Car Magazine Wednesday  19/03/2008 G Issue 64

الاربعاء 11 ,ربيع الاول 1429   العدد  64

 

 

في هذا العدد

 

أصداء

 
التجاوز القاتل..

 

 

كتبت في جريدة الجزيرة مقالا عنوانه (ما هي أسباب حوادث السيارات؟) بتاريخ 17 - 8 - 1420هـ بينت فيه مخاطر التجاوز الخاطئ (التجاوز القاتل) الذي يفعله بعضهم حين يتجاوزون غيرهم (يسقطون عليهم) في أمكنة يمنع التجاوز فيها كالمنعطفات (الملفات) أو التي فيها طلوع وهبوط (مرتفعات) أو حين تكون الرؤية أمامهم غير واضحة أو المسافة غير كافية، وكثيرا ما نقرأ في الصحف عن التصادم وجهاً لوجه، إنه لهذا السبب، من الصعب مراقبة أولئك، ولكن لنبدأ في توعية السائقين وإرشادهم وتعليمهم بوسائل الإعلام المقصرة وبالدوريات وأمن الطرق والرخص، ثم اتخاذ الحزم معهم بألا يتولى القيادة إلا من يحسنها ويعرف أصولها.

كما كتبت عن الموضوع إياه في العدد 10102 المؤرخ 22 - 2 - 1421هـ من الجزيرة في مقال عنوانه: (محاولة لوقف نزيف الدم، همسة لمدير المرور) قلت فيه: التجاوز الخاطئ وأسميه التجاوز القاتل الذي يعمد إليه كثير من السائقين جهلا بعواقبه واستهتارا بنتائجه فتزهق فيه أرواح وييتم أطفال وترمل نساء (ورجال) وتهدر أموال وتهشم سيارات، إنه التجاوز في المرتفعات والمنعطفات والأماكن التي يمنع التجاوز فيها لعدم اتضاح الرؤية أو لعدم وجود مسافة كافية آمنة للتجاوز أو لوجود الخطين، علامة منع التجاوز، وكم سمعنا وقرأنا في الصحف وغيرها عن حوادث تصادم وجهاً لوجه بسبب هذا التجاوز القاتل.

إن (التجاوز الخاطئ) في حاجة ماسة وسريعة وفورية من المرور العزيز ومن الجميع إلى قرار حاسم وإلى حل سريع بالتوعية، لأن التوعية مفقودة في وسائل الإعلام نحو هذه الظاهرة الخطيرة المنتشرة بين سائقينا النشامى (قصدي الغشامى) حتى لو استلزم الأمر إبرازها في رخص القيادة هي والسرعة والمخالفات المرورية الأخرى الكثيرة، بل وتنبيه كل سائق عن طريق مراكز الشرطة وأمن الطرق إلى وجوب الحذر عند التجاوز، وألا يكون ذلك في المنعطفات والمرتفعات والأماكن التي لا يسمح بالتجاوز فيها وألا يكون التجاوز إلا في الحالات الآمنة التي يرمي فيها المتجاوز (الساقط) الطريق أمامه واضحا وصالحا للتجاوز من جميع الوجوه، كما يجب على المرور ألا يسمح بقيادة السيارة لمن لا يفرق بين السيارات والحيوانات في القيادة.

وأشرت في مقال سابق إلى أخطاء السائقين وقلت إن شخصاً قابلني في طريق سدير القصيم (القديم) قرب الحسي متجاوزاً سيارة أخرى وكاد ينقلني ومن معي للدار الآخرة لولا لطف الله وأن أياماً بقيت لنا في هذه الحياة الفانية فكتبت مقالاً عن ذلك وسلّمته لإحدى الجرائد فلم ينشر.

وأقول: يا ناس، يا عالم، يا مرور اتقوا الله في هذه الأنفس البريئة التي تزهق بسبب سائق متهور أو غشيم لا يفرق بين قيادة البقرة وقيادة السيارة، وابذلوا كل ما تستطيعون لتوعية السائقين الذين لا يعرفون من أصول القيادة وأصول السلامة حبة خردل (صدقوني أني لا أدري ما هو الخردل) حتى لو اضطررتم إلى تكليف مراكز الشرطة وأمن الطرق بإيقاف كل سائق (في غير الطرق المزدوجة) وتنبيهه إلى خطورة التجاوز الخاطئ (القاتل) عليه وعلى من معه وعلى المقابل له.

تذكرت الآن حادثة مرت بي أو مررت بها، وهي أني أخذت زوجتي وأولادي وركبنا (اللاند كروزر) قاصدين المدينة المنورة (قبل سنوات) مروراً بسدير والقصيم فلما تجاوزنا القصيم هالنا ما رأينا من تصرفات السائقين السيئة من السرعة والتجاوز الخاطئ (اللخبطيشن) فما كدنا نصل المدينة حتى تنفسنا الصعداء وحمدنا الله على سلامة الوصول، من هذا الطريق الضيق المزدحم بالسيارات التي يقود معظمها متهورون.

وقررنا قراراً لا رجعة فيه ألا نعود مع هذا الطريق بعد أن كفانا الله شره وشر سائقيه فشحنت سيارتي وامتطينا (عطية الله) الليموزين الطائر والله المستعان.

محمد بن عبدالله الحمدان الرياض - مكتبة قيس

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة