Car Magazine Wednesday  26/11/2008 G Issue 86

الاربعاء 28 ,ذو القعدة 1429   العدد  86

 

 

في هذا العدد

 

جديد

 
شاحنة ديزل هجين من كرايسلر

 

 

إعداد - أشرف البربري

منذ أسابيع قليلة كشف تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية للأنباء الاقتصادية عن تفوق مبيعات سيارات الركوب الصغيرة على مبيعات الشاحنات الخفيفة (بيك آب) والسيارات متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي (إس يو في) في السوق الأمريكية خلال إبريل الماضي وذلك للمرة الأولى في الولايات المتحدة منذ 20 عاما.

ولكن يبدو أن شركة كرايسلر ثالث أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة لا تريد رفع الراية البيضاء أمام هذا التغير بالسوق الأمريكية خاصة وأن الإقبال على السيارات الصغيرة الاقتصادية في استهلاك الوقود على حساب السيارات التي استحوذت لسنوات طويلة على السوق أمريكية وبخاصة الشاحنات الخفيفة وسيارات إس يو في لن يصب إلا في صالح المنافسين الأجانب القادمين من اليابان وأوروبا وكوريا الجنوبية.

لذلك كشفت كرايسلر النقاب عن اعتزامها طرح أول شاحنة هجين تعمل بالكهرباء والديزل (السولار) وليس البنزين وهو ما يعني أن الشاحنة الخفيفة القادمة واسمها دودج رام هايبرد الهجين ستحقق خفضا مزدوجا لتكاليف التشغيل سواء بفضل اعتمادها على الكهرباء من ناحية أو استخدام الديزل وليس البنزين كوقود تقليدي عند الضرورة خاصة وأن الديزل أرخص من البنزين.

والحقيقة أن كرايسلر كانت الأسبق بين شركات السيارات في أمريكا والعالم التي فكرت في تطوير شاحنة خفيفة هجين تعمل بالكهرباء والوقود التقليدي عندما أعلنت في ديسمبر عام 2004 بدء إنتاج جيل من الشاحنة دودج رام التي تعمل جزئيا بالكهرباء وذلك على نطاق محدود مؤكدة أن دودج رام الهجين هي شاحنة فريدة لسببين:

السبب الأول هو أنها أول مركبة هجين تعمل بالكهرباء والديزل حيث إن كل السيارات الهجين تعمل بالكهرباء والبنزين.

والثاني أن محركها هو الأقوى بين المحركات الهجين حيث تصل قوته إلى 325 حصان و242.5 كيلووات. في حين تصل سعته إلى 5.9 لتر وتصل شدة عزمه إلى 600 لبرة لكل قدم بما يعادل 813.4 نيوتن لكل متر.

التزام بالقيم

وتقول كرايسلر إن دودج رام الهجين هي محاولة مخلصة من أجل الحفاظ على نمط الحياة الأمريكية الذي يعتبر الشاحنة الخفيفة جزءاً من مقتنيات كل أسرة وبخاصة في المدن الصغيرة والمناطق الريفية حيث تكون الشاحنة بمثابة سيارة ركوب ونقل في الوقت نفسه فإنها تحقق وفرا كبيرا في استهلاك الوقود وتعمل بالديزل الأرخص سعرا.

ليس هذا فحسب بل إن السيارة الهجين تعمل في حالات الضرورة كمولد كهربائي للاستخدامات المنزلية التقليدية حيث تستطيع توفير طاقة كهربائية كافية لتشغيل الأجهزة المنزلية العادية التي تعمل بجهد كهربائي 110-220 فولت.

وتضيف الشركة أن دودج رام الهجين سوف تلبي احتياجات عشاق الرحلات الخلوية الطويلة والمزارعين الذين يعملون في مناطق بعيدة من منازلهم وأصحاب المنازل وكذلك شركات البناء التي تحتاج إلى مولدات كهربائية في حالات الطوارئ وانقطاع التيار الكهربائي. كما أن المحرك الجديد يستهلك كميات أقل من الديزل عند تشغيله بالوقود التقليدي بنسبة 15% من المحركات المنافسة وكذلك ينتج عوادم كربونية أقل بنسبة 20% الأمر الذي يعزز مكانة الشاحنة الجديدة التي تنتظرها الأسواق بلهفة بالغة بعد أن قفزت أسعار النفط العالمية ومعها أسعار الوقود إلى مستويات كان الكثيرون يتصورونها كضرب من الخيال منذ سنوات قليلة مضت.

يقول فرنك كليجون مدير التطوير في كرايسلر إن دودج رام الهجين ستطرح في البداية للعملاء من الشركات التي تطلب أعداد كبيرة لاستخدامها في أساطيلها بما يحقق فوائد متعددة لكل أطراف العملية مشيرا إلى أن التقارير التي تلقتها شركته من مراكز أبحاث السوق تؤكد النجاح المنتظر لتلك الشاحنة خاصة وأن الارتفاع الرهيب في أسعار الوقود جعل أغلب شركات النقل والخدمات تبحث عن أساطيل سيارات أقل تكلفة في التشغيل.

خطة شاملة

ويضيف كليجون أن دودج رام الهجين هي جزء من خطة شاملة تنفذها كرايسلر لإعادة هيكلة قائمة منتجاتها من خلال التركيز على إنتاج جيل جديد من مختلف الفئات يحقق أعلى مستويات الكفاءة في استهلاك الوقود وتلبي الاحتياجات المتجددة للعملاء.

ويعترف مسئولو كرايسلر بأن الجدول الزمني لتطوير شاحنات هجين متأخر عامين تقريبا عن الجدول الزمني للشركة المنافسة جنرال موتورز التي تعتزم طرح طرازين من الشاحنات الهجين وهما شيفورليه سيلفرادو هايبرد وجي إم سي سيرا هايبرد خلال العام الحالي.

في الوقت نفسه فإن دودج رام على حد قول مسئولي كرايسلر تبدأ من حيث انتهى الآخرون من خلال مجموعة من التقنيات المتقدمة والمتفردة سواء فيما يتعلق بتكنولوجيا المحركات الهجين أو تكنولوجيا الاحتراق الداخلي وأنظمة نقل الحركة والتجهيز الفني لقمرة الشاحنة وتصميم هيكلها الخارجي والصندوق لتحقيق أفضل أداء ممكن إلى جانب الحرص على استخدام أكبر قدر ممكن من المواد الخام صديقة البيئة حتى تكون الشاحنة الجديدة جديرة بلقب أكثر الشاحنات الخفيفة صداقة للبيئة..

طفرة تكنولوجية

تقول كرايسلر إن الشاحنة الخفيفة دودج رام تحقق حلم كل الباحثين عن شاحنة خفيفة اقتصادية في استهلاك الوقود دون أي تأثير على كفاءة الأداء.

وقد نجح مهندسو كرايسلر في تطوير نظام آلي لتحويل المحرك من وضع العمل بالديزل إلى وضع العمل بالكهرباء بصورة آلية وفقا لظروف التشغيل. في الوقت نفسه فإن محرك الشاحنة دودج رام هايبرد هو في واقع الأمر ثلاث محركات مدمجة منها محرك وقود ومحركين كهربائيين.

وعند السير في الشوارع المزدحمة وبسرعة منخفضة يتوقف محرك الوقود عن العمل آليا ليبدأ تشغيل أحد المحركين الكهربائيين بما يتناسب مع القوة المطلوبة دون أي استهلاك إضافي للطاقة الكهربائية في السيارة. ومع زيادة السرعة يبدأ تشغيل المحرك الكهربائي الثاني آليا أيضا. وعلى الطرق السريعة يمكن العودة إلى محرك الوقود حيث إن السير على الطرق السريعة أقل استهلاكا للوقود وتلويثا للبيئة.

كما أنه وبفضل التقنية الجديدة التي طورتها كرايسلر المعروفة باسم نظام الإزاحة المتعددة (مالتي ديسبليسمنت سيستمز) أو إم دي إس فإن الشاحنة الهجين التي تطورها الشركة تحقق قفزة كبيرة مقارنة بالمركبات الهجين الحالية حيث يحول هذا النظام المحرك من حالة تشغيل الاسطوانات الثماني الموجودة فيه إلى وضع تشغيل أربع اسطوانات فقط منه وفقا لظروف القيادة بما يساعد في الحد من استهلاك الطاقة. ويقول الخبراء إن هذه التقنية تحقق وفرا في استهلاك الطاقة بنسبة 25% إضافية.

اختيار واسع

يقول فرنك كليجون مدير التطوير في كرايسلر إن الشركة تدرك التنوع الكبير في احتياجات وتفضيلات العملاء وفي الوقت نفسه المنافسة من جانب شركات السيارات الأخرى لذلك فإن خطتها تقوم على أساس توفير ثلاث فئات من الشاحنة الهجين القادمة من حيث قوة المحرك وهي :

الفئة الأولى مزودة بمحرك طراز إتش إي إم آي سعة 5.7 لتر ويتكون من ثماني اسطوانات على شكل حرف في وهو يعطي قوة قدرها 380 حصان.

الفئة الثانية مزودة بمحرك سعته 4.7 لتر ويتكون من ثماني اسطوانات على شكل حرف في ويعطي قوة قدرها 310 أحصنة

أما الفئة الثالثة فتعمل بمحرك أصغر سعته 3.7 لتر ويتكون من ست اسطوانات على شكل حرف في ويعطي قوة قدرها 215 حصان

في الوقت نفسه فإن نظام ناقل الحركة الذي يعطي أربع سرعات يمكن التنقل بينها آليا وبسلاسة متناهية يزيد معدلات الحفاظ على الطاقة في هذه (التحفة التكنولوجية) التي طورتها كرايسلر.

وإلى جانب ما يحققه نظام إم دي إس من توفير لاستهلاك الطاقة فإن هناك نظام إضافي أشد تعقيدا لتحقيق المزيد من توفير استهلاك الطاقة من خلال نظام ناقل الحركة الذي يتيح استخدام المحركين الكهربائيين من أجل زيادة كفاءة استهلاك الطاقة من ناحية واستخدام طاقة المكابح لتوليد كهرباء يمكن استخدامها في إعادة شحن البطارية التي تستخدم في تشغيل المحركات الكهربائية عند السير بالكهرباء.

خيارات للتشغيل

ومما يميز الشاحنة الجديدة عن غيرها من المركبات الهجين هو تعدد خيارات التشغيل عند السير بسرعة منخفضة حيث يمكن تشغيل المحرك في هذه الحالة بأحد الأوضاع الثلاثة التالية:

تشغيل المحرك بالكهرباء فقط حيث يتم وقف تشغيل محرك الوقود آليا الأمر الذي يوفر كميات كبيرة من الوقود في شوارع المدن المزدحمة وحالات الاختناق المروري.

تشغيل المحرك بالديزل فقط وذلك في حالة نفاد الطاقة الكهربائية من البطارية وعدم قدرة نظام إعادة الشحن على توفير الطاقة اللازمة لذلك. وأخيرا تشغيل المحرك بكل من الكهرباء والديزل من خلال تشغيل نظام إم دي إس.

وبالطبع فإن البطارية القابلة لإعادة الشحن في الشاحنة الجديدة مصممة بطريقة تتيح إعادة شحنها من خلال توصيلها بأي مصدر كهرباء عادي في المنزل أو حتى في أماكن الانتظار إلى جانب إعادة شحنها جزئيا من خلال مولد الكهرباء في السيارة الأمر الذي يزيد مدى عملها دون الحاجة إلى إعادة شحن على فترات متقاربة.

