تعمل نيسان حالياً على دراسة الاحتياجات الخاصة للمسنين عند قيادتهم للسيارات. وذلك من خلال ابتكار بذلة ذات مواصفات خاصة يرتديها مهندسو التصميم بالشركة لتخبرهم بما يجب مراعاته عند تصميم السيارات في المستقبل وبخاصة في الأجزاء الداخلية لتلائم احتياجات المسنين.

وتعمل البذلة الخاصة على محاكاة الآلام الطبيعية التي يشعر بها كبار السن مثل صعوبة الحركة وآلام الظهر وقلة المرونة في المفاصل والعضلات، بالإضافة إلى حالات عدم الاتزان العام للجسم وثقله المترتب على التقدم في العمر، ذلك الثقل الذي تضعه البذلة على جسم مرتديها بمقدار خمسة كيلوجرامات إضافية، ناهيك عن النظارة الطبية التي تحاكي ضعف النظر عند كبار السن، بحيث تحول البذلة مرتديها من شاب إلى شخص عجوز أثناء قيادته للسيارة، ويأتي دور المهندس بعد ذلك في مراقبة ما يشعر به أثناء جلوسه في السيارة، ويقدم مقترحاته حول أفضل التصاميم الممكنة لملاءمة احتياجات كبار السن.

وتأتي هذه الفكرة المبتكرة في ضوء استهداف الفئات المسنة في المجتمع الياباني بشكل أكبر، حيث إن ما نسبته 40% من الشعب الياباني سيتعدى عمرها الخامسة والستين بحلول منتصف القرن الحالي. من ناحية أخرى تستهدف نيسان أيضاً الأسواق العالمية بهذا الابتكار، حيث تفيد تقاريرها أن أكثر من 40% من عملائها في اليابان وأمريكا ممن تزيد أعمارهم على الخمسين. يقول رئيس قسم التصميم في الشركة: إن البذلة والنظارة المجهزة معها تعملان على تحديد الزوايا الأفضل للرؤية مما يساعدنا على الوصول إلى أفضل تصميم للزجاج الأمامي للسيارة، إضافة إلى الأمور الأخرى مثل تصميم المساحة الداخلية.

أما أحد المهندسين الذين يخضعون للتجربة فيرى أن: الأمر ليس بهذه السهولة التي كنت أتوقعها، تبدو عملية القيادة أصعب بكثير وأنا أرتدي هذه البذلة.. إنك تفقد حرية الحركة التي اعتدت عليها؛ فهناك قيود على جسمك وبخاصة عند تحريك عجلة القيادة والضغط على المكابح. الحقيقة أن الكثيرين يعلقون الآمال على هذه الابتكار ليس فقط من المسنين لكن من ذوي السمنة المفرطة وأولئك الذين يواجهون مشاكل في الحركة.