يظن البعض أن الكرم الحائلي مرهون بالموائد وإطعام السائل - لكن الأمر تجاوز مداه إلى أن يجود بنفسه في ميدان احتمال الفناء فيه كبير وذلك غاية الكرم ومنتهى الجود -

قبل أشهر كتبت في هذه الزاوية أن واحداً من أكبر المخاطر المحيطة بنا أثناء قيادة المركبة عنصر المفاجأة، ولك أن تسبح بفكرك في عالم المفاجآت - خذ أحدها - السيول الجارفة.. والله يا جماعة السيول لا تمزح وليس عندها خبر مسبق أنك فلان ولد فلان ممكن أن تتساهل معك ومع أطفالك.

يا جماعة.. حتى استمتاعنا بالجمال فيه استهبال.. فيه تجاوز - مهما كانت قوة السيارة وعنفها وشدتها ومكان صنعها لا يعني صمودها أمام سيل هادر.. في كل مرة.. تهطل الأمطار بفضل الله ورحمته.. لتكسو وجه الأرض جلالاً وجمالاً وينساب الماء في الأرض ليعم الخير والبركة كل هذه المعاني الرائعة.. يحولها البعض إلى مأساة.. نحن نؤمن بقضاء الله وقدره.. لكن الذي قدر الأقدار قال للبشر: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.

تشرفت كثيراً بالاتصال بأبطال حائل - ودعوتهم للانضمام إلى برنامجي الذي أعده على شاشة القناة الأولى (جلسة مصارحة) وقال لي أحدهم وهو عمر أرجو الله أن أكون ممن قال الله فيهم: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.

استحق أولئك الأشاوس كل التقدير والاحترام من الجميع وكل شباب بلدي هم مثال للقوة والفتوة.. (وعساها على القوة) بقي أخيراً - أحب أن ألفت نظر أخي وأختي الكرام - إلى أن التوقعات لهذه التقلبات كما يشير أحد الباحثين الجيولوجيين أن تستمر قرابة العشر سنوات قادمة وسبحان من بيده الأمر من قبل ومن بعد، فبناء على هذا يجب أخذ الحطية والحذر.. وبحمدالله السحب لا تجتمع في السماء في ظرف دقيقة ثم تسيل الأودية في نفس الظرف.. بل لا بد من التنبه وخصوصاً في بعض الأودية التي لها امتدادات طويلة بحيث لو هطلت أمطار في أوله لا يعلم عنها البعض وقد تكون السماء صافية - على كل حال حمداً لله على سلامة من نجا ورحم الله من غرق من أهلنا وأطفالنا ونرجو الله أن يكونوا من الشهداء.. وجزا الله من قدموا صورة من أروع صور التضحية والفداء.

إشراقة:

(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).