العنوان أعلاه جزء من مثل شعبي دارج (كله على بعضه) يقول: (ما يمدح السوق إلا من ربح فيه) ولا أعتقد أن المثل بحاجة إلى زيادة (مفهومية) فهو يؤكد أنه (ولا واحد) يمتدح شيئاً إلا وقد نال منه مغنماً وفي هذا السياق كأني بالشاعر سعد بن جدلان الأكلبي وقد ربح في سوق (الجميحي) حين قال باندفاعية تصويرية غاية في الدقة والطرافة:
يا زين الجميحي لا سرى والعباد خفوت
يبي لازم متماكنه قبل لا يفوته
على هجعة الساري وسجة هل البيلوت
لا قام يتقلب تحت رجلك تقل حوته
يقوّس مع اللفات كنك تشوته شوت
يشادي المظلي نازل مع براشوته
حَمَاره على نور القمر كنه الياقوت
تعد النجوم المرقبة فوق كبوته
أما الشاعر فهد بن علوش فقد خالف الجميع عندما أوقف (ألفيته) لمصلحة معشوقته (الدوج) ذات (العشر طن) نقتطف مما قال:
الدال دوجي يا جماعة عشر طن
لا جيت حول الدوج ياللي تفطن
تسمع قزوزه في جهنم تراطن
من شاف دوجي طاح ما كان بيديه
ويواصل الشاعر رحلة التغزل حين قال:
الراء رفارف موتري به سواده
حتى الأديتر مويته من بلاده
اللي صنع دوجي بقلبه جلاده
وسع عليه الصدر ثم اجتهد فيه
وعانق الشاعر بندر بن سرور (هجيج) فهد بن علوش بعدما اجتمعا على حب (الدوج) وأتحدت مشاعرهما نحوه، فكانا على الموعد حين قال:
ألا يا نديبي فوق دوج عليه شراع
ما قال انفخ التشريق جاء في مواصيره
صنايع يهود لا يبدل ولا ينباع
يقربك من دار ويبعدك عن ديره
ليا دق سلفه قام صوته يرج القاع
ما جاه المعاون يشتغل في مساميره
عطاه الثنين وداس له بالأنبص وفاع
رزيمة رعد مزن تهلع دنا قيره
خرط له بثالث عقب نشه بعزم وزاع
شتله برابع ما يضيع تغاييره
ليا شال عزمه ريحه آمن ما ارتاع
مسك مع يمين الخط ويلد لأنبيره
على العموم.. مثلما كان الإنسان وفياً وما زال لسفينة الصحراء (الجمل) يفترض أن يكون وفياً كذلك (لمطيته) السيارة من حيث فحصها بطريقة منتظمة، والتأكد من سريان صلاحية الإطارات وبطاقة الملكية ورخصة القيادة والتقيد بأنظمة السلامة المرورية وخاصة فئة الشباب باعتبارها -أي السيارة- وسيلة وليست غاية.
فكم من الحوادث حصلت بسبب إهمالنا وتهورنا.
وكم من مرة دفعنا غرامة للامبالاتنا وتسويفنا.
وسلامتكم.