Car Magazine Wednesday  27/02/2008 G Issue 61

الاربعاء 20 ,صفر 1429   العدد  61

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
ممنوع دخول الشاحنات ولكن!!
د. صالح بن عبدالله الحمد

 

 

السائر على الطرقات الرئيسية داخل المدن يرى لوحات كبيرة كتب عليها ممنوع دخول الشاحنات خلال الفترة من الساعة كذا وحتى الساعة كذا، لكنني أحس بألم كبير ورحمة أكبر لهذه اللوحات التي وضعت على الطرقات ديكوراً للشمس وللبرد وللرياح فقط مثلها مثل عبارة ممنوع التدخين داخل المطارات المسكينة، أعود وأتساءل ما فائدة هذه اللوحات إذا رأينا قائدي الشاحنات وهم يسرحون ويمرحون داخل المدينة وتحديداً بالشوارع المزدحمة في الصباح الباكر وفي أوقات الذروة وفي المساء وفي كل وقت؟! وعلى أعين رجال المرور وكأنهم بذلك يتحدون الأنظمة والتعليمات الصادرة بهذا الشأن. والأدهى من هذا كله أن تلك الشاحنات فارغة وتقودها عمالة وافدة لم تتقيد بالأنظمة من ناحية السير ولا من ناحية السلامة ناهيك عن عدم وضوح الأرقام واللوحات عموماً على تلك الشاحنات، وعدم استخدام الإشارة عند الانعطاف يميناً وشمالاً ثم السير داخل الطريق في وسطه مع أن التعليمات تلزم تلك الشاحنات بالسير على جانب الطريق دائماً ثم المخالفات الكثيرة والكبرى من قبل هذه الشاحنات وسائقيها مثل الوقوف الدائم والمستمر داخل الأحياء مما يجعلهم يساهمون مساهمة كبيرة في تناثر الغبار والأتربة والأدخنة بين السكان الذين لا حول لهم ولا قوة إلا استنشاق هذه الأدخنة في الصباح الباكر إذا ما استيقظوا لتأدية صلاة الفجر والذهاب لأعمالهم، وأصحاب هذه الشاحنات قد أوقدوها لتحميتها لزمن طويل. إنني ذات يوم قمت بعد ثلاثة عشرة شاحنة كلها تنفث سمومها داخل الحي في الصباح الباكر وقد أوقدها أصحابها وقاموا بتشغيلها وتساءلت بيني وبين نفسي من المسؤول يا ترى عن ذلك؟ هل هو المرور أم البلدية أم ذلك الرجل الجشع الذي قام بتأجير تلك العمالة التي ربما تكون هاربة، وأما التستر عليها فحدث ولا حرج فذلك أكيد. إنني في هذه العجالة وفي هذه المساحة الضيقة جداً أطالب المديرية العامة للمرور بأن يكون هناك نظام صارم بعدم سير تلك الشاحنات داخل المدن وتحديداً بالشوارع المزدحمة مهما كانت الظروف إلا بأمر من مركز شرطة المنطقة ثم الوقوف في أماكن بعيدة جداً عن الأحياء المزدحمة بالسكان حتى لا يتعرضوا للاختناق من جراء الغبار والأدخنة المتراكمة ثم مطالبة البلديات في كل مكان بملاحقة هؤلاء وتغريمهم غرامة كبيرة لمساهمتهم في تدني مستوى البيئة وتلويثها وإلحاق الضرر بالمواطنين والسكان عموماً لاسيما المرضى منهم وكذا الممتلكات والأشجار والزهور في الشوارع. وخلاصة القول إن تلك الشاحنات وسائقيها وباء كبير يجب الوقوف أمامه أكثر من الوقوف أمام إنفلونزا الطيور سدد الله خطى العاملين المخلصين.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة