Car Magazine Wednesday  07/01/2009 G Issue 89

الاربعاء 10 ,محرم 1430   العدد  89

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
عودة للموت
خلوفة بن محمد الأحمري(*)

 

 

أظن أن هذا السيل لن يتوقف.. لن يخف لن ينتهي كم من رجل وامرأة حفرت الحوادث في نفسه أخاديد الحزن وتربعت على عرش قلبه سحب الهموم.. كم من أم.. تنام الليل غفوات.. إذ لا يزال طيف حبيب قلبها وثمرة فؤادها يلوح.. كم من أخت ضعف بصرها وتاه فكرها وهي تسبح في عالم من الحزن يرحل كل يوم ألف مرة إلى حيث قبر أبيها أو أخيها.. كم من زوجة.. يتقلّب الكرب على كاهلها.. وهي تعيش زمن الكدر واللوعة والحزن.. ذهب الزوج الغالي وترك لها ميراث من الهم لا ينتهي. كم من صديق.. غاب عنه طيف صديقه.. كم من جار.. يذكّره باب جاره بأيامه الخوالي.. كم من رجل هرم وعجوز هرمة.. باتا وحيدين على مشارف الثمانين أنهكتهما ذكرى الموت العزيز وغالي.. كم نفقد كل يوم من أحبابنا.. وأصحابنا وأهلنا هل لهذا الليل من أفول؟.. هل لهذا الكرب من فجر صادق؟ هل لهذه الدماء من يد حانية وعقل رشيد؟ متى.. متى.. متى؟

في يوم واحد قرأت واحداً وسبعين رجلاً وامرأة وطفل غادروا الدنيا في حوادث مميتة كان من أبشعها أسرة كاملة.. يا الله طفلة لم تبلغ الشهر الثامن انفصل رأسها عن جسدها.. تمزّق بطنها اندلقت أحشاؤها.. يا أبناء وطني أين نعيش.. أي حرب هذه.. أي عذاب هذا أي معاناة هذه.. شاب بقي على زواجه أشهر.. هزَّه الشوق لرفيقة دربه ونور قلبه.. وأنس فؤاده.. غير أن القدر كان له بالمرصاد وكالعادة تحت عجلات الشاحنة المتهورة.. والله ما حملوه إلا مقطعاً.. لهفي على قلب أمه وأبيه وزوجته التي لم تكتمل فرحتها بفارس أحلامها.. دعوني أنثر ما في قلبي فقد ملّ صبره.. انظروا الصفحة التي بعد هذا المقال منذ أكثر من ثمانية أشهر وكل يوم حادث أو أكثر مميت. إن الأمر جد خطير، وإنني أعلن من هذه الصفحة نداءً عاجلاً أطلب فيه انطلاق حملة توعوية عاجلة منظّمة لإيقاف هذا النزيف وتفعيل كل ما من شأنه الحد من هذا الوباء وبهذه الصورة المميتة سنخرج من بيوتنا ونحن نرتدي الأكفان!!

إشراقة

(يداً واحدة نصل المراد).

(*) الرياض - باحث اجتماعي abo-anasa@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة