جدة - حمود البقمي

لا تزال هذه السيارة الافتراضية أكثر السيارات ذات الخمسة مقاعد فاعلية في استهلاك الوقود في العالم، واسمها هو: (بولو بلوموشن).

إن معدّل استهلاكها الوقود هو 3.3 لتر، أما معدل انبعاث ثنائي أكسيد الكربون فهو 87 غم/كم فقط! واحتمال البدء في الإنتاج الفعلي لها عال جداً! ومن ناحية ثانية، فقبل البدء في إطلاق الإنتاج المحتمل لهذه السيارة يجب أن يتم إكمال تطوير محرّك تي.دي.إي بسعة 1.2 لتر ونظام الحقن المزدوج.

وهذا هو بالضبط ما يعمل عليه الفريق الذي يقوده رئيس قسم التطوير، الدكتور ألرج هاكنبيرغ الذي يقول في هذا الصدد: (أتوقع أننا سنكون قادرين على المضي بالإنتاج في فبراير 2010، علماً بأن تحقيق هذا الهدف يتطلّب الكثير من العمل، أما المحرّك والأنظمة الأخرى في سيارة بولو بلوموشن فهي تعمل بأداء يبعث على التفاؤل بأننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف).

وتتضمّن (الأنظمة الأخرى) التي أشار إليها في حديثه، نظام التشغيل - الإيقاف الأوتوماتيكي وتجديد الطاقة عبر الكبح المولّد للطاقة، وتلك التقنيتان وحدهما قادرتان على تقليل معدّل استهلاك الوقود في السيارة التي تعمل بمحرّك الديزل بحقن مباشر للوقود وقوة 55 كيلو واط/75 حصاناً، وثلاث أسطوانات إلى 0.2 لتر لكل 100كم.

مقاييس اقتصادية

تلك ليست جميع الأمور التي يجري إنجازها، حيث تقوم فولكس واجن من خلال سيارة بولو بلوموشن بالدعوة إلى استخدام مجموعة كاملة من المقاييس الاقتصادية، ومن ضمنها المجموعة الإيروديناميكية لهيكل السيارة التي تم تخفيضها بقيمة 10مم (متضمنة النهاية الأمامية المعدّلة)، ومنطقة ما تحت الهيكل المحسّنة إيروديناميكياً، وإطارات مصمّمة للتقليل من استهلاك الطاقة، وعجلات بقياس 15 بوصة، وتعمل هذه التعديلات سوية على توفير الوقود بمجموع 0.8 لتر، مما يقلّل من انبعاث ثنائي أكسيد الكربون إلى نحو 20 بالمائة.

كما تم الكشف عن ميزات أخرى في سيارة بولو بلوموشن الافتراضية التي قدمت بمعرض جنيف للسيارات 2009، تتضمّن مقصورة داخلية مصمّمة حسب الطلب مع إضافات Power On وشاشة تُشير إلى مستوى ناقل الحركة وضغط العجلات، ويكون نموذج الدراسة من هذه السيارة مطلي بلون المقصورة الخارجية الجديدة Emotion blue.

التشغيل والإيقاف

من الميزات الجديرة بالاهتمام في هذه السيارة عملية التشغيل الأوتوماتيكية بالكامل لنظام التشغيل- الإيقاف، فعندما يدنو السائق من إشارة التوقف الحمراء، سوف يستعمل المكابح لإيقاف السيارة وتغيير حالة السيارة إلى اللاتعشيق (الذي يجب أن يكون حالة قياسية في السيارات التقليدية)، ومن ثم يقوم برفع قدمه عن الكلاتش، ويؤدي هذا إلى إيقاف المحرك للحظة، أما الآن، فستظهر رسالة (التشغيل الإيقاف) على الشاشة متعددة الوظائف. وحالما يتغيّر لون الإشارة الضوئية إلى الأخضر مرة أخرى سيقوم السائق بالضغط على الكلاتش، ويبدأ المحرك بالعمل وتختفي رسالة (التشغيل الإيقاف) من على الشاشة ليعاود السائق تعشيق السيارة وقيادتها.

ويساعد الكبح المولّد للطاقة على استرداد الطاقة التي كانت ستضيع في القيادة كطريقة اقتصادية قدر الإمكان، ففي المراحل التي يتم خلالها إبطاء وكبح سيارة بولو بلوموشن الافتراضية - مثلاً عندما لا يقوم السائق بالضغط على دوّاسة الوقود أو عندما يضغط على الفرامل - يتم رفع الفولطية الشاحنة لمولّد التيار الكهربائي، مما يحوّل طاقة السيارة الحركية إلى طاقة كهربائية لشحن البطارية.

وبفضل جهاز تنظيم المولّد - الذي يعمل على تنظيم عمل المولد لفاعلية المحرك وشحن البطارية بشكلٍ أمثل - يمكن تخفيض فولطية المولّد في الأوقات الأخرى، مثلاً أثناء التسارع أو القيادة عند سرعة ثابتة. كما أنه من الممكن أيضاً إطفاء المولّد بالكامل، حيث يعمل ذلك على تقليل الحمل على المحرّك ويحسّن مستوى الاقتصاد في استهلاك الوقود، وهنالك حاجة إلى توافر برمجيات خاصة لإدارة الطاقة وجهاز ضبط المحرك المعدّل لغرض الاستفادة من إعادة توليد الطاقة.

تقنيات

قدمت فولكس واجن سيارة بولو الافتراضية في جنيف تحت اسم العلامة الجديدة BlueMotionTechnologies، ويغطّي هذا الاسم جميع المنتجات والتقنيات التي تم إنتاجها أو سيتم قريباً، التي تُسهم بشكل فاعل في التقليل من استهلاك الوقود وانبعاثات ثنائي أكسيد الكربون، وقد تم تطبيق هذه التطويرات مثل نظام التشغيل - الإيقاف الجديد والكبح المولّد للطاقة في سيارة بولو بلوموشن الافتراضية، بالإضافة إلى محوّل SCR المحفّز المبتكر الجديد في سيارة باسات سي سي بلو تي.دي.آي، التي ستظهر لأول مرة في جنيف، وعلى أي حال، تتضمّن السيارات محوّلا محفّزا لتخزين أكسيد النتروجين، الذي تم تقديمه وبنجاح في الولايات المتحدة الأمريكية.

واليوم تتوفر مجموعة موديلات بلوموشن، ومن ضمنها سلسلة سيارات جولف، وجيتا، وكادي، وتوران، وشاران، وباسات وباسات العائلية، وقد بيّن الاستطلاع الأخير الذي أجرته مؤسسة Deutsche Automobil Treuhand DAT الشهيرة الأقدم في العالم في مجال البحوث المتعلّقة بعالم السيارات، كيف أن مجموعة بلوموشن قد أصبحت اليوم اسماً ناجحاً ومعروفاً، كما وجدت المؤسسة المرموقة في استطلاع آخر بأن 85 بالمائة من سائقي السيارات الألمانية على علم جيد باسم بلوموشن، في حين حصل الاسم المنافس الذي جاء في المرتبة الثانية على 36 بالمائة فقط، وهذا يضع بلوموشن في المرتبة الأولى بين السيارات المراعية للبيئة.