Car Magazine Wednesday  27/05/2009 G Issue 109

الاربعاء 3 ,جمادى الآخر 1430   العدد  109

 

 

في هذا العدد

 

جديد

 
بلو ويل..
هيونداي تعمل باللمس

إعداد - أشرف البربري

في محاولة من جانب هيونداي موتورز أكبر منتج سيارات في كوريا الجنوبية للحاق بموجة السيارات الهجين كشفت النقاب عن مشروعها لتطوير جيل جديد من هذا النوع بما يتجاوز قدرات السيارات الموجودة في السوق.

وقد كان معرض سول الدولي للسيارات الذي جرت فاعليته في إبريل الماضي موعدا مناسبا للكشف عن مشروع هيونداي الطموح الذي يهدف إلى تطوير سيارة قادرة على المنافسة على نطاق تجاري وليس مجرد نموذج اختباري تستعرض من خلاله عضلاتها التكنولوجية.

وقد تم تصميم السيارة الجديدة في مركز هيونداي للأبحاث والتصميم في مدينة ناميانج بكوريا الجنوبية. ولعل أبرز ما يميز الجيل الجديد الذي تطوره هيونداي هو قدرته على التعامل مع العديد من مصادر الطاقة الكهربائية حيث يمكن للمحرك الحصول على الكهرباء من خلال بطارية ليثيوم البوليمر المؤين القابلة لإعادة الشحن التي يمكن إعادة شحنها من خلال أي مصدر كهرباء منزلي أو من خلال الخلايا الشمسية.

ولا يتوقف طموح هيونداي التي تتحدى الأزمة العالمية التي تحاصر صناعة السيارات عند حدود تقديم سيارة هجين حديثة وإنما ترغب في جعلها منصة تجارب لمجموعة من الأفكار المبتكرة في عالم السيارات بما في ذلك التحكم في وظائف السيارة من خلال شاشة عرض تعمل باللمس وتوجيهها عبر شبكة دوائر إلكترونية بدلاً من عجلة القيادة التي تعتمد على العمل الميكانيكي.

وإلى جانب المحرك الكهربائي فإن (بلو ويل) ستعمل أيضا بمحرك تقليدي يعمل بالبنزين سعته 1.6 لتر بقوة 152 حصاناً مع نظام إلكتروني لنقل الحركة يعمل بتكنولوجيا (التغير المستمر) التي تحقق أفضل أداء للمحرك من خلال الاستجابة السريعة لحالة الطريق. وإلى جانب محرك البنزين ونظام نقل الحركة المتطور هناك المحرك الكهربائي الذي يعطي قوة قدرها 100 كيلوات للسيارة ذات المقاعد الأربعة.

كفاءة

ورغم تراجع أسعار النفط والوقود التقليدي في العالم خلال الفترة الأخيرة لأسباب بعيدة عن صناعة السيارات وإنما لأسباب ترتبط بحالة الاقتصاد العالمي فإن شركات صناعة السيارات تدرك أن التحدي المقبل سيكون مدى كفاءة السيارات في استهلاك الوقود، وكلما انخفض معدل استهلاكها للوقود كانت أكثر إغراء للعملاء.

لذلك فإن هيونداي تقول إن السيارة المقبلة ستحقق معدلات قياسية في استهلاك الوقود حيث لن تحتاج إلى أكثر من 2.2 لتر لكل 100 كيلومتر وهو ما دفع أحد خبراء صناعة السيارات إلى القول إن هذا النموذج الاختباري إذا ظهر في الأسواق بنفس المواصفات التي تطمح إليها الشركة المطورة فسنكون أمام سيارة تعمل برائحة البنزين وليس بالبنزين نفسه.

أما بطاريات الليثيوم المؤين فتوفر كهرباء تكفي لقطع مسافة 64 كيلومتراً قبل الحاجة إلى إعادة الشحن. وإذا كان هذا المعدل يبدو عادياً بالنسبة إلى سوق السيارات الهجين فإن هيونداي تراهن على نجاحها في تطوير نموذج خلايا الطاقة الشمسية التي تتضمن للسيارة الحصول على الكهرباء اللازمة لتشغيل بعض أجهزتها مثل مروحة التهوية في الصالون أو جهاز الكاسيت أثناء القيادة بالاعتماد على الخلايا الشمسية التي تحول طاقة الشمس إلى كهرباء.

وبعيداً عن محركات السيارة الهجين فإن النموذج الاختباري الذي كشفت هيونداي النقاب عنه يعكس فكرا تصميمياً يداعب المستقبل بالفعل، فالتصميم الخارجي للسيارة (بلو ويل) أو الإرادة الزرقاء يعني أن هيونداي تريد الانطلاق بالجيل المقبل من السيارات الهجين إلى مستويات جديدة تماما من حيث الشكل الخارجي. تنطلق الفكرة الأساسية لتصميم هيكل (بلو ويل) من مفهوم (كلما كان أملس كان أقل استهلاكا للوقود) لذلك فإن سطح السيارة الجديدة يعتمد بشكل أساسي على الخطوط الملساء المصقولة التي تخفض مقاومة الهواء إلى أدنى درجة ممكنة وبالتالي ينخفض معدل استهلاكها للطاقة.

