- في البدء لابد من الاعتراف بأنني كنت أحد المسكونين بالخوف على القوائم الأربع من إصدارات الجزيرة الأسبوعية من الفشل لدرجة أنني اجتهدت ذات مقالة فاقترحت دمج الأربع في واحدة عل هذه تكون دعامة لتلك وعلى طريقة (شيلني وأشيلك)!
- أما اليوم ومن باب (الاعتراف بالحق فضيلة) (أبصم بالعشرة) على أن تشخيصي لم يكن في محله وخوفي لم يكن له أي مبرر بعدما أثبتت تلك الإصدارات مجتمعة نجاحها فكان بحق أبلغ رد!!
- هذا النجاح استفز حرفي بالمشاركة في احتفالية مجلة (السيارات) بعامها الثاني بمادة تنسجم مع خط المجلة ونهجها وخصوصيتها - أظن ذلك - كنافذة يطل منها القارئ على عالم (السيارات) بحديثها وقديمها بمنافعها ومآسيها مما قيل عنها وفيها.
- كان للسيارة نصيبها من القصيد النبطي كما كان لها نفس النصيب من الشعر الفصيح. وفي هذه العجالة استميحكم العذر في سياحة (شعرية) فصحى لعدد من الشعراء حيث يقول الشيخ محمد البواردي (يرحمه الله) مادحا سيارته:
لا تعيبوا سيارتي يا رفاقي
فهي عندي شبيهة بالبراق
ما رآها مكذب الرسل غلا
صدق الرسل في حديث البراق
إن (مرسيدس) للموظف حلو
وهو أحلى ما بيع في الأسواق
أما الشاعر حسن الصيرفي فيصف حال سيارته حين قال:
يا ويح سيارتي إنها
لها كفرات من النائمين
تمزقها الريح في لمسها
ويخدشها الورد والياسمين
على أنها في خريف الحياة
مديل ثمانية وأربعين
إلى أن قال:
تفلت عليها وخسأتها
وقلت: احمدي الله إذ تُركبين
وفي وصفه لسيارة صديقه قال الشاعر (أبو الوفا):
سيارة لصديقي شكلها فكه
ركبت فيها فشفت الغلب ألوانا
خفيفة كيف هب الريح سار بها
ولا تطيق لأمر الريح عصيانا
صغيرة لو بدا للنمل موضعها
لجرها حاسبا هاديك وردانا
لو ألحقوها بذيل في مؤخرها
لظنها القط فأرا بات جيعانا
تسامحا سميت سيارة فبدت
لا رفرفا لا غطاء لا دركسونا
واختم حين شكا الشاعر حسن الصيرفي حال سيارته لصديقه الشيخ محمد سرور الصبان (يرحمه الله) فقال:
انت ادرى بأن لي سيارة
نصف اعضاء جسمها مستعاره
فهي في الصبح للإجار وفي العصر
باصحاب حضرتي سياره
منذ حين قد خَبّطَت ثم أمست
وعليها من التراب زباره
من لها؟ من لها؟ لترجع فيها
بعد هذا الخمول تلك الحراره
والذي يستطيع يبرئ منها
كل داء إذا أشار الإشاره
وكتابي إلى محمد يأتيه
فيأبى علي تلك الخساره