Car Magazine Wednesday  25/06/2008 G Issue 77

الاربعاء 21 ,جمادى الثانية 1429   العدد  77

 

 

في هذا العدد

 

تقنيات

 
نظام آلي لإيقاف السيارة من فولكس واجن

 

 

* إعداد - أشرف البربري *

يرتبط نجاح أي شركة في العالم بمدى قدرتها على اكتشاف احتياجات المستهلك والعمل على تلبيتها وتحديد المشكلات التي يواجهها وتقديم الحلول لها. هذه القاعدة تحكم عمل الشركات والمؤسسات في أغلب المجالات؛ لذلك جاء الابتكار الذي طورته شركة فولكس فاجن الألمانية وهي أكبر منتج سيارات على مستوى قارة أوروبا لكي يؤكد ريادة الشركة الألمانية العريقة بعد أن أدركت أن وضع السيارة داخل أماكن الانتظار المزدحمة باتت مهمة شاقة ومرهقة لأغلب السائقين حتى المهرة منهم؛ لذلك طورت الشركة الألمانية تكنولوجيا جديدة تحل هذه المشكلة وتضيف لمسة تفرد وتميز لسياراتها في الأسواق. هذه التكنولوجيا تحمل اسم (نظام المساعدة في وضع السيارة داخل أماكن الانتظار) أو (بارك أسيست فيجن سيستم).

وقالت فولكس فاجن إن الجهاز الجديد الذي ستستخدمه مع الجيل الجديد من سيارتها باسات الذي قدمته خلال معرض هانوفر الدولي للسيارات في إبريل الماضي يستطيع توجيه السيارة نحو المكان المخصص لها في أماكن الانتظار بمنتهى الدقة دون أن تصطدم أو تحتك بأي شيء، سواء كان سيارة مجاورة أو حافة رصيف أو الأعمدة الخرسانية في أماكن الانتظار المبنية.

خريطة وجهاز

كل ما يحتاج إليه السائق هو تحديد المساحة الخالية التي يمكن إيقاف السيارة بها من خلال الخريطة المعروضة على شاشة جهاز الملاحة البرية في السيارة ثم يقوم بتشغيل جهاز السائق الآلي للسيارة المعروفة اختصاراً بالأحرف جي إس دي ثم يقوم بالخروج من السيارة التي ستتحرك آلياً حتى تصل إلى المكان المحدد دون أن يعاني السائق من محاولة النزول من السيارة من خلال المساحة الضيقة التي تفصل بينها وبين السيارة المجاورة على سبيل المثال.

وتقول شركة فولكس فاجن إن السائق يستطيع البقاء داخل السيارة إذا كانت المساحة المتاحة تسمح له بالنزول منها بعد الوصول إلى المكان المحدد دون معاناة وفي الوقت نفسه سوف يتولى السائق الآلي القيام بكل عمليات المناورة المطلوبة لكي تقف السيارة في الوضع الصحيح وفي المكان المخصص لها.

ويقول مهندسو الشركة الألمانية إن الجهاز الجديد يعتمد على وجود آلة تصوير رقمية بالغة الدقة على كل مرآة من المرايا الجانبية للسيارة وهي تتولى قياس أبعاد ساحة الانتظار. وينقل الجهاز الصور الرقمية التي تلتقطها آلات التصوير إلى جهاز كمبيوتر مزود بمعالج قوي سرعته 2 جيجا هيرتز الذي يتولى تحليل تلك الصور وإرسال الأوامر المناسبة بناء عليها إلى أنظمة القيادة والتوجيه الآلية في السيارة. ويتولى هذا النظام توجيه السيارة نحو المكان الخالي المتاح والمحدد سلفاً من خلال جهاز الكمبيوتر باستخدام عجلة القيادة الكهروميكانيكية والمكبح الإلكتروني ونظام السائق الآلي ونظام التحكم الإلكتروني في قوة المحرك. في الوقت نفسه هناك آلتا تصوير إضافيتان في مقدمة ومؤخرة السيارة إلى جانب وحدات استشعار تعمل بالموجات فوق الصوتية تتولى مراقبة عمل السيارة وتستطيع إيقاف السيارة إذا دعت الضرورة إلى ذلك.

خيال علمي

ويقول المحللون إن فولكس فاجن قفزت بتكنولوجيا التحكم في السيارة عن بعد إلى مستوى جديد كان يبدو للبعض أقرب إلى الخيال العلمي.

ويشير المراقبون إلى أن التكنولوجيا الجديدة تحقق فوائد عديدة سواء بالنسبة للسائقين الجدد الذين يعانون معاناة بالغة عند الدخول إلى أماكن الانتظار المزدحمة أو الخروج منها. كما أن هذه التكنولوجيا الجديدة سوف تساعد في زيادة الطاقة الاستيعابية لأماكن انتظار السيارات المغلقة التي تعاني من الزحام الشديد حيث لن يحتاج السائق إلى مساحة واسعة تفصل بين كل سيارة وأخرى من أجل إمكانية النزول من السيارة أو ركوبها.

وكتب أحد خبراء تكنولوجيا السيارات تعليقا على التكنولوجيا الجديدة التي عرضتها فولكس مؤخرا في سيارتها باسات إيستيت: بدا الأمر كأننا نقدم نسخة ملونة من الدراما التلفزيونية الشهيرة التي تعود إلى خمسينيات القرن العشرين (عالم المستقبل) حيث أصبح في الإمكان بالفعل التحكم في السيارة عن بعد من خلال تقنية بسيطة إلى حد كبير.

في الوقت نفسه تؤكد فولكس فاجن أن النظام الجديد ما زال في مرحلة التجارب العملية وأنه ربما يشهد مزيدا من التحسينات قبل طرحه للاستخدام التجاري وأنه لن يؤدي إلى زيادة كبيرة في ثمن السيارة وأنها تعتزم طرحه في مجموعة كبيرة من الطرز خلال الفترة المقبلة.

وكانت فولكس فاجن قد قدمت نسخة أقل تطورا من هذه التكنولوجيا لمساعدة السائقين على الدخول والخروج من أماكن انتظار السيارات المزدحمة في مجموعة من الطرز مثل باسات وتوران وتيجوان وحققت نجاحا ملحوظا.

وتقول مجلة موتور تريند الأمريكية المتخصصة في السيارات: إن التكنولوجيا الجديدة التي تطورها فولكس فاجن والتي من المنتظر أن تقلدها السيارات المنافسة خاصة أن هناك منافسين بالفعل مثل لكزس للسيارات الفارهة ومرسيدس بنز سوف تجعل من مهارة السائق في الدخول والخروج بالسيارة من المساحات الضيقة التي كان السائقون يتباهون بها أمرا من الماضي كما حدث مع مهارات عديدة لم يعد لها حاجة بفضل التكنولوجيا مثل إجراء العمليات الحسابية يدويا أو شفهيا أو قراءة الخرائط الورقية وغير ذلك.

وتقول فولكس فاجن إن تكنولوجيا (بارك أسيست فيجن سيستم) سوف تغير الكثير من عادات واحتياجات السائقين وكذلك من شكل ساحات الانتظار وقدرتها الاستيعابية في المستقبل عندما تنتقل هذه التكنولوجيا من مرحلة الاستخدام التجريبي إلى مرحلة الاستخدام التجاري على نطاق واسع.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة