إن تأخير الصيانة الوقائية أو إهمالها وإن كان يؤدي بالتأكيد إلى وفر في ميزانيات الصيانة على المدى القصير جداً، إلا أن هذا الإهمال يمكن أن ينتج عنه آثار اقتصادية سلبية على المدى المتوسط والطويل تفوق بمراحل هذا الوفر، حيث يوضح ذلك نتائج بعض الدراسات التي تمت في هذا المجال، ففي دراسة لسلاح المهندسين الأمريكي تم التوصل إلى أن إهمال الصيانة الوقائية للرصفيات وهي في حالتها الجيدة وتركها لتصل إلى المستوى السيئ يؤدي إلى زيادة التكلفة الاقتصادية للصيانة بنحو 500% في المتوسط.
وفي دراسة تم إجراؤها على بعض الطرق المصرية المسفلتة خارج المدن أثبتت أن تأخير الصيانة حتى تصل حالة الرصفيات إلى مستويات متدنية نتج عنه زيادة في التكلفة الاقتصادية للصيانة قدرت بنحو 700% في المتوسط.
وأخيراً بالمملكة العربية السعودية تم إجراء دراسة على شبكة طرق منطقة الرياض، حيث أكدت نتائج هذه الدراسة أن صيانة الرصفيات وهي في مستوى الانهيار بدلاً من صيانتها وهي في المستوى الجيد يمكن أن ينتج عنه زيادة في التكلفة الاقتصادية للصيانة يقدر بنحو 400% في المتوسط.
إن من أهم نتائج هذه الدراسات السابقة هو تحديد ما يسمى (بالعمر الحرج) (للرصفيات وهو العمر الذي إذا تخطاه قطاع الرصفيات فإن تكلفة صيانة الرصفيات تتضاعف بصورة هائلة، حيث وجد أنه في بعض الأحيان يكون معدل زيادة تكلفة الصيانة بعد العمر الحرج يعادل من 10 إلى 12 مثل معدل زيادة تكلفة الصيانة قبل العمر الحرج، لذا يجب أخذ العمر الحرج في الاعتبار عند وضع إستراتيجيات صيانة الرصفيات.