Car Magazine Wednesday  19/03/2008 G Issue 64

الاربعاء 11 ,ربيع الاول 1429   العدد  64

 

 

في هذا العدد

 

تقارير

 
أسرار القيادة في بكين

 

 

قد يشعر السائحون الراغبون لخوض تحدٍ أولمبي خاص أثناء حضور منافسات دورة الألعاب الأولمبية في بكين في أغسطس - آب المقبل بالرغبة في الجلوس خلف مقود سيارة مستأجرة للتجول في شوارع العاصمة الصينية.

وهؤلاء الشجعان يحتاجون لبعض النصائح حول كيفية القيادة في بكين التي تجوب شوارعها ثلاثة ملايين سيارة. أما من يجدون صعوبة في التأقلم مع قوانين الطرق فبإمكانهم استخدام قطارات الأنفاق أو ركوب سيارة أجرة أو حافلة أو سيارة ليموزين للوصول إلى الملاعب الرياضية.

يبدو السائقون في بكين راغبين في تحدي المبدأ الفيزيائي القاضي باستحالة شغل جسمين لنفس النقطة في وقت واحد.

فعلى سبيل المثال يتم على نطاق واسع تجاهل الخطوط الفاصلة بين الحارات في الطرق حيث لا تلعب أي دور في الفصل بين السيارات. وفي حالة توقف السير في الطريق في إحدى حارات الطريق لا يتردد السائقون كثيراً قبل اتخاذ القرار بالانتقال إلى الحارة المجاورة.

الرجوع للخلف كذلك ليس غريباً على السائقين الذين يفوتهم منعطف، الرجوع بالسيارة للخلف السير في عكس الاتجاه بالطريق.

وهناك في بعض البلدان قواعد باستخدام إشارات ضوئية قبل الانعطاف لليمين. لكن بكين تتفرد بقاعدة أخرى وهي عدم الالتفات قبل الانعطاف. فالصينيون يتبعون مبدأ (إذا رأيتني فأنت مسؤول عن عدم الاصطدام بي) والذي يتحول بالتالي إلى (إن لم ترني فأنا لست مسؤولاً عن الاصطدام بك).

وكنتيجة لهذا يقود السائقون عادة سياراتهم بسرعة كبيرة جداً في الطرقات وينطلقون على الطرق السريعة وينتقلون من حارة لأخرى دون أدنى محاولة للتحقق من خلو الطريق.

وتبدو هذه العادة امتداداً مباشراً لثقافة الصين في ركوب الدراجات حيث يتعين حساب كل حركة وسط حشد من قائدي الدراجات المنطلقين بنفس السرعة في نفس الاتجاه.

لا تفزع

لا تفزع إذا رأيت سيارة شرطة تتبعك وتلاحقك بضوئها المنعكس في مرآة سيارتك. وطبقاً لتفسير صديق صيني فإن العاملين في الشرطة وغيرها من خدمات الطوارئ يضيئون أنوار سيارتهم فقط للدلالة على أنهم في مهمة عمل. وإذا لم تصدر سيارة الشرطة صوتها المميز أو إن لم ترَ أضواءها المتلألئة فيمكنك تجاهلها.. هذا سلوك شائع.

قد تكون الصين دولة شمولية لكن هذا لا يعني أن السلطات لا تعامل باحترام. فمن الطبيعي أن يفسح المسؤولون لأنفسهم الطرق حيث لا غرابة في أن يفاجأ سائق عادي بأضواء سيارات المواكب التي ضجرت من السير ببطء.

خرائط

والاطلاع على الخرائط أمر بالغ الأهمية لأي شخص يتجول في مدينة أجنبية. لكن القادمين الجدد إلى بكين قد يضطرون للتعود ليس فقط على الشوارع الرئيسية لكن على جسورها أيضاً وهذا لأن التقاطعات الكبرى تعرف بأسماء الجسور المارة فوقها لتصل بين الطرق المتقاطعة.

الغريب في الأمر هو أن الخرائط المكتوبة باللغة الإنجليزية لا يذكر بها سوى أسماء الشوارع فقط وليس الجسور في حين أن اللوحات في الشوارع تذكر المسافة المتبقية على أقرب جسر وليس شارع.

وقد يكون مفهوماً في بلد يسكنه 1.3 مليار نسمة ألا يكون الصبر والانتظار الوسيلة الأمثل للتقدم في الصف. ويعمد الصينيون في الطرق كما في نواحٍ أخرى من حياتهم لاقتناص الفرص بمجرد ظهورها.

وقد تكون هذه الفرص عبارة عن مساحات لا تزيد عن بوصات محدودة بين سيارتين في الحارة التالية لكنها كافية للتسلل بينهما وترك سائق السيارة الخلفية منهما في حيرة.. فإما إفساح الطريق أو الاصطدام.

تصيد المخمورين

الشيء الحسن هو أن السائقين الصينيين بصورة عامة ليسوا عدائيين كما لا تجد لديهم الحماس الزائد الذي يوجد في الطرق السريعة في الولايات المتحدة على سبيل المثال.

ويحسب للصين محاولتها إبعاد السائقين المخمورين عن الطرق من خلال إجراء اختبارات عشوائية فتجد ضباطاً مزودين بأجهزة تستخدم عن طريق التنفس يندفعون فور توقف السيارات في إشارات المرور ويجبرون السائقين على التنفس في تلك الأجهزة.

لكن للأسف الأجزاء التي تلامس الفم في هذه الأجهزة تستخدم مراراً مع تنقل الضباط بين السيارات المتوقفة.

وعندما حاول أحد السائقين التنفس في الجهاز دون ملامسته لفمه ثارت شكوك ضابط غير صبور اعتقد أنه ضبط شخصاً مخالفاً. وقال السائق: أمرني هذا الضابط بالتوقف لإخضاعي للفحص.. لكنه هذه المرة استخدم أدوات جديدة قبل الاختبار الثاني وهو ما أثار ارتياحي.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة