عند الشدائد تكون مواقف الرجال، وعندما يكون الخطب جسيماً يكون المؤمن بالله أكثر ثباتاً ورضاءً بقدر الله، واقتناعاً بما كتبه على عبده من محن وابتلاء وأهوال.

ومن أولئك النفر الصديق الأستاذ إبراهيم بن صالح الصبحاوي (أبو عبدالله) المعلم في مدرسة حويلان؛ فعلى الرغم من مصابه الكبير وفاجعته العظيمة في وفاة والده الشيخ صالح الصبحاوي - يرحمه الله - دهساً إثر خروجه من صلاة المغرب، أقول على الرغم من هذا الحدث المؤلم إلا أنه تمالك نفسه وتوجه بكل إيمان وصبر ورباطة جأش إلى إدارة مرور منطقة القصيم من أجل التنازل عن قائد السيارة الذي دهس والده بل احتضنه وهدأ من روعه، مؤكداً أن هذا قضاء الله وقدره، وأنه لا بدّ من التسليم بما أراد الله والرضاء به في موقف بطولي رائع بل زاد على ذلك أنه أبلغ ضابط الخفر الذي يكتب التنازل بأنهم هم الذين سيقومون بكفالة قائد السيارة؛ كونه قد أتى من خارج منطقة القصيم، وليس هناك من يكفله؛ مما زاد من دهشة الضابط، مؤكداً أنه لم يمر بمثل هذا الموقف النادر والرائع الذي يصدر من مسلم عرف الله حق المعرفة ورضي بما كتبه وقدره، فلله درك يا أبا عبدالله وأكثر من أمثالك وغفر لوالدك وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.