من المآسي والمهازل التي تعيشها بلادنا وللأسف كثرة انتشار ظاهرة التدخين في كل مكان في الشارع والمطعم وسيارات النقل العام وسيارات الأجرة وفي الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة والأهم والأدهى من ذلك هو في المدارس نعم في المدارس وإذا لم يكن في داخل المدرسة فهو عند أبوابها أكيد، أكيد، مع أن التعليمات والأنظمة واضحة في ذلك وتشدد على المنع لما للتدخين من آثار سلبية على الصحة والبيئة والاقتصاد والعلاقات الاجتماعية بل ويساهم التدخين في نقل الأمراض من المدخنين إلى الآخرين والطامة الكبرى حينما يكون رب البيت مدخناً لن أطيل في هذا المجال لكن ما أنا بصدد الحديث عنه هو أن سيارات الأجرة التي يستخدمها كثير من الناس ينتشر فيها التدخين ويكاد يكون خانقا لمن ركب داخل السيارة، ويكون هذا التدخين أحياناً من صاحب السيارة نفسه أي القائد وأحيانا أخرى من الركاب الذين يركبون داخل هذه السيارة ضاربين بالعادات والاحترام والتقدير عرض الحائط ظانين أن هذه السيارة التي استخدموها في حدود النصف ساعة قد ملكوها إلى الأبد، أما إذا كان السائق يدخن داخل سيارته التي يركب بها عدد كبير من الناس فهذه طامة كبرى تحتاج إلى علاج صارم وعاجل فكيف بهذا السائق يرمي بالأنظمة والتعليمات ويؤذي الركاب الذين يركبون معه ويدفعون له مبلغا من المال وهو يؤذيهم برائحته ورائحة سيارته ثم الأدهى من ذلك كله ربما يقوم بنقل الأمراض التي تقطن في جسمه إلى أولئك المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة، فأين الاحترام؟ وأين التقدير؟ بل أين المروءة؟ إن سائقاً هذه صفاته فحري بنا تجنبه وعدم الركوب معه مطلقا، وأما إذا كان راكبا فعلى السائق إنزاله إذا كان لا يحترم الناس ولا يحس بآلامهم بل يجبرهم على استنشاق تلك الروائح الكريهة المنبعثة منه أثناء التدخين، إن غالبية الناس يدفعون مبالغ طائلة ليحصلوا على الروائح الزكية والطيبة التي أمرنا الله بها سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- لذا فإن خلاصة هذه المقالة المتواضعة إن على قائدي سيارات الأجرة الابتعاد عن التدخين مطلقا بسياراتهم التي يقودونها ويستخدمونها مصدر رزق لهم على الأقل، وأن على ركاب سيارات الأجرة أن يخافوا الله سبحانه ولا يؤذوا عباد الله إن كانوا غير حريصين على صحتهم ثم إن على قائدي سيارات الأجرة إنزال كل شخص سيصر على التدخين داخل السيارة، وعلى المسؤولين بالمرور والأمن معاقبة كل سائق سيارة أجرة يدخن داخل سيارته أو يسمح للركاب بالتدخين. فنحن نطالب بأكثر من هذا ألا وهو منع التدخين في كل مكان في الأماكن العامة والمطارات والسيارات والطائرات والمطاعم والدوائر الحكومية وهذا وللأسف مطبق في جميع بلدان العالم المتحضرة، بينما نحن هنا يعتبر الموضوع عاديا، ولا أقول إلا هدانا الله جميعا لما فيه خير الإسلام والمسلمين وكفانا وجميع المسلمين شر ما يضرنا بصحتنا.

وأما لوحة ممنوع التدخين المعلقة في كل مكان لاسيما في المطارات فأقول لها أعانك الله ومسكينة أنت التي أصبحت ديكوراً فقط.