Car Magazine Wednesday  27/02/2008 G Issue 61

الاربعاء 20 ,صفر 1429   العدد  61

 

 

في هذا العدد

 

جديد

 
ريفينتون.. لهواة جمع التحف النادرة

 

 

* القاهرة - أشرف البربري *

عندما كشفت شركة صناعة السيارات الفارهة الإيطالية لامبورجيني النقاب عن سيارتها الأحدث (ريفينتون) في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات الشهر الماضي أثارت إعجاب الكثيرين، وبدأت الأحلام تراود الباحثين عن الرفاهية والفخامة في دنيا السيارات من أجل امتلاك واحدة من هذا الطراز الفريد.

غير أن الشركة سرعان ما كشفت النقاب عن اعتزامها إنتاج 20 سيارة فقط من هذا الطراز حتى تجعل من اقتنائه حلما يراود أثرى أثرياء العالم، وليكتفي الكثيرون بعد ذلك بالحلم بمجرد الاقتراب من السيارة ريفينتون والتقاط صورة تذكارية إلى جوارها.

يصل سعر السيارة إلى حوالي مليون ونصف المليون دولار دون حساب الضرائب والرسوم المستحقة عليها.

رغم أن لومبورجيني تعتبر نفسها الأكبر في صناعة السيارات الفارهة التي لا تقارن فإن ستيفن فينكلمان رئيس مجلس إدارة الشركة يقول إن ريفينتون هي الأشد فخامة على الإطلاق، وهي سيارة خارج المقارنة. وإن التصميم أخذ الأساس الفني من طراز مورسيلاجو ثم تم ضغط وتكثيف السمات الأساسية أو الحامض النووي الذي يضمن انتقال الصفات الوراثية المميزة لسيارات لومبورجيني إلى تحفتها الجديدة الفريدة.

وقد تم تصميم هذه التحفة الفنية بالكامل في مدينة سانت أجاتا التي شهدت مولد هذا الاسم العالمي في دنيا السيارات الفارهة وتولى تصميمها مهندسو مركز التصميم التابع للشركة بالتعاون الوثيق مع إدارة الأبحاث والتطوير في لومبورجيني؛ لذلك فإن السيارة لم يتم تصميمها لكي تكون فقط تحفة فنية فريدة يمتلكها عدد محدود جدا من الأشخاص على مستوى العالم، ولكن أيضا لكي تلائم الاستخدام اليومي لأي سيارة.

حلبة المصارعة

جاء اختيار ريفينتون كاسم الطراز الجديد تيمنا باسم ريفينتون وهي ساحة لمصارعة الثيران مملوكة لأسرة دون رودريجيوز، وهي واحدة من أشهر حلبات مصارعة الثيران، وشهدت مقتل مصارع الثيران الشهير فيليكس جوزمان عام 1943 .

التصميم الخارجي

رغم أن ريفينتون تعتمد في الأساس على مورسيلاجو إل بي 640 فإن تصميمها الخارجي يبدو جديدا تماما وتضفي عليها اللمسات الفنية أقصى درجات الخصوصية.

ويعتمد الجسم الخارجي للسيارة على استخدام مادة الألياف الكربونية المضغوطة فائقة الجودة التي تحقق أعلى درجات الصلابة والقوة مع خفة الوزن، وهي المادة التي تستخدم في العديد من الصناعات الجوية بما في ذلك صناعة مكونات الطائرات وصواريخ الفضاء. وكذلك المكونات الملحقة بالجسم الخارجي مصنوعة من مزيج من الصلب والألياف الكربونية المضغوطة.

واختار المهندسون السقف الأملس مع الخطوط الانسيابية التي تقلل ارتفاع السقف كلما اتجهنا إلى أسفل، وتمثل الزاوية الحادة للسهم المركزي في المقدمة أهم ملامح ريفينتون، إلى جانب فتحات دخول الهواء الأمامية التي تعطي للسيارة مظهرا قويا مع نعومة كبيرة تساعدها في الإفلات من مقاومة الهواء.

ورغم أن الهواء لا يدخل مباشرة إلى توربينات المحرك كما هو الحال في محركات الطائرات النفاثة فإن فتحات الهواء في مقدمة السيارة مهمة لتبريد اسطوانات المكابح المصنوعة من ألياف الكربون المضغوطة التي تحقق أعلى مستويات الأداء على الإطلاق. كما أن هذا الهواء يساعد في تبريد المحرك المكون من 12 أسطوانة.

ومراعاة الأبعاد الهندسية الدقيقة وتوزيع كتل جسم السيارة يحقق لها معدلات اتزان وثبات على الطريق غير مسبوقة حتى عند السير بسرعة 340 كيلومترا في الساعة.

ورغم التغيير الكبير في التصميم الخارجي إلا أن ريفينتون احتفظت بكل ملامح القوة التي يتميز بها طراز مورسيلاجو إل بي 640 مع إضافة مجموعة جديدة من المزايا والخصائص فيما يتعلق بتقليل مقاومتها للهواء وتحسين نظام تبريد المحرك وكذلك أنظمة المكابح وأنظمة فتحات الهواء؛ إذ تم تعديل نظام تدفق الهواء إلى المكونات الداخلية وكذلك الجزء الهندسي المخصص لتمرير الهواء إلى المحرك.

وغطاء المحرك مصنوع من رقائق زجاجية صلبة مع فتحات للتهوية تتيح رؤية (قلب) السيارة أي المحرك المكون من 12 أسطوانة.

