إذا قيل لك إن ثاني أهم الأسباب المؤدية للوفاة على الطريق السريع بعد السرعة الهائلة هي الجمال السائبة فلا تستغرب.. هذه بلادنا حرسها الله تمتد لآلاف الكيلومترات من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب وتعد الإبل ثاني أكبر الموارد الحيوانية بعد الأغنام وتنتشر بكميات هائلة عبر امتداد الصحراء. حيث إن الطرق تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها فإن وجود هذه البهائم على الطرق أصبح أمراً مؤكداً؛ لهذا تجد كثيراً من إشارات تحمل رسوماً للإبل أو عبارة معبر إبل منتشرة بشكل كبير.. المهم أن أعداد الأموات بسبب هذه الإبل المتسدحة في الطرق تؤكد على أهمية وضع عقوبات صارمة وواضحة على ملاك الإبل السائبة. والغريب عندما تجد من يقيم الدنيا من أجل البعير وسلامته ولا يأبه بأسرة كاملة ذهبت في شربة ماء.
والسؤال الذي نرجو أن نجد من يجيب عنه ولو على استحياء: متى يتوقف هاجس الخوف من هذا الوحش الأليف؟
هل وجود سياج على طول الطريق هو الحل؟
هل وجود عقوبات صارمة وغرامات مالية هو الحل؟ نعم جزء من الحل.
هل وضع علامات وإرشادات ضوئية في الليل هو الحل؟ جزء من الحل.
هل توعية هؤلاء الكرماء من ملاك الإبل ضرورة تقوم بها المراكز في الهجر، والبوادي؟ حل لا بأس به.
هل منع ملاك الإبل النائمة أو السائبة من الاقتراب من الطرق السريعة حل؟ نعم جزء من الحلول.
في طريق سفري من الرياض إلى أبها.. توقفت أربع مرات.. لأسمح للإبل بالمرور بسلام والعجيب أن إحدى الطرق داخل إحدى المحافظات.