تتنوّع حوادث المرور في مدينة الرياض كما هو الحال في أي مدينة أخرى.. وعلى الرغم من أنّ بيانات حوادث المرور تتضمن معلومات إحصائية عن أنواع الحوادث، بَيْدَ أنَّ التصنيف المتبع في معالجة هذا الموضوع لا يساعد على الدراسة التفصيلية والتحليل، إذ إنَّ بعض الأنواع مجملة وغير مفصّلة مثل: دهس المشاة، الذي يمكن أن يوضّح فيه نتيجة الإصابة: خطيرة جداً، متوسطة، بسيطة.. كما يمكن أن يبيّن أيضاً حالة الموقع: طريق سريع، طريق عادي، على الرصيف، أو ممر مشاة، وقد أشار غير واحد ممن كتبوا عن حوادث المرور إلى هذه المشكلة.

وعموماً تأخذ مشكلة التصادم بين السيارات أضخم الأرقام وأكبر نسبة بين أنواع الحوادث سواء على مستوى مدينة الرياض أو على مستوى المملكة.. إذ أخذت نسبة التصادم 89% من مجموع حوادث المدينة، وتكاد تتقارب الأرقام الخاصة بصدم الأشياء الثابتة، بالأرقام الخاصة بدهس أو صدم الإنسان 4.7% و4.3% لكل منهما على التوالي.. حيث تأتي حوادث دهس الإنسان في الدرجة الثانية بعد صدم الأشياء الثابتة.

ومما يؤسف له ما لوحظ في السنوات الأخيرة من ازدياد حوادث دهس المشاة بزيادة تصل إلى 70%، وهي ظاهرة خطيرة تزداد تفاقماً في مدينة الرياض.. ولذا، ينبغي اتخاذ الوسائل الممكنة للحد منها وإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة لتغطية هذه المشكلة بجميع جوانبها وتفاصيلها.

وفي ضوء ذلك، يمكن الاقتراح والتوصية بالآتي:

1- تطوير الإحصاءات والبيانات الخاصة بحوادث المرور، إذ تحتاج إلى تفصيل في بعض البيانات وتغطية شاملة لمعظم الجوانب الإحصائية لحوادث المرور، والتي يحتاجها الباحثون في دراساتهم وتحليلاتهم للمشاكل المرورية، ولمساعدة الباحثين في إظهار نتائج دقيقة تمكّن من تحديد الأسباب والعوامل المتعلقة بمشكلة المررو وحركة السير.

2- ينبغي اتخاذ تدابير صارمة لكل مَنْ يتخطى السرعة المسموح بها في المواضع المختلفة، ويمكن الاستعانة بالرقابة المرورية غير المعلنة وأجهزة الرقابة التليفزيونية وشرطة المرور السرية.

3- تطبيق نظام ربط حزام الأمان وجعله ضمن الاشتراطات المرورية الملزمة، ومَنْ يخالف يعرّض نفسه للعقوبة، كما هو الحال في الدول المتقدِّمة.

4- تشجيع وسائل النقل العام ورفع مستواه لينافس استعمال السيارات الصغيرة والسيارات الخاصة وللحد من زيادة الرحلات والتقليل من كثافة الحركة المرورية.