Car Magazine Wednesday  29/10/2008 G Issue 82

الاربعاء 30 ,شوال 1429   العدد  82

 

 

في هذا العدد

 

السلامة

 
من يعلم أولادنا القيادة؟

 

 

ترجمة د.نهاد ربيع البحيري:

ينشغل الكثير من الآباء بمسألة تعليم أولادهم القيادة، ومتى يبدأون في تعليمهم، وقد يتعجل بعض الآباء ويعلمون أولادهم القيادة في سن صغيرة، وربما يتباطأ آباء آخرون خوفا على أولادهم من مخاطر الطريق، إلا أن البعض الآخر قد ينشغل في عمله ويوكل مهمة تعليم ابنه للقيادة لشخص بالأجر أو لمدارس القيادة، ولكن مهما تأخر فلا بد أن يعلمه مهما كانت الطريقة. فإذا لم يقرر ذلك هذا العام فربما يكون في العام القادم، أي أنه أمر مفروغ منه لأنه جزء من تكوين شخصية الشاب وأمر يدل على أنه قد كبر بالفعل ويعتمد عليه في تلك المسؤولية. ورغم انشغال الآباء واعتقادهم أنه من السهل أن يكتسب ابنه الخبرة في القيادة دون مجهود لمرافقته لوالده كثيرا في السيارة، إلا أنه من الصواب أن يعلم الأب ابنه القيادة بنفسه لأن ذلك يساعد على قيادة آمنة كما يعزز مهارات القيادة لديه.

ويفوز الأب المتحمس لتعليم ابنه للقيادة بنفسه بحمايته مبكراً من تصرفات خاطئة وأخطاء كثيرة على الطريق لأنه يكسبه خلاصة خبرته وتجاربه في القيادة لسنوات طويلة.

أمور مهمة

يجب أن يناقش الأب مع والده أمور مهمة منها ما يتعلق بالسلامة مثل ارتداء حزام الأمان، وعدم تقليد أي تصرفات طائشة من الأصدقاء الذين تعودوا على التهور في قيادة السيارة، وعدم التشاجر على الطريق مع المحيطين لأي سبب، وأمور أخرى متعلقة بالسيارة مثل فهم دلالة مؤشرات البنزين والحرارة والزيت وغيرها, على أن يكون الأب قدوة لابنه بالفعل بألا يسمح لنفسه أو لابنه بتشغيل السيارة إلا بعد ارتداء حزام الأمان.

ومن الدروس المهمة التي يجب مناقشتها مع الابن أن يتعود ألا يقود سيارته في حالة الإرهاق الشديد أو الميل إلى النعاس أو إن كان يعانى من حالة مرضية عارضة كارتفاع درجة الحرارة التي تتطلب الراحة وتناول الأدوية المسكنة.

ويجب أن يستغل الأب الوقت الذي اقتطعه من راحته ومشاغله في تعليم ابنه القيادة أحسن استغلال بحيث يكون أسلوبه في تعليم ابنه مركزاً على التساؤلات المختلفة وليس مجرد تلقين الإرشادات وإلقاء الأوامر فالتساؤلات هي السبيل لجذب انتباه الابن ومساعدته على التفكير والتركيز في متطلبات القيادة أكثر, فمثلا إذا لاحظت أن ولدك يزيد من السرعة لا تنهره بل الأفضل أن تسأله ما هي الحدود المقبولة للسرعة في تلك المنطقة حتى يدرك الخطأ ويصححه بنفسه.

لا للإجبار

يجب أن يسمح الأب لابنه بالتعبير عن رغبته في القيادة فلا يصلح إجبار الطفل على مرافقته للتعلم دون أن يكون له رغبه لمجرد أن الأب لديه بعض وقت الفراغ الذي يسمح له بتعليمه، بل يجب أن يضع مشاعر ابنه في المقام الأول. كما يجب أن يكون الابن قد أخذ قسطا كافيا من الراحة وفى حالة نفسية جيدة وليس مرهقا أو متعبا.

ويمكن البدء بالدروس الأولى للقيادة بأن يدير السيارة ويسير بها في فناء المنزل فقط، ثم تتدرج به إلى الجوار وأماكن الانتظار الخالية, ثم إلى الشوارع الجانبية ثم دعه يقود السيارة في الشوارع الرئيسية.

ويساعد تعليم الابن للقيادة في أماكن الانتظار والإشارات تعوده على المنحنيات كما تساعده الشوارع الجانبية على التعود على القيادة مع وجود التقاطعات وإيقاف السيارة وإعادة تشغيلها في وقت قصير مما يعوده على الانتباه ويزيد من تركيزه..

ويجب أن تسأل ابنك عن معنى كل علامة من علامات المرور على الطريق ويمكنك عند رؤية علامة مثل علامة الانحناء مثلا أن تسأله متى يجب أن تتجه للانحناء وأي اتجاه تسلك، وهكذا.

وجرب أن تسأله كيف يقود سيارته للذهاب إلى مكان ما يعتاد الذهاب إليه واتجاهات سير المرور في هذا الطريق، فإن كان يعلم الطريق جيدا فهو أقدر على الوصول لهدفه دون تشتت.

علمه الصيانة

علم ابنك كيفية تغيير الإطارات والزيت ووضع الماء بشكل عملي.

وتذكر أن الصبر هو السبيل إلى تعليم ابنك القيادة، وتذكر كيف تعلمت أنت القيادة عندما كنت في مثل سنه، فالقيادة قد تشكل مهمة معقدة لحديثي العهد بها، وبعدها تتيسر الأمور ويجب ألا ييأس الأب ويفقد صبره في حالة إصرار ولده على عدم الالتزام ببعض القواعد كحزام الأمان مثلا فالشباب في سن المراهقة كثيرا ما يتميزون بالطيش والعناد....

ولا تشكل مهمة تعليم القيادة عبئا كبيرا على الآباء في الريف حيث تعودوا على قيادة الناقلات والبيك أب والجرارات لمدة سنوات قبل حصولهم على رخصة القيادة.

البداية يدوية

يفضل أن يكون البدء بتعليم أبناءنا القيادة على سيارات عادية يدوية النقل وليست أتوماتيك لأن السيارة العادية تزيد من فرصة قيادة ابنك لأنواع كثيرة من السيارات، فكل الناس يمكنها قيادة الإتوماتيك ولكن القليل من يجيدون قيادة السيارات العادية.

كما تساعد السيارة العادية الابن على الفهم الجيد المتعمق لكيفية عمل السيارة ميكانيكيا، مما يجعله أكثر انتباها وخاصة عند بدء تشغيل السيارة.

ويحتاج من يتعلم القيادة على السيارة العادية التعود على التحكم في السرعة بنفسه باستخدام التحكم في دواسة البنزين وليس ضبط السرعة آليا حيث يساعده ذلك على تنظيم السرعة مما يعودهم التركيز في القيادة.

وعلى كل من يتعلم القيادة أن يتعلمها في كل الظروف وعلى جميع أنواع الطرق تحت إشراف الأب في البداية بالطبع مثل أبناء الريف، فمثلا يتعود على القيادة في الطرق المبتلة وغير المرصوفة ويتدرج حتى يصل إلى تعلم القيادة على الطرق الخطرة.

وهكذا نعلم أبناءنا القيادة بأمان مع مراعاة الإشراف عليهم دائما خاصة في السن الصغير حتى لا نعرضهم لخطورة من أي نوع.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة