بكل تأكيد أن أكثر إخواني القراء لا يعرفون هذا المصطلح (أفرات أو أوفرات)، لكن المتجول في عالم الشباب سيعلم هذا المصطلح ومدلوله الخاص، ولهذا المصطلح قصة معي لا تخلو من دعابة؛ ففي أحد الأيام كنت أنتظر المهندس ليصلح نظام الإنذار المبكر الموجه لبعض اللصوص المتجولين بين الحارات بلا شغل ولا مشغلة، وإذا بأحد الشباب (يصفط) جيبه جوار سيارتي (القزاز مكتم) يعني تظليلة سوداء بالكامل. ترجل الشاب من سيارته وطلب المهندس أن يصلح الأفرات. تعجبت: هل هي جنوط جديدة أم ستائر أم دعاسة أم بواجي؟ لكن المهندس يعرف مراد الشاب فتوجه مباشرة إلى المرتبة الأخيرة (الشنطة) ثم كشف الستار عن الأوفرات (جهاز وسماعتان كبيرتان عملاقتان.. مشبك بها أنوار ليزر). وطلب المهندس من الشاب تشغيل الأفرات.. وإذا بالبلاط والجدران تتراقص من شدة الصوت. والأعجب أن هذا الجهاز لا يصلح فيه أو معه إلا الطرب الغريب لشدة إيقاعه. بكل هدوء طلبت من الشاب معلومات عن هذا الجهاز بحكم اهتمامي بهذه القضايا. وبالترحاب أخذ الشاب يقص عليّ فكرة هذا الجهاز وكيف بدأ، وساق إلي من المواقف والطرائف الشيء الكثير.. قلت له: هل النظام يمنع مثل هذه التقليعات، خصوصاً أن لها صوتاً يهز الأرض هزاً؟ فقال لي: الآن مرت عدة أشهر وأنا على هذا الحال، ولم ألاحظ أحداً يعترض على الأمر.. اللهم إلا الهيئة فقد أوقفوني أكثر من مرة.
وفي ختام اللقاء وقبل أن نفترق قلت للشاب: بكل صراحة هل أنت مقتنع بهذا العمل؟ فأجاب: بكل تأكيد؟
إشراقة:
لو كنت مسؤولاً لأصدرت نظاماً يمنع مثل هذه التقليعات؛ فالشباب لا يدركون خطرها.