Car Magazine Wednesday  28/05/2008 G Issue 74

الاربعاء 23 ,جمادى الاولى 1429   العدد  74

 

 

في هذا العدد

 

أصداء

 
المرور.. والملف العلاقي

 

 

فادي بن إبراهيم الذهبي

كنت دائم الجلوس مع جدي - رحمه الله - وكان يروي لنا قصصه وحكاياته، فروى لنا ذات يوم أنه كان ياما كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان أن جدي رحمه الله من أوائل الناس الذين اشتروا سيارة جديدة، وحكى لنا عن بدء نظام الاستمارة مع تزايد أعداد السيارات وذلك حفاظاً على ملكيتها، وكان يروي لنا قصصاً طريفة أيام شبابه مع السيارة وكيف قام ذات يوم بتجديد استمارة سيارته وطلب منه قبل كل شيء الملف العلاقي..... وحكايات وروايات جدي رحمه الله لا تنتهي.

اليوم ونحن في سنة 2008 م ذهبت إلى إدارة مرور شارع الصحافة بجدة لأجدد استمارة سيارتي، فقمت بتعبئة الاستمارة من الإنترنت الموقع الخاص الرسمي بإدارة المرور وقمت بتصوير كافة الأوراق المطلوبة لتجديد الاستمارة حسب ما قرأت بالموقع الإلكتروني للمرور، ودخلت إدارة المرور فرحاً باستكمال أوراقي عن طريق النت، فور ما قدمت الأوراق فاجأني موظف المرور خلف مكتبه قائلاً: ضعهم في ملف علاقي - فقلت له: الله أكبر ... هل تعرف جدي؟ نفس الطلب الذي طلب من جدي لدى تجديد استمارة سيارته منذ عشرات الأعوام، فاشتريت الملف العلاقي ومن ثم عدت إلى الطابور من جديد، فما إن وصلت له حتى أعطاني نموذجاً آخر لتعبئته فقلت له: إنني حصلت على نموذج التجديد من الموقع الرسمي لإدارة المرور على الإنترنت، فوجدت نظرات ثاقبة منه وقال لي: املأ هذا النموذج فقط هو المعمول به عندنا، فملأت النموذج وأتيت إلى الموظف رجل المرور مرة أخرى فطلب مني أوراقاً أخرى يلزم تصويرها (أرجو أن لا يشعر القارئ بالملل) فقلت له: يا أخي صوّرت كل الأوراق المطلوبة مني حسب موقع المرور الإلكتروني وحسب الطلبات المعلقة على الحائط، وتفاجئني بطلبات أخرى بعد طول انتظار فلماذا لا تفيدونا منذ البداية إما بالموقع الإلكتروني أو باللوحة المعلّقة على الحائط.

عموماً بعد طول صد ورد، وذهاب وإياب تسلّمت الاستمارة مع اللوحات الجديدة، ولم تقف المشكلة عند هذا الحد فحسب، بل تسلّمت استمارة سيارتي بشكل ورقي غير مغلف مكتوبة بخط اليد أي جاهزة للمزورين .

في خاتمة مقالي أنصح بجعل الاستمارة أكثر أمناً وأكثر تقنية للحد من تلاعب المزوّرين مع شكري الجزيل لإدارة المرور لحفاظها على تراث أجدادنا وحفظها على تحفنا الأثرية (الملف العلاقي).

* إعلامي fthahabi@hotmail.com جدة

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة