إن قلت لكم إن الأزمات المتلاحقة مالية واقتصادية وفكرية وسياسية تلقي بظلالها على عالم السيارات. فهذه حقيقة.
وأنا في هذه الزاوية يهمني البعد الاجتماعي.. وهو حقل خطير ومهم فهو خطير لكون العامل الاجتماعي بأبعاده المختلفة يؤثر سلباً أو إيجاباً في حياتنا عند التعامل مع هذه المركبة ومهماً لأننا بحاجة ماسة إلى الرقي بأخلاقنا وتعاملاتنا.. لنواكب كل جديد في عالم السيارات.
إن كثيراً من حالات الوفاة الرهيبة وحالات الشلل وحالات الكسور وحالات الغيبوبة المميتة.. نتاج حوادث كان الوقود الأول لها أزمة نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية.. تحول معها قائد المركبة إلى حالة من التوتر والقلق والخوف.. والانفعال الحاد.
إن القضية جد مهمة وحساسة وتحتاج إلى جهود كبيرة وتعاون بناء بين جميع القطاعات.. إن الوعي ليس مسؤولية الإدارة العامة للمرور فقط، بل هو منظومة متكاملة تبدأ من سن الثالثة وحتى نهاية العمر.. إن جيل الشباب يعيش اليوم تطوراً مذهلاً في عالم السيارات يصاحبه جرعات (سامة) من كل مكان.. تثير فيه مكامن القوة والفتوة ليتحول الأمر إلى مصطلحات يعرفها الجميع في ساحات التفحيط.. والتلاعب خلف مقود السيارة. لنصل في النهاية إلى مرتبة متقدمة في صناعة الموت على قارعة الطريق ولتذهب من الأموال والممتلكات ما لا يحصيه العد. أو يخطر ببال أحد إن خلافاً بين رجل وزوجته كفيل أن يحيل هذه السيارة التي يقودها إلى وسيلة موت.. ليتربص بالناس على الطريق إذاً.. لو رجعنا إلى شيء من المنطق والعقل وقمنا بدراسة دقيقة لوجدنا أن أكثر من ثلاثة أرباع الحوادث القاتلة والمتلفة، بل والخفيفة.. كان وراءها أزمة اجتماعية نفسية تربوية.. أياً كان الدافع لها والمسبب أحالت هذه النفس إلى كتلة من الارتباك والشرود وعدم التركيز والذهول والخوف والقلق والتوتر والبكاء والتهور.
أخيراً تفيد دراسة حديثة أن هناك جزءاً من الحوادث المميتة سببها الانتحار بمعنى أنت تسير وهناك من يتعمد الارتطام بك لينهي حياته. أليس الأمر جد خطير.. إذاً فلنبدأ بالعلاج من هذه الزاوية الأسبوعية. والله معنا.
إشراقة:
هات يدك فلست وحدك..