Car Magazine Wednesday  15/04/2009 G Issue 103

الاربعاء 19 ,ربيع الثاني 1430   العدد  103

 

 

في هذا العدد

 

جديد

 
(إيسينس).. الأداء المُلهم

«نادي السيارات» - حمد العنزي

قُدمت (إيسينس) كسيارة اختبارية في معرض جنيف للسيارات التاسع والسبعين، احتفاءً بإنفينيتي وتاريخها العريق الذي يمتد 20 عاماً في صناعة السيارات المتقدمة الأداء. لكنها أيضاً بمثابة استكشاف ملهم لمستقبل العلامة التجارية.

تتجلى (إيسينس) بتصميم دراماتيكي وتكنولوجيا رائدة وأداء ملهم، عبر قالب سيارة كوبيه هجينة (مختلطة الطاقة بنزين/ كهرباء) بدفع خلفي. وتتعدى (إيسينس) مجرد كونها هدية مترفة قدمتها إنفينيتي إلى نفسها بمناسبة ذكرى تأسيسها.

وتُجسد هذه السيارة الاختبارية قيم إنفينيتي الرئيسية، وتُعتبر بمثابة إلهام للمستقبل بقدر ما هي احتفال بالماضي.

تستعرض (إيسينس) ملامح تصميمية فارقة ستميز سيارات إنفينيتي في السنوات القادمة، وتتضمن مجموعة من التقنيات تشمل طاقة دفع مختلطة عبر دمج مبادئ شعار إنفينيتي (الأداء المُلهم) بفئة سيارات الكوبيه الفائقة الفخامة والمتفوقة الأداء للمرة الأولى.

والسيارة الجديدة هي كوبيه اختبارية فخمة بمحرك أمامي ومقعدين، تولد 592 حصاناً ويبلغ طولها 4.7 متر وقادرة على تحقيق سرعات هائلة عندما تسمح الظروف بذلك، وفيها تقنيات سلامة جديدة، تشمل نظام (منع الاصطدام عند التراجع).

ولم تبدأ (إيسنس) حياتها في استديو التصميم، ولكن في دائرة إنفينيتي للتخطيط للمنتجات. ربما لم يدرك فرانسوا بانكون، المدير العام للتخطيط المتقدم للمنتجات، وفريقه في بداية المشروع، كيف ستبدو (إيسينس). لكنهم كانوا يدركون ملياً ما يجب أن تكون ولماذا عليها أن توجد، ومن ستجتذب من العملاء.

يقول بانكون إن (إيسينس رمز العلامة التجارية). (لقد انطلقت السيارة من توجه مفهومي وليس تصميمي. فهي ليست مجرد سيارة أو لمحة عن طراز جديد، بل جلّ ما تهدف إليه هو الترويج لإنفينيتي واستعراض قيمها الفريدة).

استلزم مفهوم (إيسينس) دراية عميقة وواضحة جداً بالعملاء المحتملين لهذه السيارة الفائقة الفخامة. لذلك، عمل بانكون وفريق التخطيط المتقدم للمنتجات، بجهد ليرسموا صورة عن عميل (إيسينس) النموذجي. فاتضح أنه شخص لا يقبل المساومات ولا يخشى المخاطرة، في الثانية والأربعين من العمر، وشغوف بأفضل الأمور في الحياة مع حرصه الشديد على عدم التباهي بها. يوضح بانكون أن (هؤلاء العملاء لا يحتاجون إلى إثبات أنفسهم أمام الآخرين. فقد انتقلوا إلى مرحلة أسمى من الإنجازات، تجعلهم يرغبون في مكافأة أنفسهم أولاً).

وتابع فرانسوا بانكون قائلاً: (أردنا التوصل إلى طريقة جديدة لمزج المقومات المختلفة بعضها مع البعض الآخر، للتوصل إلى سيارة متحفظة لكن بحضور قوي، سيارة عصرية لكن تعكس التوجه المقبل. رغبنا في سيارة تطمح بأن تصبح أسطورة. وجب أن تكون حصرية وذكية وغامضة. وبالنسبة إلى السائق، يجب أن تجسّد جوهر كلمة ESSENCE السداسي المعاني:

تصميم رائع

مع تصميم رائع يأسر الألباب وأبعاد مثالية، تمثل (إيسينس) جاذباً قوياً لجميع محبي السيارات. فهي تبدو كسيارة للسائق الرياضي، تتناسب تماماً مع القيادة السريعة على أعظم الطرقات في العالم.

وتمثل هدف المصممين بدمج ملامح إنفينيتي التصميمية الحالية جميعها بلغة تصميمية جديدة، في قالب لم يسبق للشركة البالغ عمرها 20 عاماً أن اعتمدته. وقد جاءت النتيجة رائعة للغاية، وفي الوقت عينه مرهفة جداً.

وغطاء المحرك طويل، مثلما تتوقعه من إنفينيتي، وغطاء صندوق الأمتعة الخلفي قصير. وبالتناغم مع تصميم على شكل (موجة) ما بين الرفارف الرياضية للعجلات الأمامية والخلفية، تبدو (إيسينس) للوهلة الأولى كسيارة رياضية كلاسيكية، على الرغم من الحداثة التي تنبع من ثناياها كافة.

ويحمل تصميم النوافذ الجانبية توجهاً مبتكراً ولافتاً إلى التصميم العام. إذ تبدو النافذة وكأنها ترتكز على حافة، بحيث يتناقض خطها الحاد جداً مع السطح المقعر الواقع أسفله مباشرة. هذا يماثل مشهد الماء المتدفق بجانب وادٍ ضيق.

كما يتضمن الجزء الخلفي أسطح معقدة بأجزاء مقعّرة، تنساب إلى أسفل الدعامتين الخلفيتين (بين جسم السيارة وسقفها) من أبرز الملامح التصميمية في (إيسينس): التواء على شكل C على الحافة الخلفية للنافذتين الجانبيتين. ويضفي التواء الستانلس ستيل هذا، إحساساً كبيراً بالحركة والدينامية على السيارة حتى عندما تكون مركونة.

تمتاز مقدمة (إيسينس) بمدخل هواء شبكي أمامي على شكل قوسين، يُعتبر من سمات إنفينيتي البارزة، ويتوسطه شعار إنفينيتي مضاء.

وقد جرى اعتماد وضعية لمدخل الهواء ضمن زاوية معينة تُظهر السيارة وكأنها على وشك أن تقفز إلى الأمام.

وتساهم الزوايا الدائرية في إخفاء المسافة بين العجلات الأمامية والمقدمة. كما تمحو الإحساس بأن هذه السيارة التي يبلغ طولها 4.7 متر كبيرة.

وتُعتبر مصابيح (إيسينس) من ملامح إنفينيتي المعهودة. في المقدمة نجد مصباحين أماميين على شكل L متراجعين إلى الوراء ناحية رفارف العجلات النافرة، وتصطف على حافتهما العلوية مجموعة من الدايود LED، أما في المؤخرة، فثمة مصباحان مقوّسان رفيعان أحمرا اللون يلتفان حول مؤخرة السيارة.

تقنيات خفية

وكسيارة للسائق الرياضي، تؤمن (إيسينس) مقصورة ركاب مثالية. فهي تمتاز بعمليتها وتركيزها على الضروريات والمهام المطلوبة منها.ومقصورة الركاب مقسومة إلى فُسحتين بواسطة كونسول مقوّس كبير، يفصل بين مقعدين يلتقيان وسط لوحة القيادة، لتكون النتيجة أشبه بشرنقتين استثنائيتين. وقد طغى على فُسحة السائق طابع بلون أسود، مقابل طابع (أحمر أرضي) اللون لمرافقه.

ويشير المقود ذو الإطار السفلي المسطح والمؤشرات على نسق كرونومتر Chronometer، إلى أن (إيسينس) سيارة رياضية جادة في مهمتها. فهي لا تتضمن تجهيزات ومؤثرات تقنية لا طائل منها، بل تركيز مطلق على القيادة. فيها مقبض علبة التروس القصير مع جزئه العلوي المصنوع من خليط المعادن، بالإضافة إلى مفتاح تشغيل المحرك الأحمر اللون الذي يقع إلى جانبه مباشرة.

يؤمن مصممو إنفينيتي بمفهوم (التكنولوجيا الخفية)، الذي يعتبر أن أفضل مقدار من العملية يمكن التوصل إليه هو ذلك المحجوب عن الأنظار، والذي لا يظهر سوى عند الحاجة. هذا المفهوم هو حجر الأساس لتحقيق العملية التي تقتصر على الضروريات، وهو ما يطغى على أجهزة التحكم في (إيسينس). عبر تجنب إرباك السائق بمفاتيح تشغيل عديدة ومعلومات كثيرة، تؤمن (إيسينس) شعوراً بالارتياح العام للجميع، وتسمح لهم بالتركيز الكامل على الاستمتاع بالقيادة الديناميكية.

محرك مختلط

ويمثل النظام المختلط امتداداً منطقياً لالتزامات الشركة الأم الثورية بحماية البيئة. فهو يوفر قوة مع فعالية، بالإضافة إلى أداء متقدم مع قيادة منعدمة الانبعاثات، عبر دمج محرك بنزين بمحرك كهرباء. ويستطيع المحركان العمل باستقلال الواحد عن الآخر، أو سوية كنظام مختلط (متوازٍ). وفي المناطق المدنية المزدحمة، كلّ ما تحتاج إليه (إيسينس) هو محرك كهربائي لتنساب بهدوء مطلق عبر إشارات المرور، من دون انبعاثات على الإطلاق.

وفي غياب الزحمة، تستجيب (إيسينس) بأداء على الطرقات السريعة، لا تستطيع مجاراته سوى قلة من السيارات. في إعداد القوة المساندة Power Assist تطلق السيارة العنان لـ 592 حصانا بالتمام والكمال عندما يعمل محركا البنزين والكهرباء سوية.ويكمن الاختلاف الرئيسي بين هذا النظام وغيره من الأنظمة المختلطة، في أن كلا محركي البنزين V6 والكهرباء ينقلان قوتهما إلى العجلات الخلفية فحسب. لذا، فالاستجابة أدق والأداء أفضل، لتكون النتيجة متعة قيادة أكبر.

وتعتمد (إيسينس) محرك إنفينيتي الشهير من ست أسطوانات على شكل V سعة 3.7 لتر، بعد أن تمّ تزويده بشاحني هواء توربو، رفعا قوته إلى 434 حصاناً. كما اعتُمد نظام حقن وقود مباشر جديد لضمان فعالية أكبر للمحرك في السيارة.

وتعمل (إيسينس) بمحرك كهربائي بنوعية جديدة يُدعى (3دي موتور) 3D Motor، جرى تصميمه ليلبي شروطاً صارمة فيما يتعلق بحجمه وقوته. يولد ضعف عزم دوران وِحدة تقليدية. وقد جرى التوصل إلى تصميمه عبر تحليل ثلاثي الأبعاد للحقل المغناطيسي بهدف تحسين ترتيب المِلفّات الكهرومغناطيسية والمغناطيسيات الدائمة.

ويتخذ المحرك الكهربائي في (إيسينس) وضعية ما بين محرك البنزين وعلبة التروس، ويولد 158 حصان. وهو يستمد طاقته من حزمة بطاريات ليثيوم-أيون Lithium-ion مدمجة في صندوق الأمتعة. وبما أن محرك (3دي موتور) يعمل في صيغتي الدفع وتجديد الطاقة، تبقى حزمة البطاريات مشحونة على الدوام.

الأكثر أماناً

وإنفينيتي ملتزمة على المستوى العالمي بصناعة سيارات أكثر أماناً، مزودة بتقنيات سلامة متطورة. وزودت (إيسينس) بأنظمة السلامة المستقبلية، التي ستضمن بقاء طرازات إنفينيتي ضمن السيارات الأكثر أماناً على الطريق.

وأبرز هذه الأنظمة هو درع الحماية Safety Shield الذي يقترب أكثر فأكثر من تحقيق حلم مهندسي إنفينيتي بالتوصل إلى سيارة لا تتعرض للاصطدامات.

ويضيف (درع الحماية) تقنيتين جديدتين إلى نظامي (مساند التحكم بالمسافة) و)منع مغادرة المسار) المتوفرين في طرازات إنفينيتي الحالية.

ويوسّع نظاما (منع الاصطدام الجانبي) و(منع الاصطدام عند التراجع) نطاق درع منع الاصطدامات ليحيط بالسيارة بأكملها.

ومع نظام (منع الاصطدام الجانبي)، عندما يقرر السائق تبديل مساره، تُشغل مجسّات جانبية تحذيراً إذا تمّ استشعار سيارة قادمة في المسار الذي ينوي السائق الانتقال إليه. عندئذ يتمّ تشغيل آلية انحراف عبر تحكم بالمكابح على عجلات محددة، للمساعدة على تجنب اصطدام محتمل. كذلك يعمل نظام (منع الاصطدام عند التراجع) بطريقة مماثلة. فعندما يستشعر سيارة في الخلف، يُعطي السائق تحذيراً. وإن لم تتمّ الاستجابة إليه، تشغل المكابح أوتوماتيكياً.

عوامل نجاح

يعود تاريخ (إيسينس) 20 عاماً إلى الوراء. هذا هو الوقت الذي تطلبه (جوهر) العلامة التجارية وخلاصة ما تمثله إنفينيتي، للوصول إلى وضعه الحالي من الكمال.

وجرت مناقشة فكرة إنفينيتي للمرة الأولى عام 1985م. لكن لم يتم بيع أولى طرازاتها في أمريكا الشمالية حتى شهر نوفمبر من عام 1989م. وباتت اليوم أسرع العلامات التجارية الفخمة نمواً في الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن إنفينيتي تمثل أكثر من مجرد علامة تجارية أمريكية. فالشركة تمتلك اليوم أكثر من 230 وكيلاً لها في 15 دولة، مع مبيعات عالمية تبلغ 150.000 سيارة سنوياً.

ويعود نجاح إنفينيتي إلى مجموعة من العوامل، أهمها إتباع نهج (إدِياكا الديناميكية) في جميع طرازات الشركة. عندما تتلاقى (إدِياكا) مع (تجربة الامتلاك الكاملة)، تكون النتيجة ركائز إنفينيتي الثلاث: متعة القيادة والضيافة وراحة البال.

تتجسد هذه القيم جميعها بشكل رائع في (إيسينس) التي كُشف النقاب عنها في معرض جنيف للسيارات 2009، ليس تزامناً مع الذكرى السنوية العشرين لإنفينيتي وحسب، بل أيضاً في خضم التحدي الحالي للشركة والمتمثل بالمنافسة بجدارة في السوق الأوروبي.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة


 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة