عندما يتحول اسم أحد موديلات السيارات إلى علامة مميزة في تاريخ هذه الصناعة ورمزا لمستوى معين من الفخامة والجودة كما هو الحال في السيارة الأمريكية كاديلك التي تنتجها جنرال موتورز فإن التحدي أمام مصممي هذا الموديل يكون كبيرا بالنسبة للمستقبل.

والمعروف أن سيارات كاديلك الأمريكية تربعت على العرش سنوات وسنوات قبل أن يظهر منافسون لها في ألمانيا واليابان فأصبح على الأمريكيين أن يفكروا في المستقبل فكشفوا عن نموذج اختباري جديد هو سي تي إس كوبيه يؤكدون أنه ترجمة عصرية لأصالة كاديلك.

يقول مهندسو تصميم كاديلك إنهم واجهوا في بداية التفكير في تطوير جيل جديد من هذا الطراز سؤالا محدد هو (ماذا بعد؟ وماذا نقدم للمستقبل؟) وكانت الإجابة هي ضرورة الجمع بين تراث كاديلك العريق واحتياجات مستخدمي السيارات في المستقبل.

وقد جمع النموذج الاختباري سي تي إس كوبيه بين علوم التصميم وفنونه وإضافة الكثير من اللمسات الإبداعية إليها فكانت النتيجة تصميما أكثر جمالا وأكثر تطورا تقنيا وذا طابع شخصي أكثر. ويمكن القول إن سي تي إس كوبيه تمثل تطورا ثوريا في التصميم بالنسبة للسيارة كاديلك الصالون كما أنها تعتمد على هيكل جديد تماما وبخاصة في تصميم المقدمة.

يقول إيد ويلبورن نائب رئيس قسم التصميم في كاديلك إن (نموذج سي تي إس كوبيه هو تصميم خالص.. فنحن لم نطوره لأن قسم أبحاث التسويق لدينا طلب ذلك وكذلك فهو ليس نموذج جمالي يمكن لعشاق السيارات الاحتفاظ بصورته وإنما هو مشاعر جمالية على أربع عجلات وتعبير خالص عن شخصية كاديلك اليوم).

تطور طبيعي

يضم صالون سي تي إس كوبيه صفين من المقاعد الكلاسيكية التي تتسع لأربعة ركاب وأهم ما يميزها الجلد الأسود اللون والألياف المضغوطة من (ألكانتارا) والتي تتكامل مع الإكسسوارات ذات اللون الأصفر المعدني. وهذا النموذج مؤهل للعمل مع مجموعة كبيرة من المحركات العملاقة المنتشرة في سوق السيارات الفارهة بالعالم بما في ذلك المحرك الشهير من كاديلك إل دايركت إنجيكشن سعة 3.6 لتر الذي يتكون من ست اسطوانات على شكل حرف في والمحرك التوربيني الذي يعمل بالديزل سعة 2.9 لتر الذي تطوره الشركة الأمريكية حاليا.

يقول جيم تايلور مدير عام كاديلك: (هذا النموذج الكوبيه هو تطور طبيعي للغتنا التصميمية وهو امتداد للسيارة سي تي إس.. ببساطة فإن التصميم الثوري للسيارة الصالون طرح علينا سؤالا جوهريا وهو إلى أين ستكون الخطوة القادمة فكانت الإجابة هي نحو الكوبيه).

ويمكن القول إن تصميم سي تي إس كوبيه المستمد من التصميم الأساسي للصالون سي تي إس سوف يعطي شكلا لا نظير له على الطريق. فرغم أنه يعتمد على نفس قاعدة العجلات فإن طول النموذج الاختباري الجديد يقل عن طول السيارة الصالون بمقدار أربع بوصات تقريبا لإعطاء الطابع الرياضي. ويتكامل هذا مع اللمسات الجمالية في تصميم الهيكل بما في ذلك الانبعاجات حول العجلات مما يعطي إحساسا مضاعفا بقوة السيارة واتزانها على الطريق مع الحفاظ على الخطوط الانسيابية التي تتميز بها كاديلك.

سيارة مضلعة

ويقول جون مانجويان مدير عام التصميم الخارجي في كاديلك إن النموذج الاختباري سي تي إس كوبيه سوف يكون النموذج الملهم لسيارات كاديلك خلال العقد المقبل. فعلى مدى مسيرة الشركة الأمريكية ظلت حريصة على تقديم نموذج معين يصبح ملهما لكل طرزها على مدى عشر سنوات مع الحفاظ على (الجينات الوراثية) الأساسية للسيارة الشهيرة وهو ما حدث مع الطراز سبيشيال عام 1956 والطراز سيفلي 1975م.

ومن بين الملامح التصميمية المميزة للنموذج الاختباري سي تي إس كوبيه وجود مجموعة من العناصر التي تعطي السيارة مظهرا (مضلعا) أقرب إلى شكل الألماس وبخاصة في المؤخرة. وتظهر هذه الملامح في كل شيء تقربيا ابتداء من الرأس المصقول فوق مكان لوحة الأرقام الخلفية إلى الحليات التي تشكل الهيكل التصميمي الأساسي للجزء الخلفي من السيارة.

مزايا فريدة

ومن أهم المزايا الفريدة التي توجد في سيارة المستقبل؛ الاعتماد على بابين فقط للسيارة على غرار السيارات الرياضية، وزيادة انفراج زاوية الزجاج الأمامي للسيارة لإعطاء درجة أكبر من الانسيابية والنعومة مع زيادة نطاق الرؤية وتقليل مقاومة الهواء واستخدام عجلات أمامية مقاس 20 بوصة وعجلات خلفية مقاس 21 بوصة لزيادة الاتزان على الطريق، واستخدام مرايا خارجية جانبية قليلة الارتفاع مع تصميم مبتكر للحفاظ على مستويات الرؤية واضحة ومقابض الأبواب المتحركة حيث تتلاشى في الأبواب مع إمكانية الاعتماد على نظام التحكم عن بعد فيها وفتحات فريدة في حاجز الاصطدام الأمامي، والتصميم المضلع للجزء الخلفي من السيارة على شكل الماس مع تقليل الشبكة الخلفية ووضع منفذ خروج العادم في المنتصف وليس في أحد الجانبين، وتزويد سقف السيارة بهوائي للاستفادة من خدمة الملاحة البرية المباشرة المعروفة باسم أون ستار، وكذلك تزويده بجهاز راديو يعمل بالأقمار الصناعية طراز إكس إم.

ديزل وبنزين

وتأتي المقاعد بطابع رياضي من شركة ريسكارو المتخصصة في هذا المجال، وهي مصممة بطريقة تضمن أقصى درجات الراحة للركاب في الرحلات الطويلة كما أنها مغطاة بقماش مصنوع من أفخم الأنسجة الدقيقة، وتتوفر في هذا النموذج احدث أنظمة الترفيه والملاحة البرية التي تعتمد على الأقمار الصناعية وشاشات العرض المسطحة.

كما أنه مؤهل للعمل بمجموعة متنوعة من المحركات التي تعمل بالديزل أو بالبنزين وكلها تسهم في تحقيق أعلى مستوى من الكفاءة في استهلاك الوقود والحد من العوادم الغازية، فالمحرك سداسي الاسطوانات سعة 3.6 لتر يعطي قوة قدرها 304 أحصنة وطاقة قدرها 227 كيلوات، كما يمكن للسيارة العمل بمحرك الديزل سعة 2.9 لتر الذي يجري تطويره حاليا. ويعطي هذا المحرك قوة قدرها 250 حصان وطاقة قدرها 184 كيلووات وعزم شدته 550 نيوتن لكل متر.

أما نظام نقل الحركة فيعطي ست سرعات يتم التنقل بينها يدويا ويقوم بنقل شدة العزم من المحرك إلى المحور الخلفي بصور مستقلة، وبفضل الاتجاه إلى استخدام نظام تعليق ذي طابع رياضي فإنه أمكن زيادة اتزان السيارة والقدرة على التعامل مع الاهتزازات بصورة أفضل مما هو الحال في السيارة الصالون سي تي إس.