Car Magazine Wednesday  28/05/2008 G Issue 74

الاربعاء 23 ,جمادى الاولى 1429   العدد  74

 

 

في هذا العدد

 

البيئة

 
هجين بي إم دبليو بمحرك ينقي ولا يلوث!

 

 

* إعداد - أشرف البربري *

بعد سنوات من ظهور السيارات الهجين التي تعمل بالكهرباء والوقود التقليدي لتكون صديقة البيئة حيث يتم الحد من استهلاك الوقود الكربوني التقليدي وبالتالي الحد من العوادم الغازية الملوثة للبيئة الناجمة عن احتراقه قررت بي إم دبليو العملاقة المتخصصة في صناعة السيارات الفارهة القيام بقفزة كبيرة باتجاه السيارات صديقة البيئة من خلال طرح سيارة تعمل بالهيدروجين فقط دون الحاجة إلى أي وقود تقليدي وهو ما يجعلها السيارة الأكثر صداقة للبيئة.

والسيارة الهيدروجينية لا تنتج أي عوادم ملوثة للبيئة لآن ناتج عملية الاحتراق الداخلي للهيدروجين لا يزيد عن بخار ماء نقي.

وكان الجيل الأول من سيارات بي إم دبليو الفئة السابعة الهيدروجينية مزودة بمحرك هجين يعمل بكل من الهيدروجين والوقود التقليدي. وكان السبب الرئيسي في ذلك الوقت أن سعة خزان الهيدروجين السائل في هذا الجيل لم تكن تكفي إلا لقطع مسافة 100 ميل بما يعادل 160 كيلومترا وهو ما كان يحتم وجود وقود بديل حتى تكمل السيارة الرحلة وتعيد ملء خزان الهيدروجين السائل.

جيل جديد

ولكن نجاح مهندسي بي إم دبليو في تطوير جيل جديد من المحركات الهيدروجينية وزيادة مدى خزان الوقود سمح لها بإنتاج جيل جديد من سيارات الفئة السابعة الهيدروجينية يعمل بمحرك هيدروجيني فقط. وقد جرت التجارب والاختبارات في معمل اختبارات السيارات أرجونه ناشيونال لاب بالولايات المتحدة حيث أظهرت التجارب أن الهواء الخارج من المحرك بعد عملية الاحتراق أنقى من الهواء الذي يدخل المحرك لتصبح السيارة الجديدة ليست غير ملوثة للهواء فقط إنما يمكن اعتبارها جهازا لتنقية الهواء وهو تطور غير مسبوق في عالم السيارات بالفعل.

وتم تزويد الجيل الجديد من سيارات بي إم دبليو الفئة السابعة الهيدروجينية بمحرك عملاق يتكون من 12 اسطوانة على شكل حرف في وهو مصمم لكي يعمل فقط بالهيدروجين كوقود وحيد. وعند مقارنة هذا المحرك بالمحرك الهجين الذي يعمل بكل من الهيدروجين والبنزين يمكن القول إن المحرك الأحادي الوقود حقق ثورة في عالم القضاء على العوادم الغازية الملوثة للبيئة بالإضافة إلى التحسين الكبير في الأداء وخفض استهلاك الوقود الهيدروجيني بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في المدى الذي تقطعه السيارة قبل الحاجة إلى إعادة ملء الخزان بالهيدروجين السائل.

والحقيقة أن هذه التحفة الفنية الجديدة هي حصيلة عمل خبراء بي إم دبليو في عالم المحركات الهيدروجينية على مدى أكثر من 25 عاما على حد قول توم بالوجا نائب رئيس الإدارة الهندسية في بي إم دبليو في الولايات المتحدة.

ويضيف توم بالوجا إن هذه السيارة الجديدة (تظهر دعم بي إم دبليو لتكنولوجيا السيارات الهيدروجينية من خلال إنتاج محرك احتراق داخلي لا ينتج أي عوادم ملوثة للبيئة تقريبا إلى جانب تنقية الهواء من بعض العناصر الملوثة).

أفضل وقود

وترى بي إم دبليو أن الهيدروجين هو أفضل وقود للمستقبل لثلاثة أسباب.

أولا: أنه لا يحتوي على مادة الكربون وبالتالي لن ينتج ثاني أكسيد الكربون ولا أول أوكسيد الكربون وغير ذلك من الملوثات نتيجة احتراق هذا الوقود.

ثانيا: إنه يمكن إنتاجه والحصول عليه من مصادر متجددة وبتكنولوجيا نظيفة لا تؤثر في البيئة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية والتفاعلات الحيوية.

وأخيرا يمكن إنتاجه في أي مكان من العالم وفقا للاحتياجات وهو ما يساعد في تحقيق أمن الطاقة للكثير من الدول.

