Car Magazine Wednesday  08/04/2009 G Issue 102

الاربعاء 12 ,ربيع الثاني 1430   العدد  102

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
سيارات الغد
د. زيد بن محمد الرماني(*)

إن صناعة السيارات التي بقيت غالباً من دون تغيير على مدى السبعين عاماً المنصرمة أصبحت تشعر بتأثيرات ثورة الحاسب، حيث تصنف صناعة السيارات ضمن أقوى الصناعات وأكثرها ربحية في القرن الماضي.

وهناك في الوقت الحاضر حوالي 500 مليون سيارة على سطح الكرة الأرضية أو بحدود سيارة لكل عشرة أشخاص.. وتبلغ مبيعات صناعة السيارات بحدود تريليون دولار مما يجعلها أكبر صناعة إنتاجية في العالم.

وسوف تتغير السيارات والطرق التي تسير جذرياً في القرن الحادي والعشرين، وسيكون المفتاح لسيارات الغد الذكية، هو أجهزة الاستشعار يقول بيل شبرايتزر المدير الفني للبرنامج الذي يصمم السيارة الذكية والطرق في المستقبل في شركة جنرال موتورز: سوف نرى سيارات وطرقات ترى وتسمع وتشعر وتشم وتتحدث وتتصرف.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه للأسف يموت حوالي 400 ألف شخص كل عام بسبب حوادث السير في أمريكا وحدها.

وإن عدد الأشخاص الذين يتوفون أو يعاقون بشكل مفجع بسبب حوادث السير كبير جداً، بحيث إننا لم نعد نتكلف عناء ذكره في الصحف والمجلات.

ويأتي نصف هذه الحوادث المميتة من السائقين المتهورين، كما يأتي عدد كبير آخر من الاستهتار ويمكن لسيارة ذكية - بإذن الله تعالى - أن تتخلص من معظم حوادث السير هذه، فهي تستطيع أن تشعر إذا كان السائق متهوراً أو في غير وعيه بواسطة أجهزة استشعار إلكترونية، ويمكن للسيارة أيضاً أن تنذر الشركة وتعطي موقعها الدقيق إذا سرقت.

ولقد صممت سيارات ذكية يمكنها مراقبة قيادة الإنسان للسيارة، ومراقبة ظروف القيادة المحيطة به أيضاً، ويمكن لرادارات صغيرة مخبأة في مصد السيارة أن ترصد السيارات القريبة، بحيث إن الحاسب يصدر إنذاراً مباشراً في حالة وجود سيارة بالقرب لم يتم رؤيتها جيداً.

وفي مختبر الوسائط في معهد ماساشوستس للتقنية يجري بناء نموذج أولي يحدد مقدار نعاس السائقين وهو يقود سيارته وهذا أمر مهم جداً بالنسبة لسائقي الشاحنات عبر المسافات الطويلة.

ومن الأمور الباعثة على الضيق والإحباط في قيادة السيارات الضياع للوقت والجهد والانحشار ضمن طابور السير ففي حين أنه من غير المحتمل أن تعالج ثورة الحاسب هذه المشكلات، إلا أن تأثرها سيكون إيجابياً، فأجهزة السيارة مؤلفة على موجات المذياع من الأقمار الصناعية يمكنها أن تحدد موقع السيارة بدقة في أية لحظة، وتنبه إلى وجود اختناقات مرورية.

يقول ميتشوكاكو في كتابه (كيف سيغير العلم حياتنا في القرن الواحد والعشرين): لدينا حالياً 24 قمراً اصطناعياً (نافستار) للمراقبة تدور حول الأرض مشكلة ما يدعى بنظام تحديد الموقع العالمي GPS، وبإمكانها تحديد الموقع المراد على سطح الأرض إلى حوالي 100 قدم.

وفي اليابان هناك أكثر من مليون سيارة تحتوي على شكل من أجهزة الملاحة، يحدد بعضها موقع السيارة بإيجاد علاقة بين دوران عجلة القيادة وموقع السيارة على الخريطة.

ونظراً لانخفاض سعر الشرائح الدقيقة، فإن التطبيقات المستقبلية لنظام GPS في القرن الحادي والعشرين لا حدود لها.

يقول راندي هوفمان من مؤسسة ماجيلان التي تصنع أنظمة الملاحة: إن الصناعة والتجارة هي في مرحلة نمو انفجاري ويمكن للعميان أن يستخدموا أجهزة استشعار متصلة بأقمار المراقبة GPS في عصي المشي، كما يمكن للطائرات أن تهبط بالتحكم عن بعد.

ختاماً أقول: إن لدى المطورين للطريق السريع المحوسب آمال كبيرة حول مستقبله، وبحدود عام 2010م يمكن أن يتم إدخال التحكم عن بعد في كثير من الطرق السريعة.

(*) المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة


 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة