أقيمت في بانكوك خلال الأسبوعين الماضيين الدورة الثلاثون من معرض بانكوك الدولي للسيارات، الذي يعد الأضخم من نوعه في جنوب شرق آسيا.

وقد بدا المعرض، الذي يعقد سنوياً في مركز بانكوك الدولي للتجارة والمعارض بالعاصمة التايلاندية بانكوك، أكثر تنظيماً، بتركيز خاص على عروض السيارات صديقة البيئة (الخضراء)، التي يحاول القائمون على المعرض ترويجها على نطاق العالم. وشملت العروض أيضا السيارات الكلاسيكية والدراجات وعروض إكسسوارات السيارات. وتوافرت بالمعرض أيضا دورات تدريبية لتعليم القيادة على الطرق الوعرة.

ويشير القائمون على المعرض إلى أن أحد الأسباب الرئيسة للارتفاع الحالي في درجة الحرارة هو توجه سكان العالم نحو المزيد من الاستهلاك، بما في ذلك استهلاك السيارات.

ويبدو أن صناعة السيارات أصبحت تراهن أكثر من أي وقت مضى على التوجه الأخضر، سواء في صناعة السيارات الهجين أو الكهربائية، فمع تنامي ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة، بدأت شركات صناعة السيارات تتنافس من أجل إيجاد حلول مبتكرة وتقنيات عالية للتغلب على هذه الظاهرة.

وشكل اليابانيون حضوراً بارزاً في بانكوك في هذا العام، كما كان الحال في الأعوام السابقة، حيث إن كثافة الحضور الياباني ليس غريباً على الشارع التايلاندي الذي يعج بالمركبات اليابانية من كل نوع. ويمثل هذا المعرض تحدياً لشركات السيارات المتخصصة في السيارات الصغيرة بصفة خاصة، وذلك لأن سيارات البيك هي سيارات الركوب المفضلة في تايلاند، الأمر الذي أدى إلى أن تصبح تايلاند ثاني سوق لسيارات البيك أب بعد الولايات المتحدة، ونظراً للهيمنة اليابانية حتى على مستوى السيارات الصغيرة فإن سيارات مشهورة أخرى، مثل السيارة فولفو الهجين، كادت أن تنزوي إلا لمن يبحث عنها بصفة خاصة.

وتقول الشركة الصانعة لهذه السيارات إنها تعمل من أجل مجتمع تتكامل فيه مصادر متعددة للطاقة من أجل مواجهة التحديات العديدة الناتجة عن التغيرات المناخية والبيئية.

والمعروف أن شركة تويوتا تمتلك خبرة كبيرة في صناعة السيارات الهجين، حيث يقدم اليابانيون أفضل المنتجات في هذا المجال، وبالفعل عرضت تويوتا بعض السيارات المهمة في هذا الشأن، مثل السيارة (إل.إف- إكس.إتش)، التي تنتمي إلى مجموعة لكزس.

وقد أعلنت الشركة في بيان لها أنها أقامت خط تواصل مباشر على الإنترنت، للربط بين العملاء والوكلاء وتحسين نوعية الخدمات المقدمة إلى العملاء.

ويمثل معرض بانكوك فرصة لشركات السيارات لعرض منتجاتها الجديدة، الأمر الذي لا يحدث في المعرض الهندي للسيارات على سبيل المثال.

وقد أعلنت بعض الشركات عن موديلاتها الجديدة قبل افتتاح المعرض، وبعضها في اليوم الافتتاحي للمعرض، حيث افتتحت حجوزات الشراء على الفور.

وقد أفردت الصحف التايلاندية كالعادة صفحاتها لهذه العروض الجديدة، ومنها عرضان لشركة شيري الصينية لتصنيع السيارات، التي انتهزت هذه المناسبة لإطلاق طرازين جديدين من سيارات الركوب في الأسواق التايلاندية، على الرغم من التوقعات القاتمة بشأن مبيعات السيارات خلال العام الجاري.

وعبر فيتهيت لينوتافهومج، رئيس شركة شيري يارنيون التايلاندية، الموزع المحلي لسيارات شيري الصينية في تايلاند: عن أمله في بيع ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف سيارة في العام الجاري، للفوز بنسبة 1% من حجم السوق التايلاندية على الأقل.

يذكر أن شيري هي رابع كبريات شركات صناعة سيارات في الصين، ومركز تصنيع السيارات الرئيسي في جنوب شرق آسيا، وتعد وافدا جديدا على السوق التايلاندية.

كذلك استغل المنتجون التايلانديون المعرض لإطلاق سيارة طراز (شيري كيو كيو، وهي سيارة ركوب تبلغ سعة محركها 1100 سي سي، وسعرها 400 ألف بات تايلاندي وطراز (تيجو)، سعة 2000 سي سي، التي يبلغ سعرها نحو 800 ألف بات.