لقد كانت هذه الإجازة الربيعية فرصة للتجوال في ربوع بلادي، ولأنني أسير وأنا أرصد كل ما يحوم في عالم السيارات لعلي أضع بين يدي المسؤول ما يعينه - بعد الله - في اتخاذ القرار المناسب ويجعل القارئ أمام رصد مستمر وليعلم المواطن أن دوره ليس فقط مشاهدة دون إبداء رأيه أو مناصحة من هو صاحب شأن. فإن هذه جملة من المشاهدات التي أرصدها والتي أرجو أن تجد طريقها إلى حل جذري؛ كونها من الإشكالات ذات الأمد البعيد والأثر الواضح:

سيارات الغد

1 - من الأمور المزعجة جداً لكثير من المواطنين المطبات التي توضع عشوائياً على مداخل المدن والقرى وأمام بعض المنازل في الحارات، والمصيبة الأكبر عندما تُفاجأ وأنت تسير في طريق مزدوج فضاء ولا يوجد به سكان بمطب يقصم ظهر البعير.. مطبات لم تُراع فيها أي قواعد للسلامة ولم توضع بها إرشادات كافية، والسؤال: ما الهدف من هذه المطبات؟ هل توضع لأهداف مؤقتة أم هي حل لإشكالات مزمنة؟ هل يوضع في الاعتبار قواعد السلامة للمركبة ولمن فيها؟ يروي أحد الزملاء أن أحد هذه المطبات أسقط حمل زوجته وهي في شهرها الرابع.. وكم خسر مواطن من الأموال لإصلاح سيارته من جراء هذه المطبات التي هي في النهاية علامة تحذير كان بالإمكان الاستغناء عن كثير منها مما لا فائدة منه. وأخيراً: هل صحيح أن هذه المطبات وُضعت للمتهورين؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل كل المارين عليها متهورون؟! كان الله في العون!

2 - من الأمور التي تحزن كثيراً التباطؤ في تنفيذ المشروعات؛ فقد مررت قبل أربع سنوات على طرق تمهد للسفلتة ومررت الأسبوع المنصرم والحال كما هو اللهم إلا من بعض الآلات المتباعدة على الرغم من أن الأمر لا يستدعي حفر أو هدم جبال أو ردم أودية بمنطقة صحراوية!

3 - اعذروني؛ فقد وجدت في هذه الرحلة ما لا ينتهي عنده العجب.. أسعار زيوت السيارات تغيرت.. وجعل الله غيث التغيير يطول ربوع المواد الغذائية والدوائية والنباتية.. إلخ، وعندما تذهب إلى إحدى ورش تغيير الزيت يبلغك بأن سعر العلبة 17 ريالاً وأنت تعلم أن سعر العلبة 14 ريالاً، ويقول لك صاحب الورشة (الوافد): هذا سعر قديم وأنت لا تملك إلا أن تدفع؛ لأنك لا تملك الخيار؛ فهي الورشة الوحيدة!

4 - المشاهدة الأخيرة تثلج الصدر وتسعد القلب وتريح الفؤاد.. وهي التواجد الأمني الرائع من قبل أمن الطرق، وخصوصاً في الأماكن البعيدة والمفازات الطويلة وفي الأوقات المتأخرة من الليل.. إنني وأنا أشاهد هذا الحضور أذكر إخواني بأهمية الأمن.. ومسؤولية كل مواطن ومقيم في الحفاظ عليه، كما لا أنسى تلك المشاهد الجذابة والرائعة لمداخل المدن والمحافظات والاهتمام بالمجسمات الجمالية الرائعة المستوحاة من تراثنا الجميل وطبيعتنا الخلابة.. والعناية بالتشجير والأزهار تجعل المسافر ينتقل بين حدائق غناء، ومزيداً من العناية بإذن الله.