Car Magazine Wednesday  28/05/2008 G Issue 74

الاربعاء 23 ,جمادى الاولى 1429   العدد  74

 

 

في هذا العدد

 

أصداء

 
القيادة التربوية.. والعقوبة

 

 

محمد بن أسعد يزيد الفيفي

حقيقة هنالك موضوعات ومشكلات عدة تتسابق إلى فكري عندما أمسك القلم لأكتب عن السيارات وما يتعلق بها، ولكن من خلال هذه المساحة سأحاول التطرق لموضوع وقفت عليه خلال الأسابيع الماضية.

نعرف جميعاً أن التدخين في الدوائر الحكومية والمكاتب ممنوع، ومن يخالف ذلك فإنه يتعرض للمساءلة كما في قرار منع التدخين والسيارات التابعة للدوائر الحكومية تمثل هذه الجهة وقائد هذه السيارة يمثل الوزارة أو الهيئة أو الجامعة - المؤسسة الحكومية - التي ينتمي إليها، ومن هنا أدخل لموضوعنا ففي الأسبوع الماضي وجدت سيارة إسعاف عند إحدى الإشارات وعندما وقفت بجانبها تفاجأت بما يحدث بداخلها وما حدث باختصار أن قائد سيارة الإسعاف يحمل سيجارة في يده ويدخنها أمام الملأ حقيقة تأثرت بالموقف وحزنت لأنه يقود سيارة قد وضع عليها شعار وزارة الصحة ولكن قلت هو بشر ربما أخطأ ولا يجب أن نعمم هذه النظرة على زملائه.. وبعد بضعة أيام من هذا الموقف تستوقفني إشارة بجنوب مدينة الرياض ولك أن تتخيل - أخي وأختي - هذا المشهد.. سيارة مرور يقودها رجل ببدلته العسكرية.. نافذة باب السائق مفتوحة.. يده ممدودة إلى خارج السيارة.. في آخر تلك اليد سيجارة محاطة بأصابع ذلك الشخص.. الهواء يتطاير من تلك السيجارة.. أنا أقف بسيارتي جواره.. يقف بجوارنا باص مدرسي يحمل طلابا في المراحل الابتدائية والمتوسطة.. أعزائي أنا لن أقف لكي أحلل وأفصل هذا المشهد ولكن أريد أن أقول: إنني تأثرت وقلت في نفسي أهذا هو رجل الأمن الذي يتعلم الطلاب في المدرسة وخارجها أنه هو المثل الأعلى وعلينا أن نحترمه ونصبح مثله لكي نحمي الوطن في المستقبل لأنه قدوتنا، حقيقة حطم هذا الشخص الذي دخن هذه السيجارة أمام الطلاب ما تعلموه في لحظة - ولعل ما تعلموه عن أضرار التدخين تطاير مع دخان تلك السيجارة - لأن ما سمعوه اصطدم بالتطبيق على أرض الواقع.. سؤال يطرح نفسه ما الذي يتمتم به الطالب عندما رأى هذا الموقف وما موقفه وهل سيعمم نظرته على من لبس بزته العسكرية أنه مدخن وغير مبالٍ..

ما أريد الوصول إليه أن رجال الأمن البواسل لن تتغير نظرتنا لهم وهم حماة الوطن بعد الله، ونسأل الله أن يسدد رميهم ويوفقهم في أعمالهم.. لكن أنا نظرت للموضوع من جانب تربوي لأنه القدوة للجميع بداية من الأطفال إلى من هم في سن متقدمة، ولابد أن تكون قيادته تربوية لأن الطالب يتعلم منه لأنه قدوة.. فما موقف الأب حينما ينصح أو يمنع ابنه بالابتعاد عن التدخين فيجاوبه الابن (طيب الشرطي اللي يسوق سيارة الشرطة يدخن) أو يقول (ليش سواق سيارة الإسعاف يدخن وهو اللي ينقذ الناس) حقيقة هو موقف صعب على الأب لأن هذا الشرطي غير الملتزم بالتعليمات والأنظمة قام بتأسيس مبدأ منبوذ وتحطيم أساس محمود، أما التأسيس فمن خلال النظرة لدى هؤلاء الأطفال أن التدخين لا مشكلة فيه لأن الطفل يراه يدخن أمام الناس وهو يقود سيارة المرور وهو غير مكترث بما يحصل، وكأنه أمر عادي فتتكون هذه الفكرة لدى الطفل وكل ما سيأتي بعد ذلك من تعليم وإرشاد وتحذير من التدخين فإنه وبلاشك سيصطدم بذلك الموقف الذي لدى الطفل ولابد أن يؤثر ذلك على الطالب بشكل سلبي.

أما التحطيم: فهو من خلال تحطيم كل ما تعلمه الطالب من تحذير وإرشاد وتوجيه بشأن الحيلولة دون سقوط الطالب في وحل التدخين الذي هو بداية طريق الهلاك.

أخيراً طرحت الموضوع أمام أعزائي - القراء والقارئات - لأني حقيقة تأثرت من هذا الموقف السؤال الذي يطرح نفسه ما هي العقوبة التي ستلحق بهذا الشخص الذي يدخن وهو يقود سيارة حكومية.. أنا لا أتوقع أن هناك عقوبة رادعة لأن هناك إجابة عن سؤال القارئ عندما يسأل لماذا؟ أقول له لأنه من غير المعقول أن ترى في أسبوع واحد قائدي سيارتين إحداهما للإسعاف والأخرى للمرور يدخن من يقودهما أمام الملأ.. وقيل قديماً (من أمن العقوبة.. ...) أتمنى أن أكون مخطئا، وأن نجد رداً من المسؤوليين يبين لنا ما هي العقوبة لكي يستطيع الأب أن يرد على ابنه.

البريد الإلكتروني: maktoob9@maktoob.com - الرياض

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة