Car Magazine Wednesday  06/05/2009 G Issue 106

الاربعاء 11 ,جمادى الاولى 1430   العدد  106

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
الوافدون وحوادث السير
د. صالح بن عبدالله الحمد

يحضر إلى بلادنا عدد كبير من السائقين الوافدين للعمل بالمملكة، سواء كانوا سائقين خاصين أو سائقي سيارات أجرة، أو سيارات نقل ثقيل على الطرق، وهؤلاء لا يعرفون عن أنظمة القيادة شيئاً وحينما لا نعترف بالرخص التي يحضرونها من بلدانهم فنحن على حق بذلك لكن الذي نحن لسنا على حق به هو إلزامهم بالذهاب إلى مدارس تعليم قيادة السيارات ليحصلوا على رخصة القيادة بيوم واحد فقط وهذه المدة غير كافية حتى أن يعرف السائقون كم عدد ألوان إشارة المرور، إن من الطبيعي إذا ما أردنا أن نحاول أن نخرج سائقا يفهم أصول القيادة فيجب أن يدرس ويدرب في مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر.

انظروا إلى كثرة الحودث المرورية التي حدثت بسبب هؤلاء، حيث وصلت النسبة إلى 47% من الحوادث التي كان السائق الوافد طرفاً فيها أو سبباً مباشراً.

ولقد قامت دراسة أجريت مؤخراً حول تزايد الحوادث المرورية بالمملكة من الإدارة العامة للمرور بضرورة إخضاع المقيمين، خصوصاً سائقي سيارات الأجرة والسائقين الخاصين وسائقي الشاحنات لبرامج تدريبية لمدة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر، وذلك بعد أن أخذت نسبة الحوادث المرورية التي غالباً ما يكون طرفها سائقا وافدا تزيد على 47% وبشكل لافت في الآونة الأخيرة، ولقد أوضح الأخ الكريم معد الدراسة الباحث الاجتماعي أن الهدف من الدراسة هو المساهمة والمشاركة في إيجاد الحلول الجذرية للحد من ارتفاع معدل الحوادث المرورية بالمملكة، حيث تم إعداد الدراسة على مستوى خمس مناطق، وتم تخصيص استقصاء 5000 شخص من المصابين جراء الحوادث في المستشفيات، وكذلك العاملون في مباشرة الحوادث وعدد من الجمهور بحيث لا تقل أعمارهم عن 24 عاماً، ولقد اتضح فيما لا يدع مجالاً للشك أن هؤلاء الوافدين غير مؤهلين وأن مساهمتهم الكبيرة في تلك الحوادث ناتج عن عدم إلمامهم بأصول القيادة الحقيقية، إضافة إلى ضعف النظام في المتابعة والتدقيق وإذا كان هؤلاء الوافدون يشكلون تلك النسبة العالية من الحوادث في بلادنا فماذا بقي إذاً؟

هل نترك لهم الحبل على الغارب ليستمدوا في ذلك ويستمروا ويزيدوا المساهمة في الحوادث المرورية؟ وهل نجعل من بلادنا مرتعاً خصباً لفوضوية هؤلاء؟ إنه آن الأوان لإيجاد نظام صارم ودقيق يتمثل بإخضاع هؤلاء للدراسة والتدريب داخل المدينة وفي شوارعها تحت إشراف مدربين مؤهلين لذلك ولمدة طويلة في حدود الثلاثة أشهر، كما ذكرت كي نضمن -بمشيئة الله- أنهم حصلوا على الحد الأدنى من تعليم القيادة وأصولها الصحيحة ولنساهم نحن مساهمة كبيرة في التقليل من الحودادث ونضيق الخناق على تلك العمالة الوافدة التي تحاول أن تجعل بلادنا مدرسة للتعليم في كل شيء ويأتي في مقدمتها قيادة السيارة.

إن الأمانة عظيمة والمسؤولية أعظم على أولئك المسؤولين الذين سمحوا لهؤلاء السائقين بالمساهمة بتلك الحودث الشنيعة، وأن مسؤوليتهم تلك لا تعفيهم من العقاب الإلهي من الله سبحانه وتعالى، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، ثم إنه حان الوقت بكل وضوح للتقليل من الحوادث بأي شكل وبأي طريقة نراها مناسبة، حيث إن الحوادث بازدياد مزعج وإحصائياتنا الغريبة في هذا المجال كبيرة، كان آخرها الإحصائية التي أصدرتها الإدارة العامة للمرور عند سنة 1429 التي توضح أنها بلغت 485 ألف حادث راح ضحيتها 6485 شخصاً؛ أي بمعدل 18 شخصاً في اليوم الواحد، إنه رقم مخيف حقاً، كفانا الله وإياكم وعامة المسلمين كافة أنواع الحوادث، وهدى الله الجميع لما يحب ويرضى، إنه سميع مجيب.

d.salehalhamad@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة


 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة