إذا أردت صوراً ومواقف لمخالفتنا للأنظمة فحدِّث والحرج عنك مرفوع وخصوصاً ما يتعلق بأنظمة المرور.. ولهذا يُعتبر المخالف للأنظمة المرورية في نظر البعض (بطلاً.. وما أحد قده).. النظام هو مظلة يندرج تحتها الجميع ويسري على الجميع، ولأننا متهمون بأننا من أكثر شعوب العالم مخالفة للنظام كانت محصلة هذه التهمة أننا في مقدمة قائمة دول العالم في حوادث السيارات وتوابعها من الموت والهلاك والدمار والإعاقة والتلفيات والخسارة المادية.

(قطع الإشارة عندنا مثل شرب الماء وعكس الطريق مثل استنشاق الهواء، والدخول والخروج الخاطئ شيء عادي.. والوقوف الخاطئ.. أبداً ما عندك مشكلة).. يروي لي أحد الإخوة.. قائلاً: كان عندي محاضرة في الجامعة.. وبعدها لدي موعد في المستشفى.. ومن ثم أذهب لاستقبال الوالدة في المطار.. ثم أعود مرة أخرى.. قال لما خرجت وجدت أحدهم (مُسكِّراً عليَّ) قال: وانتظرت أكثر من أربع ساعات.. ذهب الموعد وتأخرت عن الوالدة وحُرمت المحاضرة.. ثم جاء الأخ (مدرعم) وركب سيارته.. وذهب وأنا واقف أضرب كفاً بكف.. هذا البرود واللا مبالاة.. بالأنظمة والقواعد المرورية.. سببه في الدرجة الأولى قول القائل: (من أمن العقوبة أساء الأدب).. ومن ثم القصور الفادح من المحاضن التربوية في غرس المفاهيم الصحيحة من خلال الدورات والمعارض والأنشطة والمحاضرات.. بل ومن خلال المواد الدراسية والمنهجية، إلى دور المنزل والمسجد والمسؤول.. نحن بحاجة إلى إعادة النظر في عدد من الوسائل التوعوية البدائية، إذاً قطبا المعادلة الناجحة لاحترام الأنظمة (توعية رشيدة وعقوبة صارمة) ولا بد من مراعاة الأحوال والتغييرات إلى جانب التطبيق الصارم على الجميع وعدم التهاون تحت ذريعة (المعارف والأصدقاء).

* إشراقة:

(لقد بنى الإسلام في نفوس أتباعه صوراً مشرقة من التعامل الفذ).