فرغم أن الحصول على الهيدروجين يتم حاليا من خلال الغاز الطبيعي فإنه يمكن الحصول عليه في المستقبل من مصادر متجددة ونظيفة. وعلى عكس البطاريات التي يعاد شحنها والتي ستكون أيضا ذات دور رئيسي في صناعة النقل والسيارات في المستقبل فإنه يمكن إعادة تموين السيارات الهيدروجينية بسرعة وتستطيع السير لمسافات أطول مقارنة بالسيارات الكهربائية التي تعمل ببطاريات تحتاج إلى وقت أطول نسبيا لإعادة شحنها ولا تستطيع قطع مسافات طويلة نسبيا دون الحاجة إلى إعادة الشحن. كما أنه يمكن الحصول على الهيدروجين دون الحاجة إلى خط كهرباء ممتد عبر الأرض حيث يمكن استخدام طاقة الرياح للحصول عليه من خلال عملية التحليل الكهربائي للمياه حيث يمكن إجراء هذه العملية على مدى 24 ساعة يوميا وسبعة أيام أسبوعيا.

وعندما كشفت بي إم دبليو عن سيارتها الهيدروجينية الجديدة كانت سيارة كاملة المواصفات وليست مجرد نموذج اختباري يعرض في المعارض بهدف استعراض العضلات التكنولوجية للشركات. وعندما تم تشغيل السيارة الهيدروجينية الجديدة كانت كمية ثاني أكسيد الكربون الناتجة عنها صفر مع انخفاض كبير في أي عوادم غازية أخرى نتيجة احتراق الهيدروجين داخل غرفة الاحتراق الداخلي بالمحرك. كما أن السيارة الهيدروجينية ذات المحرك الأحادي تتيح لعشاق السيارات صديقة البيئة استخدام سيارة لا تستخدم سوى الوقود صديق البيئة وليست السيارة الهجين التي تسير 100 ميلا فقط بالوقود صديق البيئة ثم تتحول إلى البنزين العادي.

وداعا للعوادم

وقد كشفت التجارب التي أجرتها العديد من الهيئات المستقلة في الولايات المتحدة وأوروبا أن المحرك الهيدروجيني أحادي الوقود في سيارات الفئة السابعة من بي إم دبليو هو واحد من أقل المحركات التي تنتج عوادم غازية.

وتجدر الإشارة إلى أن ثاني أكسيد الكربون الذي تخلص منه المحرك الجديد تماما ليس هو الغاز العادم الوحيد الناتج عن عملية الاحتراق الداخلي حيث أن هناك غازات أخرى تنتج عن هذه العملية مثل النيتروجين وغيره.

يقول توماس فالنر وهو مهندس ميكانيكي يتولى إدارة الاختبارات التي تتم للسيارات الهيدروجينية في مركز اختبارات أرجونة ناشيونال لاب إن محرك السيارة بي إم دبليو الهيدروجينية (ينظف الهواء بالفعل. وقد أظهرت التجارب التي جرت عليه في أرجونه أن المحرك الهيدروجيني ذي 12 اسطوانة يعطي مستويات منخفضة جدا من الغازات العادمة مثل غازات الميثان العضوي وأكاسيد الكربون. كما أنه ينظف الهواء من بعض الملوثات).

ورغم اعتماد المحرك الجديد على الهيدروجين فقط من أجل تحقيق أقصى درجة من درجات الحفاظ على البيئة فإن مستوى أداءه الفني لا يقل بأي حال من الأحوال عن محركات سيارات الفئة السابعة من بي إم دبليو.

وتصل سعة المحرك إلى 6 لترات لتوفير درجات عالية من الأداء والقوة على الطريق.

وبعيدا عن الطفرة الهائلة التي يمثلها المحرك فإن بي إم دبليو حرصت تماما على نقاط التميز التي تقدمها في سياراتها من مختلف الفئات والتي ضمنت بها مكانة متميزة في عالم السيارات الفارهة.

فالسيارة الجديدة ذات المحرك الهيدروجيني تبدو أشبه بسيارات الفئة السابعة التقليدية وإن تميزت عنها بعض الشيء من خلال صندوق أمتعة أصغر حجما وشكلا جديدا وتصميم مبتكر لغطاء المحرك.

غير تقليدية

والحقيقة أنه إذا لم يكن سائق هذه التحفة الفنية يعلم مسبقا أنه يقود سيارة غير تقليدية من حيث الوقود والمحرك فإنه سوف يعتقد أنه يقود سيارة من الفئة السابعة الشهيرة ذات الأداء الراقي.

فمن الصعب تماما رصد أي اختلافات بين السيارة الهيدروجينية والسيارة بي إم دبليو الفئة السابعة التقليدية من حيث كفاءة المحرك وسهولة التعامل من نظام ناقل الحركة الآلي وكذلك السرعة وغير ذلك.

ويؤكد مهندسو بي إم دبليو أن التحول نحو المحرك الهيدروجيني أحادي الوقود سوف يتيح لهم تحقيق أفضل مستوى ممكن من الأداء مقارنة بالمحرك الهجين الذي لا يتيح تحقيق أفضل أداء ممكن لأي من نوعي الوقود.

ويشير المهندسون إلى أنه عادة ما يضحي المصممون بجزء من الأداء من أجل الجمع بين نوعين من الوقود.

وتصل قوة المحرك إلى 260 حصان في حين يمكن للسيارة الانطلاق من سرعة صفر في الساعة إلى 100 كيلومتر خلال 9.5 ثانية فقط، مع وجود مجموعة من التجهيزات التقنية التي تضمن أكبر قدر من السيطرة على السيارة أثناء القيادة في مختلف الظروف بما في ذلك وجود نظام أمان في خزان الهيدروجين يقوم بغلق صمام الهيدروجين آليا في حالات الطوارئ لكي يمنع حدوث أي حريق.

في الوقت نفسه فإن خزان الهيدروجين مصمم ومصنع بطريقة تضمن له تحمل الصدمات القوية حتى لا ينفجر في حالة انقلاب السيارة أو وقوع حادث تصادم. كما أن جسم خزان الوقود قادر على عزل الحرارة الناتجة عن تشغيل السيارة أو الظروف البيئية الخارجية عن الغاز المسال داخل الخزان حتى لا يؤدي ذلك إلى أي حوادث غير مرغوبة نتيجة ارتفاع درجة حرارة غاز الهيدروجين المسال.

مزايا وخصائص

ومن أهم ما يميز السيارة الهيدروجينية من الفئة السابعة قاعدة العجلات العريضة التي تحقق قدرا كبيرا من الاتزان على الطريق واتساعا واضحا للصالون الداخلي. في الوقت نفسه فقد تم تحريك المقاعد الخلفية إلى الأمام قليلة من أجل توفير مساحة لوضع خزان الهيدروجين في صندوق الأمتعة الخلفي.

وتحتوي قمرة السيارة الجديدة على مقاعد لأربعة ركاب مع تصميم مبتكر للمقاعد بحيث يحظى ركاب المقعدين الخلفيين بكل عوامل الراحة والرفاهية التي يتمتع بها راكبا المقعدين الأماميين.

وتأتي السيارة الجديدة مزودة بمجموعة متكاملة من المزايا والخصائص التي تشتهر بها سيارات بي إم دبليو الفارهة مثل جهاز تكييف الهواء عالي التقنية الذي يتحكم في درجة الحرارة آليا من خلال سجل تفضيلات السائق الذي يقوم بإعداده لمرة واحدة مع إمكانية تغييره من شخص إلى آخر. كما أن المقاعد مزودة بنظام تدفئة آلي أيضا. في الوقت نفسه فإنه يتم تعديل وضع المقاعد الأمامية والخلفية آليا.

أما بالنسبة للأجهزة الإلكترونية فالسيارة الهيدروجينية الجديدة مزودة بنظام التحكم في المسافة في ساحة الانتظار المعروف باسم بارك ديستنس كنترول الذي يساعد السائق في الدخول والخروج من ساحات الانتظار المزدحمة دون أن يحتك أو يصطدم بأي من السيارات. وهناك أيضا نظام التحكم الآلي في السير الذي يمنع السيارة من الانحراف غير المقصود إلى الحارة المجاورة على الطريق. وجهاز ملاحي متطور متصل بالأقمار الصناعية يتم تحديث بياناته عن بعد.

أيضا السيارة مزودة بمرايا داخلية وخارجية كهربائية وفي الوقت نفسه فإنها مضادة (للانبهار) حيث تمتص الإضاءة الزائدة القادمة من مصابيح السيارات الأخرى على الطريق بما يضمن أعلى درجة من درجات وضوح الرؤية للسائق.

وبالطبع فنظام الترفية في سيارة الفئة السابعة الهيدروجينية يتكون من مشغل أقراص مدمجة ومشغل ملفات إم بي ثري الموسيقية وجهاز راديو قادر على استقبال مئات المحطات الإذاعية عبر الأقمار الصناعية.

في الوقت نفسه فإن السيارة الجديدة مزودة ببرنامج كمبيوتر يتولى عملية فحص مكونات السيارة والإبلاغ عن الأعطال التي تتعرض لها هذه المكونات. مع برنامج كمبيوتر للتحكم في توزيع عزم المحرك على العجلات الأربع وكذلك التحكم في توزيع قوة الكبح عند استخدام المكبح بصورة مفاجئة عند السرعات العالية.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة