؛ فبعض التعديلات والاحتياطات الهندسية في الطرق قد يكون لها دور فعال في منع وقوع حادث مروع أو حتى اصطدام بسيط، ومن ذلك الاهتمام بتجديد اللافتات والعلامات المرورية التي تقسم الطريق وتعمل على تفريعه أو تخصيص بعض المساحات لغرض الانتظار من أجل السيارات التي تريد الاستدارة يميناً أو يساراً؛ مما يكون له أكبر الفاعلية في تقليل حالات التصادم.

وقد يرجع السبب في وقوع بعض الحوادث إلى قلة الميزانية المخصصة للصيانة في تلك المناطق؛ مما يجعل هناك مناطق معروفة بخطورتها الشديدة في كل بلد أو في مناطق معينة على الطرق السريعة، ويرتفع احتمال وقوع الحوادث فيها، خصوصاً في حالة تركها دون علاج. وتكمن المشكلة في أن من يقود السيارات في مثل هذه الطرق قد يتعرضون لخطر غير مسبوق إلا لمن يعرف المنطقة جيداً ويدرك كل مشكلاتها وعيوبها وبخاصة عند عدم توافر اللافتات المرورية الكافية؛ فقد يتعرض لشرح خاطئ أو مضلل من أحد المارة الذين لا يجيدون القيادة ولا يستطيعون تقدير الخطورة فيها. وقد لا تكون الخطوط والعلامات واضحة على الطريق مما يعرض المشاة لحادث غير متوقع بسبب عدم قدرة قائد السيارة على التكيف مع مجموعة من الظروف البيئية الخاصة بالمكان أو غيرها من العوامل؛ مما يجعل سكان منطقة ما يرددون أن تلك المنطقة منطقة حوادث أو أن ذلك المنحدر هو منحدر الموت أو غيرها من العبارات الشهيرة التي يرددها أهل المناطق الخطرة وما يجاورها.

ما الحل؟

تكمن نقطة البداية أولا في تحديد الخطر في منطقة أو حي أو طريق أو غيرها ومن ثم يبدأ العمل الجاد على محاولة إزالة كافة العوامل التي تجعل من المنطقة خطرا محققا، وذلك تحت إشراف المختصين من مهندسي الطرق حيث يمكنهم التحسين من حالة السلامة المرورية على الطريق.

ومن الأمور التي تفيد في ذلك محاولة تصميم الطرق أو تعديل اتجاهاتها بطريقة تقلل من التقاطعات المعقدة أو على الأقل تسهل مرور السيارات على مراحل وتخصيص أماكن مخصصة لعبور المشاة؛ وبالتالي تقل عدد القرارات التي يحاول قائد السيارة اتخاذها أثناء قيادته أو عبوره لتقاطع ما؛ مما يجعل مهمة القيادة أكثر سهولة وسلاسة ويساعد قائدي السيارات على التقدم بأمان مع مواجهة أقل قدر من التعقيدات المرورية والمشاة على الطريق.

ولكي يتخذ الموضوع أسلوبا علميا وواقعيا بحتا يجب ألا نجزم بخطورة منطقة ما اعتمادا على رأي الجماهير بشكل عشوائي فحسب بل يجب أن يرتكز هذا على إحصاءات وبيانات وتقارير مفصلة تصف كل حادث بالتفصيل وتحدد ملابساته والعوامل المشتركة التي تربط بين الحوادث المختلفة بحيث يكون ذلك التحديد للمناطق الخطرة موضوعيا بحتا ومن ثم ما يمكن اتخاذه تجاهها. وقد يحتاج مهندسو الطرق في هذا إلى رسم خرائط توضح المناطق الخطرة وكيفية وقوع الحوادث وتحليلها جيدا لمعرفة من أين يأتي الخطر في كل مرة.

احذر التقاطع

يرى مهندسو الطرق أن معظم الحوادث تقع في التقاطعات أو في المناطق القريبة منها، وبالتالي يمكنهم فحص العوامل المتسببة في الحادث ومن ثم اتخاذ الحلول الملائمة، سواء للحد من حدوث الحوادث في التقاطعات أو في المناطق المؤدية إليها؛ حيث قد تختلف الحلول من منطقة إلى أخرى، فمثلا يمكن تصنيف الحادث الذي يقع على بعد ثلاثين مترا من تقاطع ما على أنه حادث من حوادث التقاطعات ويختلف التصنيف بالنسبة إلى غيره.

وأوضحت الأبحاث أن عدد الحوادث يختلف في نفس المنطقة من عام إلى آخر، كما دلت الإحصاءات المختلفة على أن وقوع الحوادث باستمرار في منطقة بعينها يعد من الأمور النادرة الحدوث، وهذا معناه أنه يجب المقارنة الواعية بين عدد الحوادث في مناطق بعينها مع الاعتبار لفترة زمنية محددة، وأن تكون محددة بعام كطريقة نموذجية، ولكي يتم حساب معدلات صادقة تصف وقوع الحوادث يجب أن يتم هذا التحليل لعدد الحوادث في منطقة ما في وقت ما على مدار ثلاث سنوات بحيث يكون ذلك معدلا سنويا يمكن الاعتماد عليه في وصف المنطقة وتحديد إذا ما كانت خطرة أم لا.

أنواع الحوادث

من الأمور المهمة التي يجب وضعها في الاعتبار عند تحديد ارتباط منطقة ما بوقوع الحوادث معرفة شدتها حيث تكون بعضها بسيطة ولا ينتج منها خسائر في الأرواح بينما تكون حوادث أخرى بشعة وقاتلة يقع ضحيتها أعداد كبيرة كما قد ينتج منها إصابات وإعاقات خطيرة، هذا فضلا عن الخسائر المادية الضخمة؛ فهذا الحادث بذلك يكون ذا أبعاد اجتماعية واقتصادية سلبية نحن في غنى عنها.

وفي دراسة لتقدير الخسائر الناتجة من الحوادث بكل درجاتها، وجد أن تكلفة إجراء بعض التعديلات على الطريق وصيانة السيارات أقل بكثير من تكلفة الخسائر المادية والاجتماعية والبشرية.

والقاعدة العامة هي أنه كلما زاد حجم الكثافة المرورية زاد احتمال وقوع الحوادث، ويفيد في تقدير ذلك إجراء إحصاءات للحوادث لكل وحدة من الكثافة المرورية بحيث تحسب لكل مليون سيارة مثلا على مسافة محددة من الكيلو مترات، فإن تواجدت مثل هذه الإحصاءات وكانت تتميز بالدقة كان من السهل جدا تحديد مناطق الخطر ومحاولة صيانتها، ثم تستمر الإحصاءات حتى نلاحظ بالفعل أن معدل الحوادث قد انخفض في تلك المنطقة بسبب أعمال الصيانة الهندسية للطرق، وتستمر الإحصاءات في كل المناطق التي تتعرض باستمرار للحوادث حتى نصل إلى أقل معدل لها.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة