Car Magazine Wednesday  07/01/2009 G Issue 89

الاربعاء 10 ,محرم 1430   العدد  89

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
مرورنا العزيز.. مرحباً
د. صالح بن عبدالله الحمد

 

 

أتابع كثيراً ما يُكتب عن مرورنا العزيز بالصحف المحلية المختلفة وفي مقدمتها صحيفتنا الغراء (الجزيرة) وتحديداً مجلة السيارات، وحيث إن هذه الكتابات لا تخلو من المجاملات أحياناً والانتقادات والمطالب والاقتراحات أحياناً أخرى إلا أن مرورنا العزيز كأن الموضوع لا يعنيه إطلاقاً وليس في مجال اختصاصه، وإحقاقاً للحق ولمبدأ الموضوعية في الكتابة فإن المرور لدينا خطا خطوات إيجابية لا شك، لكننا ما زلنا نطالبه بالكثير تخفيفاً للحوادث التي يروح ضحيتها الكثير من المواطنين والوافدين وهم لا شك أبرياء ربما يكون المرور أحياناً قد ساهم بها حيث إننا لم نر المرور أوقف سيارة بدون أنوار ليلاً، ولم نره أوقف سيارة مراهق أنوارها عالية ومزعجة وتعمي السائقين مما يسبب الحوادث المختلفة، ولم نر المرور أوقف سيارة قديمة متهالكة لا يوجد بها فرامل جيدة (كوابح)، ولم نره أيضاً يركّز على الإطارات المتهالكة والإضاءات المختلفة، ناهيك عن سكوت المرور الدائم والمستمر عن تلك السيارات التي ينبعث من عوادمها الدخان الكثيف المتطاير والتي جعلت من مدننا الكبيرة تحصل على أعلى نسبة من التلوث، إضافة إلى السكوت المستمر على ترك سائقي العجلات الصغيرة والدراجات النارية تسير عشوائياً دون استخدام وسائل السلامة، وعدم التقيد بإشارات المرور ومعاكسة خطوط السير، أما الطامة الكبرى والتي ما زال المرور يتجاهلها تماماً فهي عملية التفحيط المستمرة التي تزعج المواطنين والسكان في كل مكان والتي ذهب ضحيتها مجموعة من الشباب، ثم التدهور الاقتصادي الذي يسببه هذا التفحيط وكل ما على المرور العزيز هو ترك المسؤولية على المواطن الذي لا شك أن له دوراً كبيراً في ذلك لكن الذي أحب أن أوضحه تماماً أن المواطن للأسف لن يعي دوره في هذا المجال تماماً لا حاضراً ولا مستقبلاً وهذا من خلال المتابعة والاطلاع المستمر على ما يجري وإذا لم ير النظام الصارم والحازم فلن يدرك مسؤوليته والدليل على ذلك أسأل المرور الكريم كم سائقاً في المملكة كان يربط الحزام قبل إقراره؟ وهل استمر السائقون على ربطه حالياً؟ إنهم يعدون على الأصابع وكان كل من يربط الحزام قبل إقراره يعتبر في نظر البعض قد افترى حاجة غريبة، كما أن السائقين الآن لا يربطون الحزام إلا إذا مروا مع نقاط التفتيش التي للأسف لا تسأل عن ذلك مطلقاً وأصبح الجميع يتهاونون ويتساهلون في ذلك كثيراً ضاربين بالأنظمة التي هي في صالحهم تماماً عرض الحائط، كما أن المرور يتساهل كثيراً في ذلك والدليل على ما أقول لو عملنا إحصائية في أحد الشوارع الرئيسية في ساعة واحدة مثلاً لوجدنا النسبة ضئيلة جداً لمن يربطون حزام الأمان، وقس على ذلك أشياء كثيرة لا يهتم السائق بها والمرور الكريم يتجاهلها. بقي أن أتساءل أيضاً لماذا يكون النظام والانضباط سمة واضحة في دول مجلس التعاون الخليجي، ألم يقم مرورنا العزيز بسؤال رجال المرور في دول المجلس أثناء اجتماعاتهم المستمرة ما سبب الانضباط التام في دولهم؟ وعدم وجود الحوادث إلا ما ندر، إنه في رأيي وحسب مشاهدتي المستمرة النظام الصارم والمتابع من قبل رجال المرور دون رحمة أو تهاون، لقد رأيت انسياب المرور في هذه الدول وتعاون الجميع والتقيد بالأنظمة وتفقد السيارة من جميع الوجوه رغم أن غالبية السائقين من الوافدين الذين تكثر الفوضى المرورية في بلدانهم إنه النظام، إنه المتابعة الدقيقة، إنه الإخلاص المستمر، إنه التواجد في كل مكان وكل وقت لا تعرف من أين يخرج عليك المرور في أي لحظة متابعاً ومدققاً، إن الحديث عن المرور في بلادنا ذو شجون كثيرة ومختصره وأن المسؤولين يحتاجون لوقفة صارمة وحازمة وأنظمة دقيقة تطبق وأفراد موجودين متعلمين في كل مكان ومتابعين لكل صغيرة وكبيرة حتى نحافظ على أرواح الأبرياء، وما وجود المرور السري الذي أوجده المرور حالياً إلا أكبر دليل، ويا ليت ذلك يعمم على كافة مدن المملكة، بل طرقها، إذ إن الحديث عن أمن الطرق وما يقوم به حيال متابعة قائدي السيارات المتهورين واللا مبالين يحتاج إلى موضوع خاص ربما أتطرق له في حلقة قادمة بإذن الله.

D.salehAlhamad@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة