في عام 2006 دخلت شركة السيارات الصينية Geely التاريخ لكونها أول شركة صينية تعرض نماذج سياراتها في معرض ديترويت الشهير إلا أن نماذجها لم تلق نجاحاً لرداءة تصميمها ونوعيتها كما أنها لم تنجح في اجتياز اختبار التصادم الأمريكي.

لكن هذا أصبح من الماضي فقد أحيت الصين، ثاني أكبر سوق للسيارات، الركود الذي أصاب قطاع السيارات أواخر 2008 وفاجأت قطاع صناعة السيارات الأمريكي المتعثر بعدد من الشركات التي يُتوقع أن تبيع ما يقارب 10 ملايين سيارة هذا العام، وهو ما يُشير إلى أن مركز الثقل في صناعة السيارات قد تغير، وربما إلى الأبد!

فقد سجلت مبيعات السيارات الشهرية 1,11 مليون سيارة في آذار/مارس، متجاوزة بذلك مبيعات الولايات المتحدة للشهر الثالث على التوالي بزيادة 5% عن السنة الماضية، وهو ما فاجأ العديد من شركات السيارات التي قلصت إنتاجها لتوقعها استمرار تباطؤ المبيعات الذي شهده العام الماضي.

ويُعد الآن معرض شنغهاي للسيارات، الذي كان مُهمشاً في السابق، واحدا من أهم معارض السيارات في العالم حيث تم عرض عدد غير مسبوق من السيارات الجديدة وهو ما يعكس أهمية هذا المعرض لشركات السيارات في كل مكان.

فقد عرضت بورش نموذج Panamera واُختير توقيت العرض متزامناً مع معرض شنغهاي نظراً للأهمية المتزايدة للسوق الصينية. وهذا ليس بمستغرب فقد تضاعفت مبيعات الشركة في آسيا في السنة المالية 2007/2008. وهذا ما يؤكد اعتماد وثقة الشركة في إمكانيات الاقتصاد المستقبلي للصين.

وبالعودة إلى شركة Geely الصينية، فقد حققت نجاحاً باهراً في المعرض وقدمت 22 نموذجاً جديداً وهو عدد لم تسبقها إليه كُبرى شركات السيارات مثل جنرال موترز.

وتعتبر الصين شريان الحياة لجنرال موترز المتعثرة والتي باعت 137004 سيارة في الصين، بزيادة 24،6% عن السنة الماضي. وكان للسياسات الحكومية أثر كبير في ذلك، فقد خفّضت الضرائب وركزت على تشجيع مبيعات السيارات الصغيرة وهو ما زاد المبيعات بنسبة 38%. لذا تنوي جنرال موترز مضاعفة مبيعاتها في الصين خلال السنتين القادمتين، كما تشمل خططها تطوير 30 نموذجا في السنوات الخمس القادمة.

ولكن لكي تصبح الصين على قدر المنافسة، عليها التنويع في إنتاجها لتغطي كافة المستهلكين، سواء من يبحث عن السعر المنخفض أو الفخامة، لأنها حالياً غير قادرة على منافسة السوق اليابانية والغربية لكن ذلك لا يمنع تقدم الصين بخطى ثابتة لتتصدر أسواق السيارات العالمية.