وتؤكد شركة كرايسلر استمرار جهودها بالتعاون مع الشركات العاملة في مجال تطوير البطاريات القابلة لإعادة الشحن من أجل إحداث ثورة في هذا المجال مع نزول دودج رام الهجين إلى الأسواق خلال عامين.

رفاهية الشاحنة

رغم أن كرايسلر مازالت تحتفظ بالكثير من تفاصيل الشاحنة الهجين المقبلة فإن الخبراء الذين يتابعون نشاط الشركة يؤكدون أننا سنكون أمام تحفة فنية خاصة في ضوء ما تسرب من الشركة الأمريكية.

وتؤكد كرايسلر بالفعل أن قمرة الشاحنة الخفيفة دودج رام هايبرد سوف تكون منافسا قويا للسيارات الفارهة والسيارات الرياضية بفضل الثراء الشديد لها من حيث اختيار أفضل الخامات وحشد مجموعة من التجهيزات الفنية سواء بالنسبة لنظام الترفيه متعدد العناصر الذي يحتوي على مشغل أقراص مدمجة ومشغل كاسيت وراديو عالي القدرة ومجموعة من السماعات الأمامية والجانبية لإعطاء صوت مجسم شديد النقاء. كما أن تصميم لوحة العدادات جاء ليضفي لمسة جمال جديدة على القمرة حتى أن البعض يقول إنها ستكون شاحنة في ثوب سيارة صالون فارهة.

وهناك نظام إضاءة للقمرة عالي الكفاءة من خلال توزيعه بطريقة هندسية بالغة الدقة تعطي إضاءة ناعمة دون أن يكون لها أي تأثير سلبي على رؤية الطريق بالنسبة للسائق ولا تشويش على سائقي السيارات في الاتجاه المقابل.

الحل السحري

كما يعمل زجاج النوافذ بالكهرباء من خلال محرك عالي الكفاءة بحيث لا يحتاج السائق إلى أكثر من لمسة بسيطة لكي ينزل الزجاج أو يرتفع. ليس هذا فحسب بل هؤلاء الذين يجدون صعوبة ومعاناة في القبض على عجلة القيادة الباردة في الصباح خلال فصل الشتاء تقدم لهم دودج رام الحل السحري من خلال عجلة قيادة مزودة بنظام تدفئة يتم التحكم فيه إما يدويا من خلال الضغط على أحد الأزرار في لوحة العدادات أو من خلال جهاز للتحكم عن بعد.

كما يوجد في السيارة نظام إلكتروني لضبط المرايا الجانبية والمقعد والبدالات وجهاز الراديو وفقا لتفضيلات السائق بحيث يتم تغذية النظام بتلك البيانات مرة واحدة حيث يتم ضبط هذه العناصر آليا في حالة تغييرها عند قيادة سائق مختلف للسيارة. ويستطيع هذا النظام الاحتفاظ بتفضيلات شخصين كحد أقصى. أما بالنسبة لتصميم الصندوق الخلفي فقد أضاف مهندسو الشركة الأمريكية مجموعة من التحسينات التي تجعل استخدام هذه الشاحنة الخفيفة أمرا بالغ السهولة بفضل الأجزاء المتحركة واستغلال كل جزء من الأجزاء بما في ذلك إضافة فراغ جانبي لمعدات ممارسة رياضة الجولف.

وإذا كانت الرفاهية هي لغة العصر في عالم السيارات فإن عوامل الأمن والسلامة تظل الهاجس الأول والأهم بالنسبة لعشاق السيارات لذلك حرص مصممو دودج رام الهجين على التأكيد على وجود مجموعة متكاملة من عوامل الأمن والسلامة سواء فيما يتعلق بأنظمة المكابح والتحكم في الاتزان والتوزيع الإلكتروني لقوة العزم أو طبيعة تصميم الهيكل الأساسي للسيارة لزيادة قدرتها على المناورة مع الحفاظ على اتزانها واستقرارها على الطريق في ظروف القيادة الصعبة.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة