Car Magazine Wednesday  27/02/2008 G Issue 61

الاربعاء 20 ,صفر 1429   العدد  61

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
(كلن يصلح ترمبيله)!!
إبراهيم الدهيش (*)

 

 

بالأمس البعيد تغنى شعراء الفصحى وكذلك النبطيون بالجمل باعتباره أفخم وأفضل وأجمل وسيلة مواصلات آنذاك فهذا الشاعر سعدون العواجي حين وصفها قال:

يا راكب من عندنا فوق نسناس

يشدى ظليم جافل مع خمايل

زين القفا ناب القرا مقعد الراس

ومعرّب من ساس هجن أصايل

- أما وقد ظهرت السيارة كبديل (عصري) شرعي عن الجمل فقد دخلت للشعر النبطي من أوسع أبوابه وأخذت مكانها فيه.

- ولأن في النفس ما فيها من حب للجمل وخوف عليه من تأثره بتلك الهجمة (العصرية) التقنية للترمبيل عقد الشاعر مستور المطرفي مقارنة بينهما على شكل محاورة انتهت ب(حُكم توافقي) وعلى طريقة (كلن يصلح سيارته)! نقتطف منها:

قال الترمبيل: اسمعوا من لساني

عن الجمل الساحلي واليماني

اللي يحطو له التَّبعَ والبطاني

وخطامه هاللي فوق خشمه واذانيه

قال الجمل: حنا الوجيه المسافير

اما انت صنع المطرقة والمسامير

مع كل واد لك صياح وتصفير

مرة تصيب الدرب وأمرار تخطيه

إلى أن قال:

قال الجمل انت مالك معزه ومقدار

حيث ما صوّرك خلاق الاعمار

إن كان ما شبو على خلفك النار

ظلا صياحك غاوي الدرب ناصيه

قال الترمبيل: انت مجنون صاحي

انا ابغى جمال البر توحي صياحي

حتى تروح عن الدرب البراحي

ونا صياحي غاوي الدرب يوصيه

- وكثيراً ما استخدم شعراء الغزل مفردات قيادة وأدوات السيارة لتأكيد أو تصوير معاناتهم العاطفية. فهذا أحد الشعراء يقول:

حبك بقلبي ضرب بتوين

حتى المرور اشتكى منّه

مره يسار ومره يمين

بساتمه تُشكي الحنّه

أما الشاعرة (بخوت المرية) فتؤكد لنا أنها بارعة في علوم السيارة حين قالت:

يا حن قلبي حن (ماك) مع الطلعات

لا عشقه بالعايدي والدبل جرّه

حمله ثقيل وحملوا فوقه البايبات

وراعيه يدعس بانزينه ولا.. سرّه

- أما الشاعر المُقل (عوض مرزوق المطيري) فيستنجد ب(خويه) فيصل ليقرب له سيارة ذات مواصفات معينة حين قال:

ألا يا فيصل قرب لنا ما يفوج البعيد

حديث الطراز وصنعته صنعة ألماني

يشوق المسافر لاضرب به درب بعيد

عليه العلامة فرت ماهوب ياباني

الفين واربعة من طيب الحديدي

انا احب مركوبه ولا موتر ثاني

مقارن قزوزة تقذف الحار الوقيد

ومكابس ابلوفه كنهن روس ديباني

- على العموم ظل الماضي جميلا بجمله وسيارته (الماك) (والكدلك) و(الدوج) وبأدواته وأشيائه وسيظل حاضراً بالرغم من (بكائية) الشاعر حمد الدعيج (نديم كميت) العاشق المتيّم دائماً بالأمس حين قال:

سكنّا القصر والفيلا..

وفرشناها من (الموكيت)..

و(كنب) فاخر مع (الفيديو)..

على الغفلة يسلينا..

وركبنا (بيوك) أو (كدلك)..

وتركنا الخيل والناقة..

ونسينا ما مضى كله..

وسلينا مع تسالينا..

وسلامتكم.

(*) كاتب ومحرر صحفي - فاكس 016231066

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة