Car Magazine Wednesday  01/04/2009 G Issue 101

الاربعاء 5 ,ربيع الثاني 1430   العدد  101

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
السيارة والنقل الحضري
د. زيد بن محمد الرماني(*)

في تنمية الدول، لا تخدم السيارات سوى نخبة مختارة صغيرة وتترك الأغلبية الساحقة تحت رحمة وسائل النقل غير الملائمة.

وفي هذه البيئة الجديدة للنقل، فإن المشي وركوب الدراجات قد يلعبان أدواراً مهمة، حيث يكملان النقل العام مع توفير راحة التنقل الفردي وهذه الاشكال غير الآلية للتنقل، لديها إمكانات كامنة للمشاركة بنصيب ملحوظ في النقل، طالما وجهت المدن عنايتها إلى احتياجات المشاة وراكبي الدراجات.

كذلك فإن التخلص من سيطرة السيارة يتطلب إعادة تخطيط المدن والضواحي تدريجياً للتقليل من الحاجة إلى قيادتها ويمكن تخطيط التطوير لإيجاد مدن مندمجة Compact - Cities تترابط فيها الأشغال والمنازل والخدمات ترابطاً وثيقاً وتقع بالقرب من وسائل النقل العام.

وفي كل من الدول الصناعية والنامية، قد يساعد التخطيط الحضري المتأني على الوفاء بمتطلبات النقل المستقبلية عن طريق تقليل الحاجة إلى التنقل بقدر الإمكان.

إن الطرق الواسعة وأماكن الوقوف Parking lots الشاسعة تشوه مناظر المدن إلى نسب يتقزم فيها البشر.

تقول مارسيا لاو: أوضح نصف قادة دوائر الأعمال في الولايات المتحدة، الذين تم استطلاع رأيهم في 13 مدينة كبرى، أن الظروف المرورية قد أثرت على الحالة النفسية لمستخدميهم، وعلى الإنتاجية والمواظبة والانفعالات.

ولقد وجدت دراسة أجريت على 15 دولة نامية أن حوادث الطرق تقع في المرتبة الثانية مباشرة بعد الأمراض المعوية كسبب رئيس للوفاة وفي النهاية، فلن تخدم أية تقنية جديدة للسيارات غالبية البشر الذين لم يمتلكوا سيارة قط.

ففي كثير من الدول النامية لا تعني أرقام المبيعات سوى أن نخبة صغيرة إنما تحسن من خياراتها التنقلية على حين لا تزال تعاني الغالبية العظمى من النقص في وسائل وأساليب النقل وحتى في مدن الدول الصناعية التي تتجه إلى استعمال السيارة فإن أولئك الذين لا يطيقون شراء سيارة أو لا يستطيعون قيادتها لا يجدون سبيلاً للوصول إلى المدارس والأشغال والمراكز الصحية.

إن إيجاد شبكات نقل حضرية متواصلة، توفي باحتياجات الناس بكيفية عادلة وتحافظ على البيئة الصحية، يتطلب إعادة وضع السيارة في مكانها المفيد كخادم لهم، ومع إعادة ترتيب الأولويات يمكن أن تشكل السيارات جزءاً من نظام عريض ومتوازن يكون فيه النقل العام وركوب الدراجات والمشي خيارات متاحة لجميع الناس؛ ذلك لأن النقل العام يلعب دوراً مركزياً في أي نظام حضري فعال للنقل.

والمصطلح (النقل العام) يغطي أنواعاً مختلفة عديدة من المركبات، لكنه يعني في الغالب الحافلات والقطاعات وتتخذ الحافلات أشكالاً عديدة من الميني باص إلى المركبات مزدوجة الطول ذوات الوصلات المفصلية، وتقع مرافق الخطوط الحديدية في أربع فئات رئيسية: القطار السريع (يسمى المترو أو القطار النفقي أو القطار الكهربائي) وعربات الترام، وعربات الترولي وقطارات الضواحي.

كذلك فإن مفهوم النقل العام يشمل مجموعات أو أوعية منظمة organized pools من سيارات الركاب أو سيارات النقل المقفلة vans.

وتتفاوت أنماط النقل العام من حيث استعمال الوقود والانبعاثات ومن حيث الحيز الذي تتطلبه، ولكنها إذا كانت تنقل عدداً معقولاً من الركاب، فإنها تتفوق على السيارات الخاصة التي يستقلها شخص واحد.

(*) المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة


 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة