يتعلم الأطفال أبجديات وبديهيات السلامة المرورية منذ نعومة أظفارهم.. تارة بالتلقين وتارة بالأنشودة وتارة بالمطالعة.. ومن أبرز العناصر المهمة لهذه الأبجديات إشارة المرور.. فيتعلم الصغار لماذا وجدت إشارة المرور فيقولون لتنظيم حركة المرور.. ثم يأتي دور الألوان الثلاثة.. الأحمر للتوقف تماماً والأصفر للتهدئة استعداداً للوقوف، والأخضر انطلق.. لكن ما الذي يحصل على أرض الواقع.. هي حوادث مميتة قاتلة.. حوادث الخارج منها كأنه مولود، ما السبب؟ هو الإشارة الصفراء..
الإشارة الصفراء تعني لدينا انطلق بكل ما أوتيت من قوة..
تعني في بعض العقليات (الحق ما تلحق)، (دوس)، حتى غدت هذه الإشارة نذير خطر ومؤشر موت.. والله يا كرام إني أشعر بالخوف كلما أقبلت من الإشارة مخافة أحد الملغين للإشارة الصفراء.. ولعلي أداعب أذهان القراء الكرام.. بسؤال لا داعي للإجابة عنه على الملأ.. لكنه مؤشر لك أنت، هل أنت ممن يتمهل عند رؤية الإشارة الصفراء؟
إنني أدعو إلى إعادة هيكلة مفاهيمنا في ميدان المرور ونظامه.. نتعلم ما كنا درسناه عندما حصلنا على رخصة القيادة.. (بجدارة).. نأخذ كتيبا موجودا بداخله أنظمة المرور وعلامات الوقوف.. والتحذير -كثير من العلامات على الطرقات وضعت لنا لحمايتنا لسلامتنا- ومع هذا كأن الأمر لا يعنينا -مطلوب من الأخوة في العلاقات العامة والإعلام بقطاع المرور أن يركزوا على قضية التوعية المطبوعة الموجهة للأطفال- استغلال القصص والأدوات المدرسية والبرامج الموجهة للطفل أن يقدم برنامجاً للأطفال اسمه (سلامات) على غرار برنامج (افتح يا سمسم) تقدم فيه برامج هادفة تنطلق من مفهوم السلامة المرورية بطريقة سهلة وجذابة وخالية من الملاحظات؛ لأن التوعية هي أساس الفهم، لا مانع من توزيع لوحات على المدارس تبين جملة من الحوادث وقصصاً مروعة للموتى والمرضى نتيجة الاستهتار بالأنظمة المرورية، نحتاج إلى مبادرات داعمة من القطاع الخاص، نحتاج إلى اهتمام من المحاضن التربوية والإعلامية، نحتاج دور المسجد والجامعة والمدرسة والنادي، نحتاج الجميع للحفاظ على الجميع.