ثورة

نجح مهندسو هيونداي في ابتكار نظام غير مسبوق للاستفادة من العوادم الغازية الساخنة التي تخرج من المحرك سواء كان يعمل بالبنزين أو بالكهرباء لتوليد طاقة جديدة من خلال مولد كهرباء حراري يتم تركيبه فوق نظام إخراج العادم. يحول المولد الحراري الطاقة الحرارية إلى كهرباء لمساعدة أنظمة الطاقة الاحتياطية في السيارة.

كما تتضمن قائمة التعديلات التي تهدف إلى تحقيق أقصى كفاءة في استهلاك الطاقة استخدام إطارات أقل مقاومة للاحتكاك ونظام مكابح منخفض السحب يستطيع السيطرة على السيارة بصورة أعلى كفاءة إلى جانب تطوير أسطوانات المكابح ومفاصلها الميكانيكية.

أما الخلايا الضوئية التي تحول الطاقة الشمسية إلى كهرباء فتتيح للسائق استخدامها في تشغيل مروحة تبريد صالون السيارة وبخاصة أثناء توقف السيارة في ساحات الانتظار المكشوفة بما يساعد أيضا في تقليل الحاجة إلى تشغيل نظام التكييف الذي يعتمد على محرك السيارة في الحصول على الكهرباء التي يعمل بها وهو ما يعني توفيرا كبيرا في استهلاك الوقود أو الطاقة الكهربائية المخزنة في بطارية الليثيوم.

في الوقت نفسه فقد تم تطوير نظام نقل الحركة بما يضمن وصول الطاقة مباشرة من المحرك الكهربائي أو محرك البنزين أو منهما معا إلى العجلات وفقا لظروف القيادة وقرار السائق بما يقلل بنسبة كبيرة أي إهدار لطاقة المحرك. وبالتأكيد فإن إمكانية الجمع بين المحركين الكهربائي والبنزين معا يعد تطورا رئيسيا بالنسبة للجيل الجديد من السيارات الهجين الذي طورته هيونداي من خلال السيارة سوناتا الهجين في السوق الأمريكية.

صديقة جدا

كما أن استخدام لوحة الصمام الضوئي الثنائي (إل إي دي) في مقدمة السيارة يرسخ صورتها المستقبلية الاستثنائية. أما تصميم المؤخرة اعتمادا على الخطوط الانسيابية فيعزز صورتها المتميزة. ولكي يتم تقليل وزن السيارة إلى أدنى مستوى ممكن فإنه تم الاعتماد على الخامات الحديثة التي تحقق المعادلة الصعبة بين خفة الوزن وقوة التحمل والصلابة مثل الألياف الكربونية المضغوطة واللدائن (البلاستيك) عالية الصيانة والسبائك المعتمدة على تكنولوجيا النانو والألومنيوم في إنتاج أغلب مكونات السيارة.

كما استخدم مهندسو هيونداي خامات البولي إيثيلين المعروفة بالأحرف (بي إي تي) المعاد تدويرها في صناعة موضع المصابيح الأمامية وحوافها مع استخدام مواد بلاستيكية عديدة في الأجزاء الداخلية والخارجية للسيارة انطلاقا من الحرص على أن تكون سيارة المستقبل صديقة للبيئة ليس فقط من حيث معدلات استهلاكها الوقود أو إصدارها للعوادم الملوثة للبيئة وإنما أيضا من حيث الخامات التي تستخدم في صناعتها.

صالون مبهر

بفضل الطفرة التي شهدتها تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات في السنوات الأخيرة استمتع مصممو هيونداي بالحرية المطلقة في تصميم صالون السيارة الجديدة وتزويده بمجموعة متنوعة من الأجهزة الإلكترونية التي تحول الصالون إلى (فضاء رقمي). فقد تم استبدال لوحة العدادات التقليدية بشاشة تستخدم تكنولوجيا (الصمام الضوئي الثنائي العضوي الشفاف) المعروفة بالأحرف تي أو إل إي دي التي توجد أعلى عمود التوجيه القابل للتعديل سواء بالنسبة للطول أو للميل بما يتناسب مع ظروف وطبيعة السائق. وإذا كانت السيارات الحديثة في الأسواق الآن تتنافس وتروج لنفسها بأنها تستخدم الشاشات المسطحة التي تعتمد على تكنولوجيا البللور السائل (إل سي دي) فإن هيونداي بول ويل سوف تشعل ثورة في تصميم لوحة العدادات باستخدام تكنولوجيا الصمام الضوئي الثنائي العضوي الشفاف التي تتيح التحكم في حجم وشكل الشاشة مع انخفاض سمكها بشدة الأمر الذي يعني تجنب إهدار أي جزء من صالون السيارة. كما أن هذه الشاشة تتيح عرض البيانات والألوان بأعلى درجة وضوح ممكنة.

أما الصندوق الأوسط (الكونصول) الموجود بين المقعدين الأماميين فإنه يمثل مساحة مشغولة للغاية بسبب العدد الكبير من الأزرار التي ستوضع فيه حيث يأمل مهندسو هيونداي في تطوير سيارة تعمل بمجرد الضغط على مجموعة من الأزرار. ورغم العدد الكبير الموجود من الأزرار في هذه المساحة فإن مصممي الشركة الكورية الجنوبية قاموا بعمل رائع من خلال تصميم ذكي لهذا المكان بحيث يصبح الوصول إلى تلك الأزرار والتحكم في الوظائف المختلفة أمرا ميسرا.

أما أكثر ما يثير الإعجاب بالفعل بالنسبة إلى توظيف مبتكرات تكنولوجيا المعلومات في إضافة لمسات فريدة على السيارة فهو استغلال شاشة العرض الحديثة من أجل إظهار رسائل وتوجيهات تساعد في ترسيخ عادات القيادة الموفرة للوقود لدى السائق من خلال تقديم معلومات فورية عن معدل استهلاك الوقود والسرعة المثالية في هذه اللحظة لكي تحقق أفضل استهلاك للوقود والتحول إلى تشغيل المحرك الكهربائي أو محرك البنزين وغير ذلك.

كما تتضمن خصائص تكنولوجيا المعلومات في السيارة إمكانية استقبال الملفات المرسلة عبر الهواتف المحمولة باستخدام تقنية (بلوتوث) التي يمكن التحكم فيها صوتيا وكذلك عرض بياناتها بطريقة مسموعة وليست مرئية فقط.

التصميم الذكي

ولكي يوفر مهندسو هيونداي موتورز أكبر مساحة ممكنة للأمتعة فقد تم وضع خزان الوقود تحت المقاعد الخلفية حيث يوجد إلى جوار بطارية الليثيوم المؤين التي تستخدم البوليمر المؤين لتكون هيونداي موتورز أول شركة سيارات في العالم تستخدم البوليمر المؤين في إنتاج بطاريات الليثيوم على نطاق تجاري عندما يتم طرحها في السيارة الهجين ألينترا إل بي آي هايبرد إلكتريك في السوق الكورية الجنوبية في يوليو المقبل.

ومن الملامح التصميمية المميزة أيضا في بلو ويل التي تعطي للسائق مرونة أكبر السقف الزجاجي الذي يوفر رؤية بانورامية إلى جانب الانسيابية العالية في دمج الزجاج مع الهيكل الخارجي للسيارة سواء في المقدمة أو في المؤخرة للوصول إلى هذه الرؤية البانورامية التي تجعل من قيادة السيارة متعة في حد ذاتها.

وإذا كانت هيونداي حشدت كل ما وفرته لها تكنولوجيا المعلومات من أجل تقديم صالون يليق بسيارة العصر الرقمي من حيث أنظمة عرض البيانات والإضاءة الداخلية والترفيه فإنها أيضا تسعى إلى الاستفادة من هذه الإمكانية لتوفير معدلات أمان عالية من خلال تزويد السيارة المنظمة بكاميرات رقمية تستطيع تقديم صورة للطريق بزاوية 360 درجة من خلال شاشة العرض الموجودة بدلا من لوحة البيانات. كما أن شاشة العرض يمكن أن تعمل كعارض لبيانات نظام الملاحة البرية الموجود في السيارة وكذلك التحذير من وجود أي خلل في أداء مكونات السيارة الداخلية.

وبالطبع فإن عوامل الأمن والسلامة أساسية في هذه السيارة مثل نظام التحكم الإلكتروني في الاتزان ونظام التحذير من التصادم عند الرجوع إلى الخلف وكذلك نظام التحذير من الانحراف عن الحارة المرورية وأحزمة أمان إلكترونية تحدد قوتها على أساس قوة الارتداد عند الحوادث لزيادة حماية السائق والركاب. إلى جانب ذلك هناك نظام إلكتروني للتحكم في توزيع قوة الكبح على العجلات الأربع لمنع انقلاب السيارة في حالات المناورة الحادة ونظام التوزيع الإلكتروني لقوة عزم المحرك على العجلات وهو ما يضمن للسيارة أعلى درجات الاتزان والثبات على الطريق وبخاصة في المنحنيات الحادة وفي ظروف القيادة غير المواتية.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة


 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة