استطلاع وتصوير : حمد العنزي / إبراهيم السحيم

البيوت المتنقلة أو ما يطلق عليها (الكرفانات) يتم تزويدها بتجهيزات خاصة لكي تكون مساكن يتم استخدامها في الرحلات البرية و(الكشتات) أو الذهاب إلى الأماكن البعيدة وتكون مجهزة بغرف نوم وصالة جلوس وصالة طعام ودورات مياه مما يجعل ساكنها يشعر وكأنه داخل بيته.

مجلة «نادي السيارات» قامت باستطلاع للتعرف على هذه الكرفانات التي أصبحت الآن منتشرة بكثرة في البراري والمنتزهات البرية خاصة في هذه الأجواء الربيعية وأصبحت بديلاً عن الخيام وبيوت الشعر لما تمتاز به من تجهيزات داخلية تجعل من الخروج للبراري أكثر متعة واقل مشقة.

بدأنا جولتنا الاستطلاعية بالحديث مع متخصص في بيع وتأجير الكرفانات وهو الأستاذ عبدالمنعم إسماعيل حيث أكد أن فصلي الشتاء والربيع بالتحديد يعتبران الأكثر جذباً للذين يرغبون بشراء وتأجير هذه الكرفانات المتنقلة نظرا لرغبة الأشخاص بالخروج إلى المنتزهات البرية حيث يطلبون هذه الكرفانات ويجدونها أفضل بكثير من الخيام وبيوت الشعر نظرا لما تمتاز به من تجهيزات.

ويشير إسماعيل هنا إلى أن التجهيزات التي توجد في الكرفانات تختلف من كرفان لآخر فبعضها مجهزة بشاحنة أساسية وغرف ومطبخ ودورات مياه وصالات طعام والبعض الآخر تجده بدون شاحنة ويتم استئجار شاحنة لسحبها إلى المكان الذي يرغب الشخص الذهاب إليه ويوجد فيها مولد كهرباء خاص بالكرفانات يقوم بتوليد الكهرباء لمدة 24 ساعة بدون أي صوت مزعج.

خارج المدينة

وعن تعامل المرور مع هذه الكرفانات أكد إسماعيل أن دوريات المرور لا تسمح بوجود أي كرفان على الشوارع الفرعية داخل المدينة، ولذلك تجد أن الكرفانات الكبيرة تكون غالباً متوقفة خارج المدينة والكرفانات نوعين صغيرة وكبيرة والأخيرة مجهزة بأكثر من غرفة ويوجد نوع مجهز بدورين علوي وسفلي موضحاً أنه يتم تجهيز الكرفانات حسب رغبة المشتري فإذا كانت له مواصفات خاصة يتم الأخذ بها وتنفيذها لتكون مطابقة لمتطلباته وشروطه.

وعن أسعارها قال: إنها تتراوح من 20 ألف إلى 360 ألف ريال في حالة البيع أما إذا رغب الشخص باستئجارها فسعر الإيجار يتراوح ما بين 15 ألفا إلى 30 ألف ريال بالشهر وأضاف: يشهد الإيجار إقبالاً متزايداً أكثر من الشراء وثمة أشخاص يأتون من دول الخليج من أجل شراء هذه الكرفانات.

ويصف إسماعيل الكرفانات بأنها قوية ومتينة وتتحمل عوامل التعرية نظراً لطبيعة المواد المستخدمة في تصنيعها بحيث تقاوم الأمطار والرياح والغبار ولذلك فهي تجمع بين المتانة ودقة التصميم والتصنيع والشكل الجذاب.

ولفت انتباهنا إلى أنه يتم تصنيع كرفانات بأنواع متعددة وأشكال مختلفة مثل مستشفيات صغيرة متنقلة وغرف نوم وغرف حراسة وعربات سفر ومكاتب خاصة بالمشاريع وعربات خيول وغيرها من الأشكال المناسبة لاحتياجات مختلفة غير الاستخدام في الرحلات.

غالية جداً

واستكملنا الجولة بالذهاب إلى أماكن تواجد هذه الكرفانات خارج الرياض حيث التقينا ببعض المواطنين ممن كانوا يفاوضون لشراء بعضها أو استئجارها.

وأثناء معاينته لواحدة من هذه البيوت المتنقلة ذكر لنا الأستاذ عبدالعزيز العسيري أن التصميم الخاص بالكرفانات جميل والتجهيزات فيها جيدة ولكن سعر شرائها يعتبر مرتفعاً جداً مقارنة بتكلفة تجهيزها فالمفروض أن يكون سعرها أقل بكثير من ذلك لأن استخدامها في السنة يكون خلال شهر أو شهران وهي لا تغني عن المخيمات عند خروج الشخص إلى البر. ويتمنى العسيري أن يتم خفض أسعارها لأنه مبالغ فيها جداً ولا تتناسب مع التكلفة الحقيقية لها.

وأشار يوسف القبيسي إلى أن شراء هذه الكرفانات فكرة غير سليمة وليست عملية وذلك لكون أسعارها مرتفعة جداً ولا يتم استخدامها إلا لأيام معدودة، ولذلك فمن الأفضل استئجارها وهذا ما يفعله بعض الأشخاص الذين يرغبون بالخروج إلى البر لأنها تعتبر رائعة ومناسبة لكونها مجهزة بغرف ومجالس ومطابخ وهي أفضل بكثير من المخيمات. واتفق فهد القيسي بالرأي مع العسيري والقبيسي حول أسعار شرائها المرتفعة ووصفها بالمبالغ فيها رغم التجهيزات التي تحتويها. وطالب أصحابها بخفض أسعارها لتكون متناسبة مع تكلفتها وهذا سيؤدي لانتشارها أكثر وإقبال الناس عليها.