Car Magazine Wednesday  30/01/2008 G Issue 57

الاربعاء 22 ,محرم 1429   العدد  57

 

 

في هذا العدد

 

تحقيقات

 
الجوال في السيارة... حوادث ووفيات

 

 

* تحقيق - إبراهيم السحيم - حمد العنزي *

بات استخدام الجوال أثناء القيادة مخالفة يعاقب عليها القانون، وورد في النظام المروري الجديد الذي تم إقراره مؤخراً نص بتغريم ومخالفة مستخدم الجوال؛ نظراً إلى ما يترتب على هذا العمل من مخاطر جسيمة وحوادث أليمة.

مجلة نادي السيارات استطلعت آراء عدد من المواطنين حول هذه الظاهرة ومخاطرها، كما التقت بطبيب لمعرفة الأضرار الصحية الناجمة عن الحديث بالجوال أثناء القيادة إلى جانب رأي الجهة المعنية بالموضوع وهي إدارة المرور.

أكد اللواء فهد البشر مدير عام المرور أن السلامة المرورية تعد مطلباً أساسياً في حياة المجتمعات المعاصرة، ونظراً لما تشكله الحوادث المرورية وما ينجم عنها من وفيات وإصابات من مشكلات رئيسة وما تخلفه من مآس اجتماعية، فإنها في الوقت نفسه تمثل تكاليف وأعباء اقتصادية وخسائر بشرية؛ لذلك تعمل الدول على وضع الخطط والإجراءات التي تهدف إلى رفع مستوى السلامة المرورية والحد من الخسائر الاقتصادية والبشرية والتخفيف من آثارها وأضرارها، وذلك من خلال النظر في مختلف القضايا والظواهر التي تتشارك كمسببات في هذه الحوادث. وبطبيعة الحال فإن السلوك البشري يعد مدخلاً رئيساً بالنظر في مسببات الحوادث المرورية، وخصوصاً في ظل ما قد يصرف تركيز السائق في القيادة ويشتت انتباهه.

غرامات مالية

وقال اللواء البشر: في السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بالقضايا المتعلقة بتركيز السائق في القيادة وأثر الشرود الذهني على السلامة المرورية، ومبعث هذا الاهتمام يعود إلى الوسائل التقنية الحديثة، ومن ضمنها استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة. وقد أكدت الدراسات في الكثير من الدول أن الهواتف الجوالة تشكل الجزء الأكبر من الانشغال أثناء قيادة المركبة وبنسبة 58% مقارنة بالعوامل الأخرى مثل: ضغوط الوقت أو الأكل والشرب أو استخدام المسجل أو المذياع. وأشارت الدراسات إلى أن 25% من السائقين يقومون بالرد على المكالمة أو إجراء مكالمة أو إرسال رسالة نصية أثناء القيادة. كما أن الأشخاص الأصغر سناً (الشباب) هم الأكثر عرضة للخطر، خصوصاً بين سن 16 و24 بمرتين عمن تزيد أعمارهم على 55 سنة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية يُقدر أنه بين 70 و90% من السائقين يستخدمون هواتفهم الجوالة أثناء القيادة.

وفي المملكة المتحدة أظهرت دراسة لعينة من 1000 سائق بريطاني أن 37% منهم يستخدمون الهاتف النقال عند القيادة، وأن ثلث هؤلاء هم غالباً من (الشباب) الذكور وذوي السرعات العالية عند القيادة.

وأكد اللواء البشر أن نظام المرور الجديد تضمن مخالفة للسائقين عند استخدامهم للهاتف الجوال؛ إذ إن جدول المخالفات رقم 3 احتوى على 20 مخالفة من ضمنها مخالفة الهاتف الجوال، والغرامات المقررة في هذا الجدول بموجب المادة 68 لا تقل عن 150 ولا تزيد على 300 ريال.

القرار متأخر

يعتقد عبدالملك التميمي أن من أسباب انتشار الحوادث المرورية السرعة والتهور يضاف إليهما الانشغال بالجوال أثناء القيادة. ويرى أن إدارة المرور تأخرت في إصدار قرار العقوبة للشخص الذي يتحدث وهو يقود سيارته نظراً لانتشار هذه الظاهرة بشكل لافت وما نجم عنها من حوادث مؤسفة راح ضحيتها أبرياء كثر. ولاحظ التميمي أن البعض يستخدمون الجوال وهم في سياراتهم ويكتبون الرسائل ويرسلون الصور إلى جانب التحدث، مؤكداً أن هذا يعد عملاً خطيراً لا بدّ من إيقافه وتجريمه تماماً كما تم في مسألة السرعة التي تم ضبطها إلى حد ما من خلال الغرامات والإجراءات المختلفة ولاسيما المرور السري.

من جانبه يؤكد عبدالمحس ن الملحم أنه يستخدم الجوال وهو يقود سيارته؛ وذلك نظراً لكثرة المكالمات التي ترده وتتطلب الرد المباشر لإنهاء أعمال معينة، ومع هذا فهو لا يستخدم سماعة البلوتوث إلا قليلاً رغم أهميتها وفائدتها. ويرى أن القرار الخاص بإنزال العقوبات على هذا العمل سيحد من انتشاره، خصوصاً إذا تم تطبيقه بشكل دقيق. ولا يعتقد الملحم أن الحوادث الناتجة من التحدث بالجوال كثيرة نظراً إلى أن الذين يتسببون بالحوادث هم فئة محدودة لا يستطيع أفرادها التركيز على مسارهم والتحكم في سياراتهم.

نصيحة

وأما سليمان السيف فينفي وجود حاجة ملحة وضرورية تستدعي التحدث بالجوال أثناء القيادة، خصوصاً مع الثورة التقنية الهائلة التي تتيح لنا الاتصال والرد على الهاتف من خلال أوامر صوتية أو ضغطة زر على المقود؛ ولذلك ينصح الجميع بالامتناع الكلي عن استخدام الجوال في اليد أثناء القيادة لما ينجم عن ذلك من حوادث كبيرة وخطيرة. ويشاطر فهد المطيري، السيف رأيه السابق، ويعتقد أن التحدث بالجوال أثناء القيادة ليس ضرورياً؛ لأنه يفقد الشخص تركيزه على الطريق ويشتت انتباهه؛ ولذلك هو يؤيد إصدار عقوبات في هذا المنحى ويطالب بتشديدها نظراً إلى أن الكثير من المواطنين والمقيمين يستخدمون الجوال وهم يقودون سياراتهم ويتسببون في حوادث وأزمات خانقة. كما طالب وسائل الإعلام بإطلاق حملة توعية إعلامية كبيرة لتوضيح مخاطر التحدث بالجوال أثناء القيادة والأضرار الناجمة عن ذلك واقترح التفكير في نظام يمنع وصول الإشارة إلى الجهاز داخل السيارة كما في المساجد.

بادرة جيدة

ويجد مخلف العطيفي أن إعطاء مخالفة للسائق الذي يقوم باستخدام الجوال أثناء القيادة بادرة جيدة تحسب لإدارة المرور، ولو جاءت متأخرة بعض الشيء؛ إذ إن هذا النظام مطبق في الكثير من الدول الأوربية؛ لأن هذا الفعل ينتج منه الكثير من الحوادث المرورية، كما أنه ينافي متطلبات السلامة التي نحتاج إليها أثناء القيادة، ويجب على السائقين - والكلام للعطيفي - أن يتقبلوا النظام بكل رحابة صدر وأن يقوموا بتطبيقه والالتزام به؛ وذلك لتجنب الحوادث التي تقع على الطريق، وأن يقوموا باستخدام بدائل أخرى كسماعة البلوتوث أو نظام البلوتوث أو وضع شريحة داخل السيارة وغيرها من الوسائل المتقدمة.

وأبدى محمد سلمان تأييده لصدور قرار العقوبة بحق المتحدثين بالجوال أثناء القيادة ورأى أنه لم يأت إلا بعد وقوع الكثير من الحوادث الخطيرة والمروعة وأنه ستكون له الكثير من الإسهامات في الحد من هذه الظاهرة. ونصح سلمان بعدم الرد أو محاولة الاتصال بالجوال أثناء القيادة مهما كانت الأسباب، وذكر أنه تعرض شخصياً لمواقف خطيرة حين كان يتحدث بالجوال وهو يقود سيارته قبل قراره التوقف عن ذلك.

خطورة كبيرة

أكد الدكتور عبدالله العشماوي أن استخدام الجوال أثناء القيادة يعد عملاً ذا خطورة كبيرة، وقال: إن مكالمات الجوال أثناء القيادة لها تأثيرها السلبي، سواء على القائد أو على السائقين الآخرين الذين يستخدمون الشارع؛ فاستخدام الجوال يؤدي بالسائق إلى فقد نسبة كبيرة من التركيز وتحويلها إلى الأذن بدلاً من النظر، وذلك أثناء إجراء المكالمة، وتقدر هذه النسبة بنحو 80% وذلك لأن الشخص لا يمكنه التركيز على شيئين معاً. وأضاف: يجب على السائق أن يتجنب استخدام الجوال أثناء القيادة، خصوصاً أن الطريق مليء بالمفاجآت التي لا تخطر على بال أحد؛ فتجد الشخص يقوم بمسك المقود بيده، بينما يده الأخرى مشغولة بسماعة الهاتف؛ مما يصعب عليه السيطرة والتحكم. وطالب الدكتور العشماوي بالامتناع عن التحدث حتى باستخدام سماعة البلوتوث؛ لأن التركيز فيها على السماع يرتفع بشكل كبير بدلاً من التركيز على القيادة، إلى جانب أن تلقي السائق خبراً سيئاً ينجم عنه فقدانه التركيز على القيادة؛ ما يؤدي إلى حوادث مؤلمة؛ ولهذا سارعت كثير من الدول إلى منع هذا العمل وتشديد العقوبات عليه لمخاطره الشديدة.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة