Car Magazine Wednesday  26/03/2008 G Issue 65

الاربعاء 18 ,ربيع الاول 1429   العدد  65

 

 

في هذا العدد

 

البيئة

 
زين.. أول كندية صديقة للبيئة

 

 

اعتاد العالم على استقبال أكثر الأنباء إثارة فيما يتعلق بتكنولوجيا السيارات التي تعمل بأنظمة طاقة بديلة من اليابان أو أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة. لكن يبدو أن كندا قررت أن يكون لها رأي مخالف في هذا الاتجاه بعد نجاح إحدى شركات صناعة السيارات بها في تطوير جيل جديد من السيارات الكهربائية أطلقت عليه اسم (زين) أو زد.إي.إن.إن وهي الأحرف الأولى من جملة إنجليزية تعني (صفر عوادم بدون ضوضاء) في إشارة إلى أن العوادم الغازية الملوثة للبيئة التي تنتج عن عمل السيارة لا وجود لها وأنها لا تصدر أي ضوضاء أثناء سيرها وهو ما يجعلها (سيارة صديقة للبيئة بكل معنى للكلمة).

وقد نجحت الشركة الكندية التي تحمل نفس اسم سيارتها الجديدة في تطوير جيل جديد من السيارات الكهربائية ذي ثلاثة أبواب وبدأت بالفعل الترويج لها في أسواق أوروبا وأمريكا.

وتحتاج السيارة زد.إي.إي.إن التي يبلغ ثمنها نحو 12.75 ألف دولار إلى توصيلها بمصدر كهرباء منزلي قوة 120 فولت لمدة أربع ساعات فقط حتى يتم شحن بطاريتها بنسبة 80% وهذه الكمية من الطاقة تكفي السيارة لقطع مسافة 35 ميلا أو 56 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة الشحن وبسرعة تصل إلى 25 ميلا في الساعة. والحقيقة أن النظرة الخاطفة لهذه الأرقام تشير إلى أن الإنجاز الكندي أقل كثيرا مما حققته شركات أخرى في سباق إنتاج السيارة الكهربائية.

غير أن الواقع يؤكد أن ما تطمح إليه الشركة الكندية يتجاوز كثيرا ما حققته الشركات المنافسة الأخرى وبخاصة فيما يتعلق بتقديم سيارة كهربائية بسعر اقتصادي حيث إن المشكلة الكبرى التي تواجه انتشار السيارات الكهربائية حاليا هي ارتفاع أسعارها مقارنة بالسيارات التقليدية.

خيال وطموح

ويمكن القول إن السيارة زين هي الأكثر خيالا وطموحا في عالم السيارات الكهربائية رغم تفوق المنافسين مثل السيارة إن إم جي التي تصل سرعتها إلى 76 ميلا في الساعة.

والحقيقة أن آيان كليفورد الرئيس التنفيذي لشركة زين موتور كومباني ما زال يحاول إقناع المسؤولين الكنديين باختراعه الجديد من أجل الحصول على ترخيص بتسييرها في شوارع المدن الكندية باعتبارها السيارة الأكثر صداقة للبيئة.

ويقول إن السيارات ربما تكون أكبر منتج للعوادم الكربونية داخل المدن ولذلك قرر اختراع تلك السيارة الكهربائية التي يمكن استخدامها داخل المدن في الرحلات الصغيرة دون أن يصدر عنها أي عوادم كربونية ضارة.

وقد أجرت الشركة الكندية بالفعل اختبارات طريق لسيارتها الجديدة تضمنت أيضا القيام بمناورات حادة على طرق صعبة مثل الطرق المغطاة بطبقة من الجليد لتؤكد قدرتها على العمل في ظروف القيادة الاستثنائية. ويقول كليفورد إن قدرة السيارة على السير لمسافة 56 ميلا دون الحاجة إلى إعادة شحن يعني أنها ملائمة تماما لاستخدامات الأسرة داخل المدينة بحيث يمكن للمستخدم الوصول إلى المتجر أو السوق لكي يقوم بتوصيل السيارة بمصدر كهرباء منزلي لإعادة الشحن.

موافقات

ورغم حصول السيارة الجديدة على ترخيص سير من إدارة النقل الاتحادية في كندا فإنها تحتاج إلى الحصول على موافقة كل إقليم من أقاليم الدولة الكندية لكي يبدأ بيعها وتسييرها في شوارع تلك الأقاليم.

ويقول آل كرومير المدير التنفيذي لمؤسسة إلكتريك موبيلتي كندا المتخصصة في تقنيات السيارات الكهربائية إن الأمر يحتاج إلى قدر أكبر من المرونة في القوانين المنظمة لعمل السيارات التي تعمل بالطاقة الكهربائية البديل للوقود التقليدي التي تمثل بالفعل خيار المستقبل سواء لمواجهة الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمية أو للحد من الملوثات البيئية الناجمة عن استخدام الوقود التقليدي في السيارات. ويضيف كرومير (انتهى عصر البترول الرخيص.. فمع ارتفاع أسعار النفط إلى عنان السماء أصبحت السيارات الكهربائية ذات قيمة اقتصادية واضحة).

ويشير دينيس ديزروزيرز الخبير في اقتصاديات صناعة السيارات إلى أن التطور في صناعة البطاريات لا يواكب أحلام مهندسي صناعة السيارات لذلك فإن عدم وجود بطاريات يمكن الاعتماد عليها لمسافات طويلة ويسهل إعادة شحنها ما زال يشكل العقبة الرئيسية في طريق انتشار السيارة الكهربائية على نطاق تجاري في العالم.

سر السيارة

وبالفعل فإن الخيال أصل كل ابتكار. فالرجل الذي يقف وراء مشروع السيارة الكهربائية الكندية هو كليفورد البالغ من العمر 45 عاماً بدأ حياته مصوراً فوتوغرافياً ثم أسس شركة للتسويق عبر الإنترنت قبل أن يتجه إلى إنشاء شركة لصناعة أول سيارة كهربائية كندية بعد أن أصابته حالة المرور في شوارع مدينة تورينتو الكندية بالضيق بسبب الزحام.

وأشار كليفورد إلى أنه باع حتى الآن نحو 200 سيارة طراز زين خارج كندا وأنه يتوقع مبيعات أكثر خلال العام الحالي.

واعتمد كليفورد على مادتي الألومنيوم والبلاستيك لصناعة الهيكل الأساسي لتحقيق هدفين هما قوة التحمل مع خفة الوزن الأمر الذي يحد من استهلاك الطاقة. وتعتمد السيارة على ست بطاريات طاقة الواحدة 12 فولت ومحرك قوته 5.5 حصان مع نظام تعليق متطور لزيادة قوة عزم المحرك.

ويقول كليفورد إن البطاريات تحتاج إلى نحو 5 ساعات لكي يتم شحنها بالكامل بحيث يمكن بعد ذلك تسيير السيارة لمدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة قبل الحاجة إلى إعادة شحنها.

في الوقت نفسه فإن زين موتورز كومباني تطرح فئة من هذه السيارة مزودة بنظام لتكييف الهواء لكنه لا يعتمد على غاز الفريون الذي يؤدي إلى تأكل غاز الأوزون في الغلاف الجوي من أجل الحفاظ على شعارها (سيارة صديقة للبيئة). كما أن نظام التكييف يحتوي على نظام فرعي للتسخين بهدف الحفاظ على درجة حرارة البطاريات أثناء فصل الشتاء.

حل مثالي

ويقول الخبراء إن السيارة زين هي الحل المثالي للشركات التي تعمل في مجالات توصيل البضائع أو البريد إلى المنازل داخل المدن حيث إنها أقل استهلاكاً للطاقة وأصغر حجماً بما يجعلها أكثر ملائمة للسير في الشوارع المزدحمة.

تقول السيدة كارولين تريبينباخ التي تعيش في مدينة واشنطن الأمريكية وتعمل في مجال توصيل رسائل البريد إن السيارة زين ملائمة جداً لها حيث تستطيع توصيل الرسائل البريدية إلى نحو 520 منزلاً يومياً وأن شحن بطاريات السيارة يومياً لا يكلفها أكثر من 40 سنتاً أي أقل من نصف دولار وهو مبلغ زهيد جداً مقارنة بالأموال التي كانت تدفعها مقابل تزويد سيارتها القديمة بالبنزين يومياً.

وتضيف أنها لا تحتاج إلى التوقف أمام أحد البيوت لكي تعيد شحن البطاريات إلا في حالات الضرورة وعندما يكون عليها توزيع كميات أكبر من الرسائل وفي هذه الحالة فإنها تتوقف لمدة نصف ساعة تقريباً لكي تعيد شحن البطاريات.

توفير

ويصل وزن السيارة زين إلى نحو 1280 رطلاً أي ما يعادل 582 كيلوجراماً وتعمل بنظام الدفع الأمامي حيث تصل قوة المحرك إلى 3.7 كيلوفولت. وقد وافقت بالفعل 45 ولاية أمريكية على تسيير هذا الاختراع الكندي الذي ما زال يواجه العقبات في السوق الكندية.

إن استخدام هذه السيارة لمسافة 100 ميل يعني توفير استهلاك أربعة جالونات أي نحو 16 لتراً من البنزين وكذلك توفر نحو 60 رطلاً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وهو ما يجعل من صاحب السيارة زين (صديقاً للبيئة).

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة