Car Magazine Wednesday  24/12/2008 G Issue 87

الاربعاء 26 ,ذو الحجة 1429   العدد  87

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
شاحنات أسواق الخضار.. الواقع والمأمول
د. صالح بن عبدالله الحمد

 

 

تتواجد الشاحنات الكبيرة (الثلاجات) بأسواق الخضار والفواكه في مختلف مدن المملكة ولاسيما الكبيرة منها، وهذه الشاحنات يتركها أصحابها تشتغل على الديزل طول الوقت مدعين أن ذلك ضروري لحفظ الخضار والفواكه في أماكن التبريد. وحيث إن ذلك من وجهة نظري المتواضعة له آثار سلبية على صحة المواطن من كافة الوجوه، يأتي في مقدمتها تلويث الخضار والفواكه بالدخان ناهيك عن تسرب هذا الدخان للمساكن المجاورة لهذه الأسواق مما يسبب أمراضاً خطيرة يأتي في مقدمتها الربو والحساسية والسرطان، أعاذنا الله والمسلمين عامة من كافة الأمراض.

ثم إنني أتساءل أين دور البلديات والأمانات تجاه هذا الموضوع وهي التي سمحت به ورخصت له؟

هذا هو مستوى المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتق هؤلاء المسؤولين؟ ثم أتساءل مرة أخرى في أسواق الخضار والفواكه الكبيرة بالرياض وجدة ومكة المكرمة والدمام وبقية المدن الأخرى كالزلفي وبريدة وحائل ونجران وأبها لماذا لا تقوم الأمانات والبلديات في هذه المدن بإغلاق هذه الأسواق وجعلها على هيئة صالات ودكاكين كبيرة مغلقة؟ ويوضع بها أجهزة للتكييف شتاءً وصيفاً وبهذا لا نحتاج إلى هذه الشاحنات التي لها من المساوئ الشيء الكثير من تصاعد أدخنة وروائح كريهة وأضرار صحية للزائرين لهذه الأسواق والسكان المجاورين لها ناهيك عن الأضرار الكبرى التي تحصل لهذه الخضار والفواكه ويقوم البائعون ببيعها وهي ربما غير صالحة للاستهلاك الآدمي.

أما شاحنات وثلاجات الدجاج والسمك واللحوم التي تقف في هذه الأسواق فهي الطامة الكبرى، فمن يضمن عدم انطفاء هذه الشاحنات والثلاجات أثناء الليل أو غيره، ثم خراب تلك اللحوم وعدم صلاحيتها للاستهلاك؟ ثم الأدهى من هذا كله أن المشرف على هذه الثلاجات بالأسواق المذكورة عمالة وافدة همها الربح وكفى دونما اهتمام بصحة الفرد مطلقاً وسجلات البلديات خير دليل على ذلك. ثم أين الرقابة على مثل هذه الأمور؟ وعلى مثل هؤلاء البائعين هل هم يبيعون لصالح كفيلهم؟ إنني أحلف بالله أنهم يبيعون لصالحهم مدللاً بذلك حرصهم الشديد على اكتساب الزبون وتحميل بضاعته له حتى موقف سيارته البعيد ثم اختلاف الأسعار بين أنواع الدجاج واللحوم بين محل وآخر، ثم تواجد عدد كبير من هذه العمالة يعملون لصالح ثلاجة واحدة.

أين الجهات المختصة عنهم؟ ولماذا لا تدقق في ذلك وتتابعهم حتى تتضح الرؤية؟ وإذا كانت الأمانات والبلديات تدعي بعدم توفر الموظفين الذين يقومون بذلك فلماذا تستعين بالمتعاونين الذين لديهم الرغبة الشديدة في خدمة وطنهم دون مقابل؟ وقد أثبتوا وجودهم في كافة الجمعيات والأعمال الخيرية المختلفة.. وخلاصة ما ذكرت أن إزالة هذه الشاحنات من أسواق الخضار والفواكه عاجلاً هو مطلب هام من متطلبات السلامة الصحية وتحقيقاً للمحافظة على الأمانة التي تحملها هؤلاء المسؤولون أمام الله ثم أمام من سلمهم تلك الأمانة.

D.Saleh Al Hamad@hommail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة