Car Magazine Wednesday  20/02/2008 G Issue 60

الاربعاء 13 ,صفر 1429   العدد  60

 

 

في هذا العدد

 

البيئة

 
حربٌ أوروبية على التلوث

 

 

* تقرير - الفارس الأخضر *

أصدر الاتحاد الأوروبي مجموعة من التشريعات البيئية الصارمة تتضمن مقاييس الحدود القصوى المسموح بانبعاثها من عادم السيارات. وتغطي هذه المقاييس تراكيز الملوثات الرئيسية: أول أكسيد الكربون CO، ثاني أكسيد النيتروجين NOX، الجزيئات الدقيقة العالقة PM.

ويتم تطبيق هذه الأنظمة على جميع سيارات الركاب الصغيرة والنقل الخفيف والثقيل والباصات وحتى القطارات والتراكتورات الزراعية وغيرها من وسائل النقل العامة والخاصة، ويستثنى من ذلك الطائرات والسفن وناقلات النفط.

ويتم إجراء فحص خاص لكل فئة من وسائل النقل لمطابقة تراكيز الانبعاثات وفق المقاييس المعتمدة لكل فئة من السيارات بحسب مواصفاتها، ويتم قياس الانبعاثات عند سرعة دوران قياسية ثابتة للمحرك Test Cycle ويسري هذا القانون على جميع السيارات الجديدة المباعة في دول الاتحاد الأوروبي وتعفى السيارات القديمة من هذا النظام، كما تضمن الأنظمة تخفيض نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون إلى 120 غراماً.

كيوتو!

وبحسب توصيات بروتوكول كيوتو فإنه يتعين تحقيق خفض لغاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 8% في الفترة 2008-2012 إلا أن هذه الانبعاثات ارتفعت من 21% في عام 1990 إلى 28% في عام 2004 وهي في تزايد مستمر مع عدم وجود حدود أو مقاييس لتراكيز غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من العادم، علماً بأن ما ينتج من دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون يقدر بنحو 3.5% من إجمالي انبعاثات هذا الغاز العالمية! وتشكل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن وسائل النقل من دول الاتحاد الأوروبي نحو نصف إجمالي الانبعاثات لهذا الغاز من هذه الدول.

ملصقات تعريفية

وفي إجراء اتخذه البرلمان الأوروبي في عام 1999 تم اعتماد قانون يهدف إلى إصدار نشرات خاصة توضح انبعاثات الكربون موجهة إلى المستهلكين بهدف توعيتهم لاختيار السيارة المناسبة والمساهمة بدورهم في المحافظة على البيئة، وفي بريطانيا باءت هذه التجربة بالفشل؛ نظراً إلى كون النشرة تتسم بالتعقيدات التقنية ويصعب فهمها على المستهلك العادي. عليه وفي عام 2005 وفي خطوة إيجابية للغاية من قبل وكالات بيع السيارات تم ابتكار فكرة لوضع ملصقات تعريفية على كل سيارة توضح بشكل مبسط للمستهلك مدى مساهمة السيارة في إنتاج غاز ثاني أكسيد الكربون، ولهذه الملصقات ألوان وحروف من A-F تتفاوت بحسب حجم الانبعاثات المتوقع من كل سيارة التي تتراوح ما بين 100-186 جراماً لكل كيلو متر تقطعه السيارة. وتم تعميم فكرة هذه الملصقات الخضراء Green Label على بقية دول الاتحاد الأوروبي.

إجباري

وسعى الاتحاد الأوروبي مؤخراً إلى تمرير قانون إجباري لتحديد مقاييس إلزامية لمقاييس انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون مستهدفاً الرقم 120 غراماً لكل كيلو متر على الرغم من وجود اتفاقيات مع صانعي وموزعي السيارات لحثهم طوعاً على الالتزام بمبدأ خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وهذا القانون لم يرق إلى التطلعات البيئية التي ينتهجها الاتحاد الأوروبي الذي يجري تقييماً دورياً لاختيار الصانع الأفضل بيئياً، والذي سجل انخفاضاً طفيفاً في معدل حجم الانبعاثات الكربونية خلال الفترة 1995-2005 من 186 غراماً إلى 160 غراماً لكل كيلو متر على التوالي، وتم اختيار شركة فيات الإيطالية الصانع الأوروبي الأفضل بيئياً لعام 2006

وفي مطلع عام 2007 قام الاتحاد الأوروبي بإعداد مسودة قانون يهدف إلى تحديد معدل الانبعاثات على ألا يتجاوز معدل 120 غراماً لكل كيلو متر، وبعد عدة اعتراضات تم إقراره، وقد يفهم البعض أن هذا المعدل المطلوب تطبيقه من قبل كل صانع على حدة. لكن الواقع غير ذلك؛ فمثلاً السيارات التي تنتج من قبل: فيات، رينو، سيتروين، وخصوصاً السيارات الصغيرة الاقتصادية، هي أصلاً متوافقة مع القانون الجديد تقريباً بما تنتجه من انبعاثات. وتختلف الصورة تماماً في حالة سيارات أودي، مرسيدس، بي إم دبليو، بورش التي تنتج سيارات رياضية وسيارات سيدان كبيرة بمحركات ذات سعة لترية كبيرة. وعليه فإن هذا القانون أحدث بلبلة بين صانعي السيارات الألمان بصفة خاصة، وقوبل بالرفض الشديد. وأصروا على أنه في حالة تنفيذه فإنه سيضرّ بهم كثيراً.

الطريف في الموضوع أنه قد يكون قرار كهذا في صالح المستهلك؛ فربما نرى قريباً سيارات ميني صغيرة اقتصادية تقدمها بورش ومرسيدس وبي إم دبليو ضمن طرازاتها السنوية!

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة