Car Magazine Wednesday  23/04/2008 G Issue 69

الاربعاء 17 ,ربيع الثاني 1429   العدد  69

 

 

في هذا العدد

 

لقاء

 
الدكتور ناصر المسعري ل « نادي السيارات »:
السعوديون يخافون من (الكلاسيكية)!

 

 

الرياض - لقاء: إبراهيم السحيم - تصوير:عبدالرحيم نعيم

كشف الدكتور ناصر المسعري الخبير وهاوي السيارات التراثية إنه استطاع الحصول على أغلى سيارة في مجموعته أثناء تواجده في الولايات المتحدة، وأضاف في حوار مع المجلة أن الحاجة ملحة وضرورية لجمع هواة السيارات الأثرية في تنظيم أو لجنة ترعاهم وتطور نشاطهم.

* حدثنا عن بداياتكم مع السيارات التراثية والقديمة؟

البداية كانت عام 1978م في إيطاليا عندما كنت أتدرب في أحد المصانع في مدينة فلورنس حيث سمعت عن سباق (الميل ميليا) وهو سباق عالمي شهير للسيارات الكلاسيكية، ويقام هذا السباق بطريقة الرالي، ذهبت إلى منطقة مرور سيارات السباق - وياليتني لم أذهب - حيث لسعتني هناك بعوضة السيارات القديمة ولم أشف من لسعتها حتى الآن.

و لم أستطع شراء سيارتي القديمة الأولى حتى عام 1984م يوم كنت مبتعثاً في الولايات المتحدة الأمريكية ومن مدينة دنفر (كولورادو) وكانت كاديلاك موديل 1946 وهي التي بدأت المجموعة الذي تتجاوز العشر سيارات.. ويرجع سر ميلي للسيارات القديمة لنشأتي في الصغر حيث كان لوالدي سيارة أولدزموبيل موديل 1954 وقد أحببت تلك السيارة وكدت يوماً أن ألاقي حتفي فيها بسبب تلك المحبة.

والسبب الآخر يعود للقيم الفنية والجمالية التي تتمتع بها السيارات القديمة من ناحية التصميم .

* هل تمتهن تجارة السيارات القديمة؟ أم أنها مجرد هواية؟

لا أخفيك فلقد سبق أن بعت سيارتين من سياراتي خلال العشرين سنة الماضية، ولكن كانت عمليات بيع جبري نزولاً عند الرغبة الملحة من الطرف الآخر، ولقد نجحت في استعادة إحداهن وهي بيوك موديل 1955 كشف.

هواية فقط

* متى نطلق على السيارة أنها تراثية؟

في ثقافتنا العربية نحن لا نسمي هذا النوع من السيارات إلا بالأثرية، أو التراثية أو القديمة، بينما في الغرب يوجد هناك تصنيفات متعددة لها معانيها ومضامينها منها:

السيارات الكلاسيكية- الأنتيكا- العصر النحاسي- العربة بدون حصان - المايل ستون وأوضح معنى أهمها وهي السيارات الكلاسيكية التي كانت تُمتلك من قبل النخبة أو صفوة المجتمع وعادةً ما تكون غالية الثمن ومتقدمة جداً في المجالات التقنية - عن أقرانها من السيارات الأخرى - ولم يتم صنع الكثير منها أو تصنع بالطلب فقط.

وهذا النوع من السيارات (الأثرية) أغلبها تتراوح أسعارها من المليون إلى العشرين مليون دولار في وقتنا الحديث، ويوجد في المملكة العربية السعودية سيارات كثيرة لدى بعض الهواة الذين جلبوا هذه السيارات من أمريكا وأوربا، وهذا يعتبر مكسبا وطنيا تاريخيا يحسب لهؤلاء.

ويقوم نادي السيارات الكلاسيكية الأمريكي بتصنيف السيارات الكلاسيكية وتحديدها وشروط مواصفاتها ضمن قوائم معتمدة يعرفها كل المنخرطين في هذه الهواية، ويضيف النادي سنوياً بعض أسماء السيارات لتدخل عالم الكلاسيكية وفقاً لبعض المعايير التي ذكرتها آنفاً.

مواصفات الأثرية

ولكن إذا غيرنا السؤال إلى: ما الذي يُقتنى كسيارة أثرية؟ وهذا ما يهم الهاوي في منطقتنا.

السيارة التي تستحق الاقتناء والتجديد (الترميم) هي السيارة:

أ- لم يصنع منها أعداد هائلة.

ب - تكون أسعارها أعلى من مثيلاتها عند زمن الصنع.

ج - لها مواصفات تقنية متقدمة في وقتها، مثل ما حدث لسيارة الكاديلاك عام 1911 عندما ابتكرت المشغل الآلي (السلف)

The Self Starterمما أدى إلى تسهيل

عملية التشغيل لتتم بواسطة زر أو مفتاح، فأصبح المشغل الآلي (السلف) ثورة تقنيه عالية تجير لصالح شركة كاديلاك ومخترع الجهاز السيد شارلز كترنق والذي كان يعمل لحساب الشركة.

هـ - تخلو من الصدأ وتكون سليمة من الحوادث السابقة ومتكاملة المكونات وغير ملفقة أو مرقعة.

و- المكشوفة ذات السقف القابل للطي، حيث إن هذا النوع من السيارات لها هياكل انسيابية جميلة ونسبة بقائها وصمودها متدنية جداً (مما يزيد من ندرتها) حيث إن نسبة المتبقي من أية سيارة كشف لا يتعدى 5% من إجمالي عدد الصنع.

إلى أمريكا

* ماهي مشاركاتكم في الفعاليات الوطنية أو الدولية؟

- للأسف لم يحالفني الحظ في الاشتراك في الفعاليات التي سبق أن أقيمت في مدينة الرياض مثل معرض أمانة مدينة الرياض والذي كنت أتوق للاشتراك فيه ولكن الآتي أفضل إن شاء الله.

وعلى المستوى الأمريكي كنت منتظما في الاشتراك في المعارض وخاصةً معارض الكاديلاك والبيوك حيث إنني عضو فيها وحكم معتمد في كلا الناديين، واشتراكي أجدده كل سنة، ولقد استفدت كثيرا من هذه المشاركات ولي صداقات وتعاون وتبادل للخبرات بيني وبين الكثيرين هناك وأنا أعتز بذلك، ولي أمل في أن أشترك في (سباق أمريكا العظيم) وأحاول أن أجد رعاة يمولون هذا الاشتراك بسبب ارتفاع كلفته المادية.

ونأمل أن تزداد المناسبات والفعاليات المحلية للنهوض بهذه الهواية الراقية في المستقبل.

* صيانة السيارات القديمة والحصول على قطع الغيار يتطلب جهدا ومالا كثيرا.. ما تعليقكم؟

- قبل كل شيء هذه الهواية تحتاج إلى المعرفة والعلم وإلا ستصبح الهواية عقيمة ومجرد بذل للمال في شراء السيارات والقطع والخدمات وهذا لا يستطيع عمله إلا الأثرياء جداً.

أما المحافظة على أصالة السيارة وحالتها التشغيلية فهو يتطلب الجهد والرغبة في التعلم، وهذه فيها الكثير من المتعة والمغامرة.

قطع الغيار لا تتوفر إلا من منابعها في أمريكا وذلك للسيارات الأمريكية مثلاً.

ومن خلال الإنترنت (حديثاً) يمكن للهاوي أن يتصيد القطع وخاصة النادرة منها على مواقع المزادات ومواقع بيع أجزاء السيارات.

نادرة

* برأيكم. ما مدى إقبال السعوديين على اقتناء السيارات القديمة والتراثية مقارنة بالآخرين؟

- السعوديون مثل الآخرين، ينجذبون إلى السيارات القديمة، ولكن يخافون من اقتنائها بسبب عدم قدرتهم لصيانتها أو الحصول على قطع الغيار، وعدم توفر القطع يعني عدم إمكانية الإصلاح وهذا غير صحيح على الأقل بالنسبة للسيارات القديمة.

ولا يوجد سوق رائجة للسيارات القديمة فالجميع لديه مشاغله الحياتية وهواياته الأخرى التي تأتي متقدمة عن هذه الهواية الغامضة.

ولكن هناك أفراد ليسوا بالقليلين يقتنون عينات من السيارات الأثرية القيمة، ولكن للأسف لا يمكن للجميع مشاهدة هذه السيارات بسبب عدم وجود الفعاليات والأنشطة .

أؤكد لكم -ولمعرفتي الشخصية - بأنه يوجد سيارات نادرة جداً لم يصنع منها سوى عدد بسيط لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة في صالات عرض خاصة في مدينة الرياض ولا تقدر هذه السيارات بثمن.

هذه الصالات لو قُدِرَ أن تتحول إلى متاحف عامة يستمتع بها الناس لقاء رسوم رمزية ويذهب هذا الريع لأعمال الخير وفي نفس الوقت يصرف منه كذلك على المحافظة على تلك القطع التاريخية التي تعتبر كنزاً وطنياً يضيف إلى الخارطة والقدرة السياحية لمدننا في المملكة.

* هل بالإمكان اطلاع القارئ على السيارات التي تقتنيها؟ وما أقدمها؟

- لقد اقتنيت وأمتلك سيارات كثيرة في حالات متفاوتة من الجاهزية حيث إنني أهوى الترميم وإعادة حالة المركبة إلى أصالتها كما هي في يوم خروجها من المصنع، أكثر من رغبتي في القيادة والخروج بالسيارات لأسباب متعددة، والسيارات هي كالتالي: كاديلاك موديل 1939 سبيشل و موديل 1946وموديل 1947 وإلدورادو موديل 1972كشف وبيوك موديل 1936سبور (أقدم سيارة لدي) وبيوك موديل 1940 سبور وبيوك موديل 1955 كشف وستودي بيكر موديل 1956 سكاي هوك سبور (هذه الشركة أفلست عام 1964م) وموستانق موديل 1965 2+2 فاست باك (أول سنة تُصنع فيها الموستنق) ومرسيدس موديل 1953 كابريولية كشف.

أغلى سيارة

* ما أقرب سياراتك لقلبك؟ وما قصتها؟

- أقرب سيارة لنفسي هي المرسيدس 1953 الكابريولية ولها قصة طويلة في عملية شرائها سأختصرها قدر الإمكان.

أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية وفي مدينة لوس آنجلس كنت أحرص على قراءة الصحف ولدي اشتراك يومي في جريدة لوس آنجلس تايمز ويوم الخميس بالذات أقوم قبل الفجر لتحري الموزع لأنه يوم الإعلانات للسيارات القديمة.

وفي ذات خميس تناولت الصحيفة لمسح الفرص (الصيدات) السانحة وإذا بعيني تتعلق بإعلان عن المرسيدس (وهي سيارة مصنفة كسيارة كلاسيكية رسمياً) والسعر المطلوب لم يكن رخيصاً ولكن لا يتجاوز عشر قيمتها السوقية.

تناولت الهاتف فوراً وكانت الساعة الرابعة والنصف تقريباً ولم يظهر حتى نور الفجر وقمت بالاتصال ليجيب المطلوب وإذا بها سيدة أيقظتها من نومها معتذراً وسائلاً عن المرسيدس، وقالت من الممكن معاينتها في الصباح بعد العاشرة.

ولعلمي بأن السيارة لن تصمد في انتظاري حتى ذاك الوقت، ذكرت للسيدة بأنني طالب في الجامعة البعيدة - وهذا صحيح - وعلي معاينة السيارة قبل ذهابي للجامعة ووافقت على مضض.

وفعلاً ذهبت وفي طريقي مررت على الصراف الآلي وسحبت ما يكفي للعربون.

لم أصدق عيني حينما رأيت السيارة وتساءلت لم تريد السيدة أن تبيع كنزاً كهذا؟ تفاوضت معها على سعر البيع وحصلت على تخفيض ليس بالهين وأصريت عليها بأن تأخذ العربون مع أنها أكدت لفظياً بأن السيارة لي وأخذت وثيقة استلام بخط يدها تحدد فيه ثمن السيارة المتفق عليه وفي المساء سأعود بباقي الثمن وأستلم السيارة، ففعلت السيدة ما طلبت ثم انصرفت.

وبمجرد أن فتحت البنوك في العاشرة صباحاً قمت بسحب المبلغ وعدت إلى السيدة لأعطيها الباقي وأستلم سيارتي، فإذا بها تستقبلني بوابلٍ من الزجر والغضب وهي تقول (ماذا فعلت بي، هاتفي لم ينقطع عن الاتصال حال انصرافك مني والجميع يقولون بأنني مجنونة لبيع مثل هذه السيارة بهذا الثمن) أخذتني العاطفة لحالها وعرضت عليها 10% زيادة للمبلغ لتطييب خاطرها مع أنني غير مجبر، فرفضت السيدة أخذ أي مبلغ زيادة، وأنها باقية على اتفاقها السابق.

حذار من النت

* هل تشتري سياراتك من الداخل أم من الخارج؟

كل سياراتي من أمريكا وبعضها اشتريته وأنا هناك وبعضها اشتريته، وأنا هنا عبر مزادات الإنترنت، والطريقة الأخيرة تعتبر خطرة جداً ومغامرة ثقيلة وليست آمنة لمن هو جديد على شراء السيارات من الإنترنت.

* هل يتم عقد مزادات لمثل هذه السيارات في المملكة؟وهل حضرت مزادات دولية ؟

لا يوجد مزادات خاصة للسيارات القديمة في المملكة ولو أنه سبق وأن عقد مزاد متواضع في منطقة قصر الحكم في الرياض قبل حوالي اثنتي عشرة سنة ماضية وفشل المزاد بسبب عدم وجود التنظيم والتسويق الجيد للحدث.

وأنا لا أشجع على قيام المزادات للسيارات القديمة حيث إنها تولد المضاربات التي ترفع الأسعار بدون مبررات.

وخارجيا كنت أحرص على حضور المزادات وخاصةً إذا كانت قريبة من موقع سكني، ليس لغرض الشراء أو متابعة الأسعار، بل لغرض تصوير العينات من السيارات التي تكون مثالية في ترميمها وهي دائماً جميلة وأخاذة.

بطبيعة الحال والتنسيق لمثل هذه المزادات يكون تنظيماً محكماً وتعتبر المزادات مناسبة مبهجة لجميع أفراد العائلة..

صعوبات

* ما الصعوبات التي تواجهكم؟

- بما أن هذه الهواية جديدة على بلادنا فإن التنظيمات الحكومية لا تنظر إلى سياراتنا بنظرة أنها ملك لهواة، وتعتبرها للاستخدام اليومي وتطبق عليها ما ينسحب على السيارات الحديثة بمواصفاتها المعقدة.

نحتاج إلى ناد يمثلنا خارجياً وداخليا لتذليل المصاعب التي تواجه الشباب ومناقشة أمور الهواة مع الدوائر الحكومية لكي تعترف بهذه الهواية وأصولها وتنظيماتها، مما يؤدي إلى جعل الشباب ينخرطون في مثل هذه الهواية بدل تنفيرهم منها.

كما أن للنادي أو الجمعية دورا أساسيا في إقامة الفعاليات الخيرية التي تكون تحت مظلة تلك الجمعيات لما لها من المنفعة الإعلامية والتثقيفية وغرس الفكر التطوعي لدى المواطنين.

ويشرفني أن أقدم مقترحاً لهذا التنظيم يكفل السلامة في الطريق - بإذن الله-.

السلامة أولاً

* كيف تراعون السلامة؟

أمور السلامة في المركبه هي هاجس كل شخص يقتني مثل هذه السيارات، وذلك لحماية نفسه وممتلكاته من خلال التأكد من سلامة المركبة في جميع أجزائها كالإطارات والكوابح وأنظمة التعليق والمصابيح وخلافه، ولا يمكن لعاقل التساهل في مثل هذه الأمور.

و أغلب السيارات القديمة لا تتجاوز سرعاتها الفعلية الثمانين كيلومتر في الساعة وهي سرعة معقولة جداً.

* ماذا عن إجراءات تخليص مثل هذا السيارات عند استيرادها من الخارج؟

- إدارة الجمارك وهيئة المواصفات والمقاييس لا تفرق بين القديمة والجديدة وتقدير الاثمان يتم بالمزاجية للموظف علماً أنني سبق أن أهديت لإدارة الجمارك في الرياض كتباً تحتوي على أسماء أغلب السيارات الأمريكية من 1903 حتى 1946م وأثمانها بناءً على حالتها التشغيلية لكي تكون دليلاً معيارياً لتثمين السيارات الوافدة.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة