إذا ما علمنا أن حوالي خمساً وثمانون في المائة من حوادث الطرق يعود سببها إلى أخطاء بشرية نتيجة ارتكاب مخالفات مرورية باتت معروفة وخطيرة التي على رأسها السرعة الزائدة وتجاوز الإشارة المرورية وأن هاتين المخالفتين بالذات تعدان أساس كل حادث مروري وسببا رئيسا له، وأن هاتين المخالفتين في تصاعد مستمر مما يدعو إلى تدخل عاجل وسريع من قبل المرور للحد منهما ووضع الخطط الاستراتيجية التي تقوم على أسس علمية وعملية وتقنية حديثة تواكب التطور الزمني لمواجهة مشكلة تزايد هذه الحوادث وإيقاف هذا النزيف المروري اليومي خاصة إذا علمنا بأن الخسائر المادية لهذه الحوادث تقدر بأكثر من ثلاثة عشر مليار ريال سعودي، وهذا رقم كبير بل إنه يتوفى شخص بسبب الحوادث المرورية خلال كل ساعة ونصف بخلاف الإصابات والإعاقات المتمثلة في الكسور والشلل الرباعي والنصفي وفقدان الأطراف.
من هذا المنطلق كان لابد من وضع حد فاصل وعلاج ناجع في القضاء على مسببات هذه الحوادث وإدراكاً من المسؤولين في المرور بأهمية تحقيق أعلى درجات الانضباط المروري على الطرق والشوارع ولتحسين السلامة المرورية وزيادة عوامل الأمن المروري تم إطلاق حملة التوعية بالنظام المروري الآلي الجديد (ساهر) لضبط المخالفات المرورية حيث إنه يعد نقلة جديدة وخطوة تطويرية تعتمد على أحدث التقنيات في مجال الرصد والمتابعة يهدف بالدرجة الاولى الى ضبط المخالفات المرورية كالسرعة وتجاوز الإشارات ودفع مستوى السلامة في الطرق وهو نظام آلي إلكتروني حديث يعتمد على تقنية شبكات الكاميرات الرقمية المتصلة بمركز المعلومات وهذا النظام الحديث لا شك أنه نظام طال انتظاره طويلا، وأنه آن الأوان لتطبيقه خاصة مع ازدياد عدد السيارات واتساع شبكة الطرق وكثرة ارتكاب المخالفات بدلا عن الأسلوب التقليدي المتبع في المخالفين الذي لم يعد مجديا في الوقت الحالي، وأن الأمر يتطلب الشدة والصرامة والجدية والأدلة القاطعة لتحقيق الالتزام بأفضل معايير السلامة المرورية، وأنه سيسهل على الجهاز المروري أداء العمل ويرفع من مستواهم العملي في نظام تقني آلي متكامل يقدم في مراقبة حية ومباشرة للحركة المرورية وسرعة معالجة الحالة وزيادة الفعالية في أقصر وقت ممكن وإشعار المخالف عن مخالفته بطريقة سريعة وعملية ومنظمة.
كل الأمنيات أن يؤدي هذا النظام في المحافظة على الأرواح والممتلكات وتحقيق الانضباط المروري وأن يكون (ساهر) عينا ساهرة على راحة المواطنين.
