* إعداد - أشرف البربري *

كشفت جنرال موتورز الأمريكية وأكبر منتج سيارات في العالم عن نموذجها الاختباري للسيارة إيكوينوكس لتدشن مرحلة جديدة في سباق سيارات المستقبل. وتعمل السيارة بالوقود النظيف ومن أهم أنواعه الهيدروجين الذي يعمل على أساس تفاعله مع الأوكسجين لتوليد كهرباء تقوم بتشغيل المحرك في حين لا يزيد العادم عن بخار الماء.

وذكرت جنرال موتورز أنها تعتزم طرح حوالي 100 سيارة من هذا الطراز للخضوع لاختبارات الطرق العام المقبل في الولايات المتحدة منها 10 سيارات ستستخدم في نقل زوار مدينة ديزني لاند الترفيهية بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

ويؤكد مهندسو جنرال موتورز أن السيارة الجديدة التي تعمل بمحرك كهربائي يستمد الكهرباء من تفاعل الهيدروجين والأوكسجين يعطي قوة عزم كبيرة للغاية الأمر الذي يحافظ على معدلات تسارع هذه السيارة مقارنة بالسيارات التقليدية التي تعتمد على الوقود الكربوني.

وتقول جنرال موتورز إن جي إم إيكوينوكس تستطيع الانطلاق من سرعة صفر في الساعة إلى 96 كيلومتر في الساعة خلال 12 ثانية فقط وهو معدل مقبول وإن كان هناك سيارات تقليدية عديدة تحقق معدلات أفضل بكثير.

في الوقت نفسه فإن الشركة الأمريكية تؤكد قدرتها على تطوير المحرك بحيث ينخفض معدل التسارع إلى 10 ثوان فقط للوصول إلى 96 كيلومترا في الساعة.

متعددة متوسطة

والسيارة الجديدة تنتمي إلى فئة السيارات متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي (إس يو في) متوسطة الحجم. وقد استخدم مهندسو جنرال موتورز مادة الألياف الكربونية المضغوطة لكي يصنعوا ثلاثة خزانات للهيدروجين التي تعمل كخزان وقود في السيارة من أجل الاستفادة من مزايا هذه المادة الحديثة التي تتسم بقدرة فائقة على تحمل الضغط مع خفة الوزن حيث لا يزيد وزن خزان الهيدروجين عن 400 رطل أي حوالي 150 كيلوجراما.

رغم التشابه الكبير بينها وبين السيارات التي تعمل بالوقود التقليدي فيما يتعلق بنظام عجلة القيادة والمكابح فإن ما يميز جي إم إيكوينوكس هو أن أغلب إكسسوارات السائق تعمل بالكهرباء بما في ذلك باور عجلة القيادة. ومع ذلك يجب الاعتراف بأن هذا يقلل من كفاءة عمل هذه المكونات مثل الصعوبة النسبية لتوجيه عجلة القيادة رغم استخدام الباور وكذلك فإن نظام تشغيل المكابح الإلكتروني يحتاج إلى بعض التطوير حتى يصل إلى المستوى اللازم.

ورغم أن النموذج الاختباري الحالي لهذه السيارة الهيدروجينية غير مزود بنظام التحكم الإلكتروني في الاتزان (جي إم ستابيلتي تراك) الذي تستخدمه جنرال موتورز في العديد من طرزها فإن الشركة الأمريكية تؤكد أن مهندسيها يعملون بالفعل على تطوير جيل جديد من هذا النظام لإضافته إلى السيارة جي إم إيكوينوكس مع بدء إنتاجها على نطاق تجاري خلال الأعوام المقبلة.

دفع أمامي

ورغم أن العديد من السيارات متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي تعمل بنظام الدفع الرباعي فإن جنرال موتورز اختارت نظام الدفع الأمامي لتشغيله في السيارة الهيدروجينية الجديدة بهدف تعزيز قدرة المحرك الكهربائي.

ويعود تصميم القمرة أو صالون جي إم إيكوينوكس إلى عام 2005 لذلك فهي تجمع بين العديد من المزايا والخصائص التي توجد في السيارة التقليدية ساتورن فوي. واستخدم مهندسو جنرال موتورز ألياف عالية الجودة في تصميم مقاعد السيارة الهيدروجينية المنتظرة مع صباغتها باللون الأزرق الفاتح بدلا من اللونين الأبيض والأسود المستخدمين في السيارة ساتورن. كما تم طلاء المقابض الداخلية للأبواب بألوان بالغة التميز من أجل إعطاء السيارة شخصية متفردة بما يتناسب من كونها أول سيارة هيدروجينية تطرحها جنرال موتورز للتسويق التجاري في السوق الأمريكية.

أنظمة متطورة

وبالطبع لا يمكن أن تخلو سيارة المستقبل من نظام ملاحي بالغ التطور يعتمد على شاشة مسطحة بنظام البللور السائل (إل سي دي) التي تعطي درجة وضوح عالية وتضيف لمسة جمالية للسيارة. كما أن جي إم إيكوينوكس تضم نظام ترفيهي متكامل يضم مشغل شرائط كاسيت ومشغل أقراص مدمجة وجهاز راديو يعمل بثلاث موجات مختلفة.

وقال لاري برنز نائب رئيس جنرال موتورز إن هذا المشروع يؤكد التزام الشركة بمواصلة العمل من أجل تطوير جيل جديد من خلايا الوقود باعتبار ذلك البديل الجيد للخروج بصناعة السيارات بعيدا عن قيود الحفاظ على البيئة وتقليل اعتماد هذه الصناعة على البترول الذي تتزايد أسعاره باستمرار.

ويشير إلى أن نظام خلايا الوقود الذي طورته الشركة هو الأحدث حتى الآن سواء فيما يتعلق بكفاءة استهلاك الهيدروجين أو بحجم الطاقة التي ينتجها.

الجيل الرابع

وتستخدم السيارة جي إم إيكوينوكس الجيل الرابع من خلايا الوقود التي طورتها جنرال موتورز خلال السنوات الماضية وتشمل خلايا بطاقة إنتاجية قدرها 93 كيلووات مع إعطاء قوة دفع أمامي قدرها 73 كيلووات على ثلاث مراحل مع وجود بطارية معدنية تعطي طاقة قدرها 35 كيلووات.

وتصل سرعة السيارة جي إم إيكوينوكس إلى 136 كيلومتر في الساعة. وتصل حمولة السيارة إلى أربعة ركاب وهي ذات خمسة أبواب.

وتقول جنرال موتورز إن خلايا الوقود في السيارة الجديدة قادرة على العمل في مختلف الأجواء حيث تستطيع العمل في أجواء تتراوح درجة حرارتها بين 13 درجة تحت الصفر و113 فهرنهايت وهو ما يعني أن السيارة تستطيع العمل بكفاءة في البلدان ذات الشتاء الجليدي كما تستطيع العمل في البلدان ذات المناخ المداري أو حتى الاستوائي الحار. وقد تمت برمجة نظام الملاحة البرية توم نافيجاشن بحيث يمكنه تحديد أماكن وجود محطات تموين الوقود التي يوجد بها الهيدروجين.

تأجير وليس شراء

وإذا كانت السيارة مجهزة للعمل في المناطق الباردة فقد تم تزويد مقاعدها بأنظمة تدفئة يمكن استخدامها عند الضرورة. كما أن الأبواب يتم التحكم فيها عن بعد لتوفير قدر كبير من التأمين وباستخدام تقنيات بالغة التطور. وبالطبع فإن مجموعة الوسائد الهوائية الأمامية والجانبية أصبحت من البديهيات في العديد من السيارات في الوقت الراهن وبالتالي لا يمكن أن تخلو منها سيارة المستقبل.

ويصل العمر الافتراضي لخلايا الوقود في السيارة الجديدة إلى حوالي 90 ألف كيلومتر فقط يتم بعدها استبدالها لذلك يرى الخبراء أن المستقبل لهذه السيارة سيعتمد على التأجير وليس الشراء باعتبار ذلك يحقق مصلحة للطرفين المنتج والمستهلك.

ومهما يكن الأمر فإن جنرال موتورز تتوقع أن تخوض سيارتها المنتظرة معركة عنيفة خاصة وأنها دخلت السوق متأخرة عن العديد من السيارات المنافسة وبخاصة السيارات اليابانية. غير أن الجميع بات يدرك تماما أن السيارات الكهربائية والهجين هي المستقبل الحقيقي في دنيا السيارات.