مشغولات يدوية

لعل أبرز ما يميز تصميم هذه اللوحة الفنية الرائعة هو تقليل اعتماد المهندسين على الأجزاء المجمعة آليا والاعتماد أكثر على ما يمكن اعتباره مشغولات يدوية مصنعة من الألمنيوم الأسود لزيادة جمال وأناقة ريفينتون.

وبالطبع فإن المهندسين استخدموا أحدث تقنيات الإضاءة المعروفة باسم الصمام الثنائي التي تتيح للسائق الحصول على إضاءة أقرب إلى ضوء النهار طول الوقت. وفي الوقت نفسه فإن المصابيح التي تعتمد على هذه التقنية المتطورة تتيح مرونة كبيرة للمصممين بسبب سهولة تشكيلها. وبسبب الارتفاع الشديد لدرجة حرارة أقصى مؤخرة السيارة بالقرب من مخرج العوادم فإنه تم استخدام مصابيح متطورة تعطي مؤشرا على درجة الحرارة، وفي الوقت نفسه تحذر من لمس هذا الجزء الساخن.

تحفة إلكترونية

يمكن القول إن كل ما يمكن تصوره من مزايا وخصائص إلكترونية في تشغيل أي سيارة والتحكم فيها موجود في ريفينتون، حيث جاء هذا الابتكار غير المسبوق حصيلة جهد مشترك لخبراء في التصميم وخبراء في الإلكترونيات والميكانيكا وصناعة الهياكل عالية المقاومة وصولا إلى ما يمكن وصفه بأنها أقل قليلا من (السيارة الذكية).

فهناك مجموعة من برامج الكمبيوتر التي يتم إعدادها وتهيئتها لتشغيل العديد من وظائف السيارة وفقا لتفضيلات واختيارات السائق إلى جانب تشغيل العديد من الوظائف آليا وفقا للظروف بما في ذلك أنظمة الحماية من الانقلاب وأنظمة الملاحة وتفادي حوادث التصادم إلى جانب نظام إلكتروني لمتابعة أداء المكونات الميكانيكية والكهربائية في السيارة وإصدار رسالة تحذير في حالة وجود أي خلل أو عطل في أحد الأجزاء.

فائق القوة

تعمل السيارة الجديدة بمحرك فائق القوة لم تستخدمه لومبورجيني من قبل في أي طراز سابق، حيث تصل سعته إلى 6.5 لتر ويتكون من 12 أسطوانة على شكل حرف V يعطي قوة قدرها 650 حصاناً بما يعادل 478 كيلووات عند العمل بمعدل 8000 لفة في الدقيقة. كما يصل عزم المحرك إلى 660 نيوتن لكل متر بما يضمن الانتقال السريع والسلس إلى أي عدد من اللفات في الدقيقة بمجرد ضغطة رقيقة على بدالة الوقود.

وجهزت بنظام آلي لنقل الحركة أقرب إلى (الإنسان الآلي) الذي يتيح تحويل أي قوة من المحرك إلى حركة لعجلات السيارة، وهو يوفر ست سرعات مختلفة، حيث تصل السرعة القصوى للسيارة إلى 340 كيلومترا في الساعة.

ولا تستغرق السيارة سوى 3.4 ثانية لكي تنطلق من سرعة صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة، وهذا أعلى معدل للتسارع في دنيا السيارات.

باللمس!

بمجرد الاقتراب من ريفينتون تنتقل إلى عالم آخر، فكل الوظائف تتم بمجرد اللمس وربما من دون لمس، حيث تعمل العديد منها بطريقة آلية وفقا لبرمجة سابقة بما في ذلك الأبواب التي تفتح آليا إلى أعلى. ويتكون نظام الترفيه من كل ما له صلة بعالم الصوتيات والترفيه من أجهزة تشغيل ملفات الفيديو الرقمي وملفات إم بي فور وجهاز راديو وكاسيت وجهاز لاستقبال وإرسال ملفات الصوت والصورة عبر الهاتف المحمول.

أمان بلا حدود

بالطبع عندما تطور إحدى الشركات العالمية سيارة على هذا القدر من الرفاهية والفخامة لن يقتنيها سوى مجموعة لا يزيد عددها على 20 شخصا في مختلف أنحاء العالم فإننا سنكون أمام معايير غير مسبوقة بشأن الأمن والسلامة ليقترب الأمر كما يقول أحد الخبراء إلى معايير الأمن والسلامة في صناعة مركبات الفضاء والطائرات.

فصنع الجسم الخارجي للسيارة من مزيج الألياف الكربونية المضغوطة والصلب جعلها عالية المقاومة، وهو ما يعطيها قدرة فائقة على تحمل الصدمات من أي اتجاه حيث لا يصل التأثير إلى الركاب. كما أن وجود مجموعة من الدعائم الفولاذية الجانبية والرأسية يزيد قدرة السيارة على التحمل.

أما تصميم محاور العجلات الأربع وقواعدها فيقلل من احتمالات تعرض السيارة للانقلاب بما في ذلك أثناء المناورات الحادة.

أما أنظمة الوسائد الهوائية الإلكترونية وأحزمة الأمان بوحدات الاستشعار التي تتحكم في شدة توتر الحزام وقوته بما يتناسب مع شدة قوة الارتداد وكذلك وزن ووضع جسم السائق أو الركاب، كل ذلك يوفر حماية إضافية في حالات الحوادث.

وأخيرا يمكن القول إن لومبورجيني نجحت بالفعل في تقديم عمل فني بارع يضيف لمسة جمالية واضحة إلى دنيا صناعة السيارات.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة