Car Magazine Wednesday  30/04/2008 G Issue 70

الاربعاء 24 ,ربيع الثاني 1429   العدد  70

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
عوادم السيارات ..هل من حل؟
د. صالح بن عبدالله الحمد

 

 

تجوب شوارع المدن الكبرى والصغرى منها في بلادنا سيارات كثيرة جداً تنفث منها عوادم ذات رائحة كريهة وخانقة في نفس الوقت وهذه العوادم الكثيرة سواء كانت من السيارات التي تسير بوقود الديزل أو السيارات التي تسير بوقود البنزين وسواءً كانت من السيارات الصغيرة أم المتوسطة أم الشاحنات وهي الطامة الكبرى الجميع يرسل وينفث أدخنة قاتلة للفرد والأشجار والبيئة أيضاً وجميع سائقي هذه السيارات يجوبون الشوارع في كل وقت دونما وجود ضمير أو تحمل مسؤولية تجاه الإنسان أو الممتلكات الأخرى أو الشجر والحدائق وخلاف ذلك وكل هذه العوادم لها سلبيات كثيرة على الصحة وعلى تلوث البيئة وقتل الأشجار والورود بل والنخيل المنتشرة في كافة مدن مملكتنا الحبيبة متجاهلين الأنظمة الواضحة التي تمنع ذلك مطلقاً، وغالبية هؤلاء السائقين من العمالة الوافدة والشركات والمؤسسات التي يهمها الربح في المقام الأول ناهيك عن سيارات مؤسسات النظافة المتعاقدة مع أمانات المدن الكبرى كالرياض مثلاً فهذه الشاحنات تغلق الطريق بدخانها المتطاير منها ويكاد السائق الذي خلف الشاحنة لا يرى الطريق مطلقاً ثم الطامة الكبرى إذا وقفت هذه السيارة أو الشاحنة عند الإشارة وأصبحت تنفث تلك السموم القذرة على السائقين المجاورين لها ولا سيما إذا كانوا أطفالاً أو مرضى أو حتى أصحاء، إن ترك هذه العوادم بهذا الأسلوب ودون متابعة تذكر من قبل الجهات المختصة كالمرور وهو المسؤول بالدرجة الأولى ثم أمانات المدن والبلديات ومصلحة الأرصاد وحماية البيئة التي جهودها هو إخراج درجات الحرارة فقط ولا أعفي الوزارة الموقرة وزارة الصحة التي من المفترض أن تعترض على هذا الأسلوب لدى الجهات المعنية تماماً، إذ إن تلك العوادم حينما تنشر سمومها متطايراً ويستنشق الناس سيصيبهم في الأمراض المختلفة وفي مقدمتها الربو ومن ثم هؤلاء يحتاجون إلى علاج باهظ يكلف ميزانية وزارة الصحة المبالغ الطائلة، وعليه فإن للوزارة في هذا الموضوع مسؤولية كبيرة كما هو الحال تجاه مستوردي التبغ وما يسمى بالجراك، والعوادم هنا مماثلة أو أشد خطورة على صحة الفرد والمجتمع، إنني في هذه العجالة أناشد المسؤولين كل في مجال تخصصه وفي مقدمتهم ما ذكرت آنفاً أن يتحملوا المسؤولية الملقاة عليهم وأن ينفذوا الأمانة العظيمة، فكلهم مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى ثم أمام المسؤولين الذين ائتمنوهم على صحة المواطنين وممتلكاتهم، ثم إنني أتساءل كثيراً لأمانات المدن لماذا تترك لمؤسسات النظافة الحبل على الغارب في استخدام سيارات متهالكة جداً وهي تقبض مبالغ كبيرة تجاه ذلك مع تردي مستوى النظافة أيضاً ثم إن المرور مطالب بالمتابعة المستمرة وإيقاف تلك السيارات التي تسير وعوادمها تثير الدخان المتطاير ومطالبتهم بإصلاحها عاجلاً مع إعطائهم مخالفات بذلك وغرامة مالية تجعلهم يرتدعون عن ذلك سريعاً، أما الشاحنات فهناك ضرورة ملحة بمطالبتهم برفع ما يسمى بالشكمان إلى الأعلى على الأقل حتى يكون تطاير العادم مرتفعاً وبعيداً عن الأفراد الذين يستنشقون ذلك الدخان المتطاير من تحت الشاحنة وهذا النظام مطبق في غالبية دول العالم المتحضرة التي تحرص تماماً على صحة المواطن والممتلكات والبيئة فهل نحن فاعلون.

آمل ذلك سدد الله خطى العاملين المخلصين.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة