منذ زمن وأنا أكتب في هذه الزاوية.. أطارح هموم الشباب وأقف مع أوقات رهيبة مهدرة خلف مقود هذه المركبة حتى تحول بعض الشباب من مجرد (يلف الشارع والحواري) إلى بطل في ميدان الهدم والموت.. كل هذا لأنه لم يجد من يأخذ بيده.. إلى الميدان الآخر الذي سأحدثكم عنه كانت ليلة لا تنسى.. وأنا أجلس مع عدد من المفكرين عفواً المبدعين المخترعين.. الذين لم تتجاوز أعمارهم الثمانية عشر عاماً.. وهم خمسة من الشباب والذين سيرشح بعضهم لتمثيل المملكة في معرض جنيف الدولي للمخترعات. ولأنني لا أريد أن أحرق أوراق وإبداعات أولئك الشباب الكبار العظماء.. وأدعو لهم أن يوفق من يرشح منهم وأنا واثق أنهم سيكونون كذلك.. ولكم أن تتخيلوا أحدهم.. يمنع نفسه من النزهة والتمشية والسفر.. فقط لأنه يريد إكمال مشروع اختراعه.. يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة.. يقضون وقتهم في مخترعات تخص عالم السيارات.. أفكار رائعة.. رائدة.. مدهشة أحسست والله بأنني بين الفارابي وابن الهثيم وابن سينا وابن خلدون وابن حيان.. لم أتفوه بكلمة.. فقط أصغيت لهم بكل جوارحي.. أريد أن أقول شيئا لأنني وجدت نفسي صغيراً بين أولئك العظماء.. أخذت استمع بكل جوارحي لهم وهم يتبادلون الآراء والأفكار والطموح.. نظرت بكل ألم إلى عدد ليس بالسهل ما زال يهدر كماً هائلاً من الوقت والجهد والمال خلف شيء اسمه حب الشهرة والمتعة والعبث.. شكراً من الأعماق لأولئك العظماء على دروب العطاء وقريبا نرى مخترعاتهم في عالم السيارات وغيرها.
شكراً وألف شكر لآبائهم العظماء وأمهاتهم العظيمات.. شكراً ومليون شكر.. لجمعية المخترعين السعوديين (اختراع) وأمينها العام الأستاذ المهندس يوسف بن أحمد السحار.. وكم أنا سعيد بكم يا أبناء وبنات وطني.
إشراقة:
(عظماء على دروب العطاء.. صغار لكنهم كبار).